نهج الحیاه و دروس الاخلاق الاسلامیه

اشارة

سرشناسه:تهرانی، جواد، 1283 - 1368.

عنوان قراردادی:آیین زندگی و درس های اخلاق اسلامی .عربی

عنوان و نام پديدآور:نهج الحیاه و دروس الاخلاق الاسلامیه/ جواد الطهرانی؛ ترجمه حمید الخبیری النوغانی؛ التحقیق موسسه عالم آل محمد (ص) المعارفیه.

مشخصات نشر:مشهد : منشورات الولایه، 1441 ق.= 1398.

مشخصات ظاهری:218 ص؛ 5/14×5/21 س م.

شابک:978-600-96944-0-2

وضعیت فهرست نویسی:فاپا

يادداشت:عربی.

یادداشت:کتابنامه: ص. [211] - 218؛ همچنین به صورت زیرنویس.

موضوع:اخلاق اسلامی

Islamic ethics

راه و رسم زندگی

Conduct of life

شناسه افزوده:خبیری، حمید، 1366 -، مترجم

شناسه افزوده:موسسة عالم آل محمد علیهم السلام المعارفیه

رده بندی کنگره:BP247/8/ت88آ9043 1398

رده بندی دیویی:297/61

شماره کتابشناسی ملی:4596336

اطلاعات رکورد کتابشناسی:فاپا

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 2

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضا الْمُرْتَضَی الاِمامِ التَّقِیِّ النَّقِیِّ وَحُجَّتِکَ عَلی مَنْ فَوْقَ الاَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّری، الصِّدّیقِ الشَّهیدِ، صَلاهً کَثیرَهً تامَّهً زاکِیَهً مُتَواصِلَهً مُتَواتِرَهً مُتَرادِفَهً، کَاَفْضَلِ ما صَلَّیْتَ عَلی اَحَد مِنْ اَوْلِیائِکَ بِرَحْمَتِکَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

ص: 3

نهج الحیاة و دروس في الأخلاق الإسلامیّة

آیة الله الحاجّ المیرزا جواد الطهرانيّ رحمة الله علیه

ترجمة: المیرزا حمید الخبیريّ النوغانيّ

ص: 4

بسم اللّه الرحمن الرحيم

«اُدعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَة»

يُعدّ العلم والمعرفة أفضل وأكبر النِّعم الإلهيّة المهداة لعباد اللّه الصالحين لأنّه بالعلم يُعينهم اللّه على عبوديّته وبه یخضعون له.

والعلماء الربّانيّون والعرفاء الإلهيّون هم المستضيئون بهدى الأنبياء والأئمّة(علیهم السلام) ولا يشعرون بالتَّعب أو الملل أبداً في سلوك هذا الطريق، طريق العلم والعمل، ويتجنّبون الطُرُق الأُخرى التي لا تنتهي بهم إلى نيل معارف الأئمّة(علیهم السلام).

تهدف هذه المؤسّسة _ التي تأسّست بدافع إحياء آثار هذه الثلَّة المخلصة التي تحمّلت على عاتقها مهمّة الدفاع عن معارف الوحي والعلوم الإلهيّة الأصيلة _ إلى نشر هذا الفكر عبر الوسائل العصريّة المتاحة ومن اللّه التوفيق.

ص: 5

اللَّهُمَّ کُنْ لِوَلِیِّکَ الحُجَهِ بنِ الحَسَن صَلَواتُکَ علَیهِ و عَلی آبائِهِ فِی هَذِهِ السَّاعَهِ وَ فِی کُلِّ سَاعَهٍ وَلِیّاً وَ حَافِظاً وَ قَائِداً وَ نَاصِراً وَ دَلِیلًا وَ عَیْناً حَتَّی تُسْکِنَهُ أَرْضَکَ طَوْعاً وَ تُمَتعَهُ فِیهَا طَوِیلا

ص: 6

فهرس المطالب

مقدّمة المترجم 11

مقدّمة المؤلّف.. 17

من الأهداف المهمّة في بعثة الأنبیاء. 19

إصلاح النیّة 21

الریاء شرک خفيّ. 27

الشرک في الطاعة 29

الشرک بالأسباب الطبیعیّة 33

التکبّر و التواضع. 35

العجب.. 41

الفخر بالنفس.. 45

الحسد 47

البخل. 51

حسن الخلق و سوء الخلق. 53

ص: 7

الصبر. 57

التوکّل علی الله.. 63

الاعتصام بالله. 65

الخوف و الرجاء و حسن الظنّ بالله تعالی. 67

الصدق و الکذب.. 71

أقبح الأکاذیب.. 75

الوفاء بالعهد و نقضه 77

الوفاء بالوعد ونقضه 79

العدل و الظلم 83

أداء الأمانة و الخیانة 89

العمل و السعي في الإسلام 93

الصناعة 103

القواعد العامّة في المعاملات.. 103

ذو الوجهین وذو اللسانین. 109

الغضب.. 111

ص: 8

کظم الغیظ. 113

حسن القول والبذاءة 117

العداوة والحقد والهجر والقطع. 121

الحرص... 127

الطمع. 129

الحیاء والوقاحة 131

سوء الظنّ والتهمة بالمؤمنین والتجسّس عن. 135

النمیمة 137

البهتان. 141

الغیبة 145

السخریّة والتنابز بالألقاب.. 149

استخفاف المؤمن وإهانته وتحقیره وإیذاءه وتخویفه 151

سبّ المؤمن والطعن فیه ولعنه وتعییره وتکفیره 155

الرؤیة الإسلامیّة 157

الصلح والمداراة 159

ص: 9

الاهتمام بأمور المسلمین. 161

الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر. 167

طلب الخیر للناس.. 175

الاتّحاد أمام الأعداء. 177

التفوّق بالتقوی والإیمان والعلم 181

الإنفاق. 185

الإحسان إلی الوالدین والأقربین. 195

حبّ الدنیا 201

المصادر. 211

الملخّص... 220

ص: 10

مقدّمة المترجم

تمهید

الحمدلله ربّ العالمین والصلاة والسلام علی سیدنا و نبیّنا محمّد وآله الطاهرین ولا سیّما الحجّة بن الحسن المهديّ فداه أرواح العالمین.

إنّ الله تبارک و تعالی بعث الأنبیاء في هذه الدنیا الدنیّة وابتلاهم بابتلائات عظيمة؛ فإنّ زکریا(علیه السلام) قطّعوه و هو حيّ بعد أن دخل في الشجرة خوفاً من قومه،(1)

واتهموا موسی(علیه السلام) بإرتکاب الخطایا، وعزموا علی قتل عیسی(علیه السلام) وألقوا إبراهیم الخلیل في النار لکي یحرقوه و... إلّا أنّ نبیّنا الأکرم(صلی الله علیه واله) أوذي و هجّر و حورب من قبل قومه حتّی قال:

مَا أُوذِيَ نَبِيٌّ مِثْلَ مَا أُوذِيت.(2)

والسؤال الذي یطرح نفسه هنا: ما الهدف من ارسال الرسل

ص: 11


1- . راجع: علل الشرایع، ج1، ص80.
2- . مناقب آل أبي طالب(علیهم السلام)، ج3، ص247؛ بحارالأنوار، ج39، ص56.

إلی الناس؟

إنّ أحسن الوجوه في الإجابة علی هذا السؤال هو کلام الله سبحانه في القرآن الکریم حیث یقول تعالی:

«... وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ...».(1)

ویقول النبيّ الأکرم(صلی الله علیه واله) :

إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ.(2)

ولأجل ذلك إذا أردنا أن نلبّي دعوة الأنبیاء و أهل البیت(علیهم السلام) و ننصر إمامنا و ولیّنا الحجّة بن الحسن(عجل الله تعالی فرجه الشریف) في زمن الغیبة یجب أن یکون من أهدافنا تحصیل مکارم الأخلاق، فإنّ الإمام الصادق(علیه السلام) یقول:

مَن سَرَّهُ أن يَكُونَ مِن أصحَابِ القَائِمِ فَليَنتَظِر وَليَعمَل بِالوَرَعِ وَمَحَاسِنِ الأخلَاقِ، وَهُوَ مُنتَظِرٌ.(3)

وقد ورد فی هذا الکتاب القیّم جملة من وصایا أهل البیت(علیه السلام) لإیصال الإنسان إلی الکمالات في الجانب الفرديّ والإجتماعيّ.

ص: 12


1- . آل عمران (3)، الآیة 164.
2- . مکارم الاخلاق، ص148؛ مستدرك الوسائل، ج 11، ص187، ح1[12701] (الباب السادس من أبواب جهاد النفس... من کتاب الجهاد).
3- . الغيبة (للنعمانيّ)، ص200، ح16؛ بحارالأنوار، ج52، ص140، ح50 (الباب22 من ابواب النصوص من الله... من کتاب تاریخ الإمام الثانی عشر(عجل الله تعالی فرجه الشریف)).

المؤلّف في سطور

كان الميرزا جواد الطهرانيّ(رحمة الله) الولد الثالث للحاجّ محمّد تقي سقط فروش الباجناريّ، ولد في سنة 1322 الهجريّة في طهران.

طلب العلوم الدينيّة من عنفوان شبابه وتتلمذ على يد علماء الحوزة العلميّة في قم والنجف و مشهد، وكان اكثر استفادته من آية الله الميرزا مهدي الاصفهانيّ _ رائد المدرسة المعارفيّة والذي عكف علی تبیین أباطیل آراء الفلاسفة والعرفاء ومبانيهم واثبات حقائق الوحي التي جاء بها رسول الله(صلی الله علیه واله) وأهل البيت(علیهم السلام) في شتّى الحقول المعارفيّة _ فتعلّم منه مدّة عشر سنوات المباني الأصوليّة للمرحوم آية الله النائينيّ، والفقه، ومعارف أهل البيت(علیهم السلام).

لقد كرّس حياته تبعا لأستاذه «رحمة الله عليهما» في تعليم علوم النبي وأهل بيته(علیهم السلام) وبیان مباینتها للفلسفة والعرفان، فدرّس الفقه والاصول والمعارف والتفسير _ على ضوء ما ورد من أهل البيت(علیهم السلام) في العلوم القرآنيّة ضمن دورتين _ ما يقارب 45 عاماً، كما أنّه كان يدرّس نقد شرح المنظومة للسبزواريّ.

من صفاته البارزة والتي امتاز بها بين أقرانه أنّه كان يهتمّ

ص: 13

كثيراً بقضاء حوائج المؤمنين، فبنيت تبعاً لإرشاداته، أوّل مشفى خيريّة في مشهد المقدّسة عام1334ه-.ش، وكذا أوّل صندوق للقرض الحسنة في ايران عام 1343ه-.ش.

ارتحل هذا العالم الجليل والمفسّر الكبير سحر يوم الثلاثاء 23 ربيع الأوّل 1410، ووري جثمانه الطاهر في مقبرة (بهشت رضا) في مشهد المقدّسة بناء على وصيّته.

آثاره

1. بررسی در پیرامون اسلام (ردّاً على نظريات أحمد كسرويّ).

2. فلسفه بشری واسلامی (نقداً للمارکسیّة).

3. بهایی چه می­گوید؟ (ردّاً علی الفرقة الضالة البهائيّة).

4. عارف وصوفي چه می­گویند؟ (بیاناً لمبادي وأصول التصوّف والعرفان وردّها).

5. میزان المطالب (المباحث العقائديّة على منهج الوحي).

6. تفسير مصباح الهدى (تقريراً لدروس التفسير من سورة الحمد إلى آخر سورة البقرة).(1)

7. آئين زندگی ودرس­های اخلاق اسلامی (الکتاب الحاضر).

ص: 14


1- . تقريرات درس تفسير الماتن(رحمة الله) و قد طبع باللغة الفارسيّة بعد وفاته عام 1430، بواسطة (مؤسّسة معارف اسلامي امام رضا(علیه السلام)) في قم المقدّسة.

منهج مباحث الكتاب

الأثر الحاضر هو تعریب کتاب آئین زندگی و درس­های اخلاق اسلامی یشتمل علی بعض الآیات والروایات في الأخلاق الإسلامیّة ومنهج لبعض شؤون الحیاة، وقد ذکر المؤلّف في مقدّمة الکتاب أنّ ذکر عناوین الموضوعات وکذا الآیات والروایات یتناسبان مع الهدف من تألیف الکتاب ولم یلحظ فیها ترتیب خاصّ.

امتيازات هذا التحقيق

طبع هذا الكتاب في زمن حياة المؤلف عام 1349ه-.ش ثمّ طبع مرّات عديدة بواسطة مؤسّسة «در راه حق» في القطع الرقعيّ ضمن 176 صفحة، ولمّا كان كتاباً مفيداً لكلّ انسان مؤمن عكفت على ترجمته بتوفيق الله.

وقد قامت مؤسّسة عالم آل محمّد(علیهم السلام) المعارفيّة بتحقيقه واضافة بعض المصادر _ فيما ذكر فيه مصدراً واحداً_ كي يصل المحقّق إلى المصادر الأصليّة بسهولة.

وفي الختام اشكر الشيخ الفاضل مرتضى الاعداديّ الخراسانيّ لارشاده لترجمة هذا الأثر القيّم، وكذا الأخ العزيز

ص: 15

السيّد فاضل الرضويّ لمساعدته في تقويم النصّ وتصحيحه، راجياً من القرّاء الكرام الدعاء لي ولوالدي إنّه وليّ التوفيق.

حميد الخبيريّ النوغانيّ

ذکری میلاد عقیلة بني هاشم السیّدة زینب(علیها السلام)

5 جمادی الأوّل 1435

مشهد المقدّسة

ص: 16

مقدّمة المؤلّف

اشارة

سألني جمع من الأصدقاء أن أکتب کتاباً ینتفع به العموم مشتملاً علی دروس الأخلاق الإسلامیّة وهادیاً في مختلف مجالات الحیاة. وبعد مضيّ أیّام خطر ببالي أن أجمع بعض آیات القرآن الکریم وأحادیث الرسول والأئمّة(علیهم السلام) في خصوص هذا العمل بلا تکلّف، لنفسی حتّی یتعلّم القرّاء المحترمین بنحو أحسن ویستفیدوا أکثر عبر ارتباطهم المباشر بکلمات الوحي وتعابیر الروایات المنقولة من النبيّ وآله(علیهم السلام)(1) ولهذا ألّفت هذا الکتاب وسمّیته منهاج الحیاة ودروس الأخلاق الإسلامیّة ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظیم.

تذکار

1. لم أراع في تألیف هذا الکتاب وترتیب مواضیعه نظماً خاصّاً وکذا في نقل الآیات والروایات، بل دوّنت المواضیع والمطالب المتناسبة مع الغرض من تألیفه التي کانت تخطر ببالي تدریجيّاً مع ذکر المصادر حتّی لا أقع في تعب لتنظیم المطالب وترتیبها أو ذکر المصادر.

ص: 17


1- . ولقد ترجم المؤلّف(قدس سره) الآیات والروایات باللغة الفارسیّة وذکرها في الکتاب وأورد الآیات والروایات في الهامش.

2. لم أذکر في کلّ موضوع جمیع الآیات والروایات الواردة فیه بل ذکرت بعضاً منهما.

3. کان اهتمامي في نقل الروایات من المصادر المعتبرة ولهذا أمعنت النظر في أن تکون الروایات المنقولة عن کتاب مستدرک الوسائل مأخوذة من مصادرها المعتبرة.(1)

وما توصّلت إلیه وفهمته هو أنّ الناس لو التزموا بأوامر الإسلام في حیاتهم الفردیّة والاجتماعیّة

نالوا حیاة منظّمة برفاهیّة في الدنیا والآخرة. نعم إنّ الطریق الوحید للرقي والسعادة الحقیقیّة في الدنیا والآخرة والخلاص من الاضطراب والوحشة في مختلف مجالات الحیاة الدنیویّة یکون في اتّباع التعالیم والأوامر الإسلامیّة.

لا یخالف الإسلام استخراج الکنوز من الأرض والصناعة والاختراعات المادّیّة والعلوم الحسّیّة والتجربیّة ولکن یقول: «لو أراد الإنسان أن یعیش حیاة سعیدة في هذا الیوم وفي ظلّ الحیاة الصناعیّة وینجوا من مهالک الدنیا والآخرة فعلیه أن یتبع أوامره التي وضعت للمصالح الواقعيّة علی الصعیدین الفرديّ و الإجتماعيّ».

والسلام علی من اتّبع الهدی

ص: 18


1- . وقد ذکر تذکرة أخری مرتبطة بترجمة الآیات والروایات باللغة الفارسیّة لم نذکرها. (المترجم)

من الأهداف المهمّة في بعثة الأنبیاء

یستفاد من آیات القرآن الکریم والأحادیث الشریفة أنّ من الأهداف المهمّة التي بعث لأجلها الأنبیاء لاسیّما خاتمهم «صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین» الهدایة إلی تهذیب الأخلاق و تطهیر أرواح البشر من الرذائل. وبعبارة أخری: تربیة الناس وتبیین سنن وقوانین الحیاة التي في ظلّ تعلّمها والعمل بها یصلون إلی صلاحهم الواقعيّ والسعادة الحقیقیّة في الدنیا والآخرة، ویصانون من الرذائل والقبائح والاضطرابات النفسيّة.

القرآن الکریم

1. «كَمَا أَرسَلنَا فِيكُم رَسُولاً مِنكُم يَتلُوا عَلَيكُم آياتِنَا وَيُزَكِّيكُم [من الجهل والکفر والرذائل الأخلاقیّة] وَيُعَلِّمُكُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَا لَم تَكُونُوا تَعلَمُونَ [بواسطة الوحي ما لم تصلوا إلیه عن طریق التفکّر]* فَاذكُرُوني أَذكُركُم وَ اشكُرُوا لي وَلَا تَكفُرُونَ».(1)

ص: 19


1- . البقرة (2)، الآیتان 151_ 152.

2. «لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسُولاً مِن أَنفُسِهِم يَتلُوا عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكِّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبلُ لَفي ضَلَالٍ مُبينٍ».(1)

الروایات

1. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): إِنَّمَا بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاق.(2)

2. روي عن النبيّ(صلی الله علیه واله): عَلَيكُم بِمَكَارِمِ الأَخلَاقِ، فَإِنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَجَلَّ) بَعَثَنِي بِهَا.(3)

3. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام): أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ خَلقَهُ أَرَادَ أَن يَكُونُوا عَلَى آدَابٍ رَفِيعَةٍ وَأَخلَاقٍ شَرِيفَةٍ فَعَلِمَ أَنَّهُم لَم يَكُونُوا كَذَلِكَ إِلَّا بِأَن يُعَرِّفَهُم مَا لَهُم وَمَا عَلَيهِم وَالتَّعرِيفُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالأَمرِ وَالنَّهيِ [بواسطة الأنبیاء].(4)

ص: 20


1- . آل عمران (3)، الآیة 164.
2- . تفسیر مجمع البیان، ج10، ص500؛ بحارالأنوار، ج16، ص210 (الباب التاسع من کتاب تاریخ نبیّنا(صلی الله علیه واله)).
3- . الأمالي (للطوسيّ)، ص478، ح11(1042)؛ مستدرک الوسائل، ج11، ص191، ح12715(الباب السادس من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
4- . الإحتجاج، ج1، ص207؛ بحارالأنوار، ج5، ص316، ح13(الباب15 من أبواب العدل من کتاب العدل والمعاد).

إصلاح النیّة

من أهمّ أسس الإصلاح في المجتمع إصلاح نیّة الأفراد فیه.(1) إن تکن أعمال الإنسان لرضی الله وامتثالاً لأوامره فقط أو لتحصیل الثواب الأخرويّ والنجاة من العذاب الإلهيّ وانتقامه، ینتهي ذلک إلی صلاحه وسعادته في الدنیا والآخرة وکذا إلی خیر المجتمع. وإن تکن لأجل الشؤون والمنافع الدنیویّة من الرئاسة والشهرة والمال والثروة إلی غیر ذلک من الأمور الدنیویّة فلا تکون نتیجته مطلوبة ولا ینتهي إلی السعادة الأبدیّة للبشر. نعم إنّ أشرف وأعلی هدف لعمل کلّ فرد في المجتمع هو تحصیل رضی ربّ العالمین الذي في ظلّ رضاه تحصل السعادة الأبدیّة والنجاة من العذاب الأبديّ. إنّ المجتمع الذي یکون له هذا الهدف السامي لن یکون فیه أيّ ظلم وإعتداء وفسق وجور. وقد أعطی القرآن الکریم والأحادیث الشریفة اهتماماً بالغاً لتصحیح النیّة والإخلاص فیها.

ص: 21


1- . یرتبط هذا البحث مع مبحث حبّ الدنیا المذکور في آخر الکتاب.

القرآن الکریم

1. «أَلا لِلّهِ الدِّينُ الخالِصُ [من کلّ شرک وریاء]».(1)

2. «وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعبُدُوا اللهَ مُخلِصينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دينُ [الملّة_ الشریعة] القَيِّمَةِ».(2)

3. «فَمَن كَانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً».(3)

4. «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشري نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ الله وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالعِبادِ [أي بمن کان کذلک]».(4)

5. «وَمَثَلُ الَّذينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُمُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ وَتَثبيتاً مِن أَنفُسِهِم [علی الإیمان والطاعة] كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبوَةٍ أَصابَها وابِلٌ [المطر الغزیر] فَآتَت أُكُلَها ضِعفَينِ فَإِن لَم يُصِبها وابِلٌ فَطَلٌّ [المطر الخفیف] وَاللَّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصير».(5)

6. «وَما تُنفِقُوا مِن خَيرٍ فَلِأَنفُسِكُم وَما تُنفِقُونَ إِلَّا ابتِغاءَ وَجهِ اللَّهِ

ص: 22


1- . الزمر (39)، الآیة 3.
2- . البیّنة (98)، الآیة 5.
3- . الکهف (18)، الآیة 110.
4- . البقرة (2)، الآیة 207.
5- . البقرة (2)، الآیة 265.

[أي: لا یحقّ لکم الإنفاق لغیر وجه الله] وَما تُنفِقُوا مِن خَيرٍ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لَا تُظلَمُونَ».(1)

7. «لَا خَيرَ في كَثيرٍ مِن نَجواهُم إِلَّا [نجوی] مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعرُوفٍ أَو إِصلاحٍ بَينَ النَّاسِ وَمَن يَفعَل ذلِكَ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ فَسَوفَ نُؤتيهِ أَجراً عَظيماً».(2)

8. «مَن كانَ يُريدُ [بعمله] حَرثَ الآخِرَةِ [وثوابه] نَزِد لَهُ في حَرثِهِ [فنعطیه من الثواب عشرة أضعاف عمله علی أقلّ التقادیر] وَمَن كَانَ يُريدُ [لعمله] حَرثَ الدُّنيا [ونفعها] نُؤتِهِ مِنها [بمقدار ما تقتضیه الحکمة] وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصيبٍ».(3)

9.«مَن كَانَ يُريدُ [بعمله] الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَهَا نُوَفِّ [أجرهم] إِلَيهِم أَعمالَهُم فيهَا وَهُم فيهَا لَا يُبخَسُونَ * أُولئِكَ الَّذينَ لَيسَ لَهُم فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فيهَا وَباطِلٌ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ».(4)

10. «مَن كَانَ يُريدُ [بعمله] العاجِلَةَ عَجَّلنا لَهُ فيهَا [من متاع

ص: 23


1- . البقرة (2)، الآیة 272.
2- . النساء(4)، الآیة 114.
3- . الشوری(42)، الآیة 20.
4- . هود(11)، الآیتان 15_ 16.

الدنیا] مَا نَشاءُ لِمَن نُريدُ ثُمَّ جَعَلنا لَهُ [في یوم القیامة] جَهَنَّمَ يَصلاها مَذمُوماً مَدحُوراً * وَمَن أَرادَ [بعمله] الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا [لثواب الآخرة] سَعيَها وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ كَانَ سَعيُهُم مَشكُوراً [ومأجوراً]».(1)

الروایات

1. قال الصادق(علیه السلام): إِنَّ اللهَ يَحشُرُ النَّاسَ عَلَى نِيَّاتِهِم يَومَ القِيَامَةِ.(2)

2. في قول الله(عزوجل): «فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً» قال الصادق(علیه السلام): الرَّجُلُ يَعمَلُ شَيئاً مِنَ الثَّوَابِ لَا يَطلُبُ بِهِ وَجهَ اللهِ إِنَّمَا يَطلُبُ تَزكِيَةَ النَّاسِ يَشتَهِي أَن يُسمِعَ بِهِ النَّاسَ فَهَذَا الَّذِي أَشرَكَ بِعِبَادَةِ رَبِّه.(3)

3. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): إِنَّمَا الأَعمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَلِكُلِّ امرِئٍ مَا نَوَى فَمَن غَزَا ابتِغَاءَ مَا عِندَ الله فَقَد وَقَعَ أَجرُهُ عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ وَمَن غَزَا يُرِيدُ عَرَضَ الدُّنيَا أَو نَوَى عِقَالاً [خراجاً وزکوة] لَم

ص: 24


1- . الإسراء(17)، الآیتان 18_ 19.
2- . الکافي، ج5، ص20، ح1؛ وسائل الشیعة، ج1، ص48، ح5[87](الباب الخامس من أبواب مقدّمة العبادات).
3- . الکافي، ج2، ص294، ح4؛ وسائل الشیعة، ج1، ص71، ح6[159](الباب 12 من أبواب مقدّمة العبادات).

يَكُن لَهُ إِلَّا مَا نَوَى.(1)

4. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): وَمَن طَلَبَ عِلماً لِيَضرِب [لیصرف خ] بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيهِ لَم يَجِد رِيحَ الجَنَّةِ.(2)

5. عن أبي عبدالله(علیه السلام): مَن أَرَادَ الحَدِيثَ لِمَنفَعَةِ الدُّنيَا لَم يَكُن لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ وَمَن أَرَادَ بِهِ خَيرَ الآخِرَةِ أَعطَاهُ اللهُ خَيرَ الدُّنيَا وَالآخِرَة.(3)

6. قال الصادق(علیه السلام): كُلُّ رِيَاءٍ شِركٌ إِنَّهُ مَن عَمِلَ لِلنَّاسِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى النَّاسِ وَمَن عَمِلَ لِله كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى الله.(4)

7. قال الصادق(علیه السلام): قَالَ اللهُ تَعَالَی: أَنَا أَغنَى الأَغنِيَاءِ عَنِ الشَّرِيكِ فَمَن أَشرَكَ مَعِي غَيرِي فِي عَمَلٍ لَم أَقبَلهُ إِلَّا مَا كَانَ لِي خَالِصاً.(5)

8. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): بِالإِخلَاصِ يَكُونُ الخَلَاصُ [من

ص: 25


1- . الأمالي (للطوسيّ)، ص618، ح10[1274]؛ وسائل الشیعة، ج1، ص 49،ح10[92] (الباب الخامس من أبواب مقدّمة العبادات).
2- . الوافي، ج26، ص186؛ بحارالأنوار، ج74، ص76، ح3(الباب الرابع من أبواب المواعظ والحکم من کتاب الروضة).
3- . تفسیر الصافي، ج4، ص371؛ وسائل الشیعة، ج27، ص79، ح4[33249] (الباب الثامن من أبواب صفات القاضي وما یجوز أن یقضی به من کتاب القضاء).
4- . الکافي، ج2، ص293، ح3؛ وسائل الشیعة، ج1، ص71، ح4[157] (الباب 12 من أبواب مقدّمة العبادات).
5- . المحاسن، ج1، ص252، ح270؛ وسائل الشیعة، ج1، ص73، ح11[164] (الباب 12 من أبواب مقدّمة العبادات).

عذاب الله].(1)

7. قال الباقر(علیه السلام): لَو أَنَّ عَبداً عَمِلَ عَمَلاً يَطلُبُ بِهِ وَجهَ اللهِ وَالدَّارَ الآخِرَة وَأَدخَلَ فِيهِ رِضَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ كَانَ مُشرِكاً [بالشرک الریائيّ].(2)

10. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): إِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً وَمَا بَلَغَ عَبدٌ حَقِيقَةَ الإِخلَاصِ حَتَّى لَا يُحِبَّ أَن يُحمَدَ عَلَى شَي ءٍ مِن عَمَلٍ [لِلهِ في خبر ابن فهد].(3)

11. قال الصادق(علیه السلام): وَالعَمَلُ الخَالِصُ الَّذِي لَا تُرِيدُ أَن يُحمِدَكَ عَلَيهِ أَحَدٌ إِلَّا الله(عزوجل).(4)

ص: 26


1- . الکافي، ج2، ص468، ح2؛ وسائل الشیعة، ج1، ص59، ح2[124] (الباب 12 من أبواب مقدّمة العبادات).
2- . المحاسن، ج1، ص122، ح135؛ وسائل الشیعة، ج1، ص67، ح11[148] (الباب 11 من أبواب مقدّمة العبادات).
3- . روضة الواعضین، ج2، ص414؛ مستدرک الوسائل، ج1، ص100، ح89(الباب الثامن من أبواب مقدّمة العبادات).
4- . الوافي، ج4، ص375؛ وسائل الشیعة، ج1، ص60، ح4[126] (الباب الثامن من أبواب مقدّمة العبادات).

الریاء شرک خفيّ

الریاء حرام ومبطل للعبادة وهو من أقسام الشرک، وهو أن يعبد الإنسان ربّه إظهاراً للخلق.

کلّ عبادة یأتي بها الإنسان بداعي امتثال الأوامر الإلهیّة لتحصیل رضاه أو شکراً لنعمه أو التقرّب إلیه أو حبّه أو للنجاة من عذابه أو تحصیل الثواب فهي صحیحة، وإن أتی بها لتحصیل رضی غیر الله أو تحصیل منافع الدنیا من الرئاسة والشهرة و... فهي باطلة.(1)

الروایات

1. في تفسیر القميّ في ذیل آیة «فَمَن كَانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً»(2) عن

ص: 27


1- . لایخفی أنّ أقسام الشرک المذکور في هذا الکتاب من الشرک ریاءاً وفي الطاعة وبالأسباب الطبیعیّة غیر الشرک المعروف من المشرکین الذین هم من الکفّار، فإنّ شرکهم أسوء أنحاء الشرک وأعظم المعاصي وموجب للکفر والخروج من الدین وهو شرک في العبودیّة وهو أن یعبد الإنسان غیر الله تعالی.
2- . الکهف (18)، الآیة 110.

الباقر(علیه السلام): سُئِلَ رَسُولُ الله(صلی الله علیه واله) عن تَفسِيرِ هذه الآیة فَقال(صلی الله علیه واله): مَن صَلَّى مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَمَن زَكَّى مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَمَن صَامَ مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَمَن حَجَّ مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَمَن عَمِلَ عَمَلاً مِمَّا أَمَرَ اللهُ بِهِ مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَلَا يَقبَلُ الله عَمَلَ مُرَاءَاةٍ.(1)

2. عن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عن آبَائِهِ(علیهم السلام) أَنَّ رَسُولَ الله(صلی الله علیه واله) سُئِلَ فِيمَا النَّجَاةُ غَداً؟ فَقال: إِنَّمَا النَّجَاةُ فِي أَن لَا تُخَادِعُوا الله فَيَخدَعَكُم فَإِنَّهُ مَن يُخَادِعِ اللهَ يَخدَعهُ وَيَخلَع مِنهُ الإِيمَانَ وَنَفسَهُ يَخدَعُ لَو يَشعُرُ [في الحقیقة]. قِيلَ لَهُ: فَكَيفَ يُخَادِعُ اللهَ؟ قَالَ: يَعمَلُ بِمَا أَمَرَهُ اللهُ ثُمَّ يُرِيدُ بِهِ غَيرَهُ فَاتَّقُوا اللهَ فِي الرِّيَاءِ فَإِنَّهُ الشِّركُ بِالله، إِنَّ المُرَائِيَ يُدعَى يَومَ القِيَامَةِ بِأَربَعَةِ أَسمَاءَ: يَا كَافِرُ يَا فَاجِرُ يَا غَادِرُ يَا خَاسِرُ حَبِطَ عَمَلُكَ وَبَطَلَ أَجرُكَ فَلَا خَلَاصَ لَكَ اليَومَ فَالتَمِس أَجرَكَ مِمَّن كُنتَ تَعمَلُ لَهُ.(2)

ص: 28


1- . تفسیر القميّ، ج2، ص47؛ وسائل الشیعة، ج1، ص68، ح13[150] (الباب 11 من أبواب مقدّمة العبادات) وفیه «مُراءٍ» بدل «مُراءاة».
2- . الأمالي (للصدوق)، ص581، ح22؛ وسائل الشیعة، ج1، ص69، ح16[153] (الباب 11 من أبواب مقدّمة العبادات).

الشرک في الطاعة

من المناسب هنا أن نذکر بعض أقسام الشرک الذي منه الشرک في الطاعة وهو أن یعصي الإنسان ربّه إطاعة لغیره وطلباً لرضاه.

القرآن الکریم

1. «وَمَا يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُشرِكُونݡَ [أي إنّهم مع إیمانهم بالله ورسوله إلّا أنّهم یعصون الله بإطاعة الشیطان فهم مشرکون في الطاعة]».(1)

2. «وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً [یعصون الله بإطاعتهم] لِيَكُونُوا لَهُم عِزّاً * كَلَّا سَيَكفُرُونَ بِعِبادَتِهِم [وطاعتهم] وَيَكُونُونَ عَلَيهِم ضِدّاً».(2)

3. «إتَّخَذُوا [أهل الکتاب] أَحبارَهُم وَرُهبانَهُم أَربَابَاً [بإطاعتهم في معصیة الله] مِن دُونِ اللَّهِ».(3)

ص: 29


1- . یوسف(12)، الآیة 106.
2- . مریم(19)، الآیتان 81_ 82.
3- . التوبة(9)، الآیة31.

4. «أَ رَأَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ [أي: عصی الله بإطاعة هواه]».(1)

5. «قُل يَا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَينَنا وَبَينَكُم أَلَّا نَعبُدَ إِلَّا الله وَلَا نُشرِكَ بِهِ شَيئاً وَلَا يَتَّخِذَ بَعضُنا بَعضاً أَرباباً مِن دُونِ الله

[بإطاعتهم في معصیة الله] فَإِن تَوَلَّوا فَقُولُوا اشهَدُوا بِأَنَّا مُسلِمُونݡَ».(2)

6. «أَ لَم أَعهَد إِلَيكُم يا بَني آدَمَ أَن لَا تَعبُدُوا الشَّيطانَ [بإطاعته] إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ * وَأَنِ اعبُدُوني [وأطیعوني] هذا صِراطٌ مُستَقيمٌ».(3)

الروایات

1. عن الصادق(علیه السلام) في آیة: «وَمَا يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِالله إِلَّا وَهُم مُشرِكُونَ» قال(علیه السلام): شِركُ طَاعَةٍ وَلَيسَ شِركَ عِبَادَة.(4)

2. عن الصادق(علیه السلام) في هذه الآیة قال(علیه السلام): يُطِيعُ

ص: 30


1- . الفرقان(25)، الآیة43.
2- . آل عمران(3)، الآیة64.
3- . یس(36)، الآیتان60_ 61.
4- . الکافي، ج2، ص397، ح4؛ وسائل الشیعة، ج27، ص127، ح7 [33388] (الباب العاشر من أبواب صفات القاضي... من کتاب القضاء).

الشَّيطَانَ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُ فَيُشرِكُ [بالشرک في الطاعة].(1)

3. وعن الباقر(علیه السلام): شِركُ طَاعَةٍ وَلَيسَ شِركَ عِبَادَةٍ وَالمَعَاصِي الَّتِي يَرتَكِبُونَ شِركُ طَاعَةٍ أَطَاعُوا فِيهَا الشَّيطَانَ فَأَشرَكُوا بِالله فِي الطَّاعَةِ لِغَيرِهِ وَلَيسَ [المراد من الآیة الشریفة] بِإِشرَاكِ عِبَادَةٍ أَن يَعبُدُوا غَيرَ اللهِ.(2)

4. عن الرضا(علیه السلام) في كتابه إلى المأمون قال: وَبِرُّ الوَالِدَينِ وَاجِبٌ وَإِن كَانَا مُشرِكَينِ

وَلَا طَاعَةَ لَهُمَا فِي مَعصِيَةِ الخَالِقِ وَلَا لِغَيرِهِمَا فَإِنَّهُ لَا [أي: لا یجوز] طَاعَةَ لِمَخلُوقٍ فِي مَعصِيَةِ الخَالِقِ.(3)

5. عن أبي عبدالله(علیه السلام) في قوله(عزوجل): «وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ الله آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُم عِزًّا كَلَّا سَيَكفُرُونَ بِعِبادَتِهِم وَ يَكُونُونَ عَلَيهِم ضِدّاً» قَالَ(علیه السلام): لَيسَ العِبَادَةُ هِيَ السُّجُودَ وَالرُّكُوعَ إِنَّمَا هِيَ طَاعَةُ الرِّجَالِ، مَن أَطَاعَ المَخلُوقَ فِي

ص: 31


1- . تفسیر الصافي، ج3، ص53؛ بحارالأنوار، ج63، ص103، ح31(الباب98 من أبواب الکفر ومساوي الأخلاق من کتاب الإیمان والکفر).
2- . تفسیر الصافي، ج3، ص 52؛ بحارالأنوار، ج69، ص94، ح5(الباب 98 من أبواب الکفر ومساوي الأخلاق من کتاب الإیمان والکفر).
3- . عیون أخبار الرضا(علیه السلام)، ج2، ص124، ح1 (الباب35)؛ وسائل الشیعة، ج16، ص155، ح10 [21229] (الباب11 من أبواب الأمر والنهي... من کتاب الأمر بالمعروف و...).

مَعصِيَةِ الخَالِقِ فَقَد عَبَدَهُ.(1)

6. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): لَا [أي: لا یجوز] طَاعَةَ لِمَخلُوقٍ فِي مَعصِيَةِ الخَالِقِ.(2)

ص: 32


1- . تفسیر نور الثقلین، ج3، ص357، ح147؛ وسائل الشیعة، ج16، ص156، ح12[21231] (الباب 11 من أبواب الأمر والنهي... من کتاب الأمر بالمعروف و...).
2- . دعائم الإسلام، ج1، ص350؛ وسائل الشیعة، ج16، ص154، ح7[21226] (الباب11 من أبواب الأمر والنهي... من کتاب الأمر بالمعروف و...).

الشرک بالأسباب الطبیعیّة

إنّ الشرک بالأسباب الطبیعیّة هو أن یتوجّه الإنسان إلی الوسائل والأسباب الطبیعیّة فحسب، ویسند الآثار إلیها مستقلّاً. وبعبارة أخری یزعم أنّ منشأ جمیع الأمور والحوادث منحصر في العلل والأسباب الظاهریّة.

الروایات

1. عن الصادق(علیه السلام) في تفسیر «وَمَا يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُشرِكُونَ» قَالَ(علیه السلام): هُوَ قَولُ الرَّجُلِ لَو لَا فُلَانٌ لَهَلَكتُ [من الجوع مثلاً] وَلَو لَا فُلَانٌ لَمَا أَصَبتُ كَذَا وَكَذَا وَلَو لَا فُلَانٌ لَضَاعَ عِيَالِي، أَ لَا تَرَى أَنَّهُ قَد جَعَلَ لِله شَرِيكاً فِي مُلكِهِ يَرزُقُهُ وَيَدفَعُ عَنهُ. قیل: فَیقُولُ لَو لَا أَنَّ الله مَنَّ عَلَيَّ بِفُلَانٍ لَهَلَكتُ. قَالَ(علیه السلام): نَعَم لَا بَأسَ بِهَذَا.(1)

ص: 33


1- . تفسیر العیّاشي، ج2، ص200، ح96؛ بحارالأنوار، ج5، ص148، ح12 (الباب الخامس من أبواب العدل من کتاب العدل والمعاد).

2. نقل عن الباقر والصادق(علیهما السلام) في تفسیر هذه الآیة فقالا: شرك النّعم یعني أنّ النّاس یغفلون في النّعم الإلهيّة من المنعم الحقیقيّ ویسندونها إلی الوسائط فقط فیجعلون غیر الله شریکا له في إیصال النّعمة وإعطائها.

وعن الرِّضَا(علیه السلام): شِركٌ لَا يَبلُغُ بِهِ الكُفر.(1)

ص: 34


1- . تفسیر الصافي، ج3، ص53؛ بحارالأنوار، ج9، ص106(الباب الأوّل من کتاب الإحتجاج).

التکبّر و التواضع

إنّ من الصفات السیّئة التکبّر، وهو أن یری الإنسان نفسه أفضل وأعلی من الآخرین ویحقّرهم بأفعاله وأقواله. والفرق بینه وبین «العجب» المذکور بعدُ، أنّ في العجب یکون الإنسان معجباً بنفسه ویری نفسه ممتازاً ولا یقیس نفسه بالآخرین، ولکن في الکبر یقیس نفسه بالآخرین ویری نفسه أفضل وأعلی منهم وضدّه التواضع وهو من الصفات الحمیدة.

القرآن الکریم

1. «وَلا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ وَلَن تَبلُغَ الجِبالَ طُولاً [برجلک]».(1)

2. «وَلَا تُصَعِّر خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً إِنَّ الله لَا يُحِبُّ كُلَّ مُختالٍ فَخُورٍ* وَاقصِد في مَشيِكَ وَاغضُض مِن صَوتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصواتِ لَصَوتُ الحَميرِ».(2)

ص: 35


1- . الإسراء (17)، الآية37.
2- . لقمان (31)، الآيتان18_ 19.

3. «وَاخفِض جَناحَكَ [یدک وکتفک وجوارحک] لِلمُؤمِنين».(1)

4. «وَاخفِض جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنينَ [أي: کن متواضعاً]».(2)

الروایات

1. قال موسی بن جعفر(علیهما السلام): التَّوَاضُعُ أَن تُعطِيَ النَّاسَ مَا تُحِبُّ أَن تُعطَاهُ.(3)

2. قال موسی بن جعفر(علیهما السلام): التَّوَاضُعُ دَرَجَاتٌ مِنهَا أَن يَعرِفَ المَرءُ قَدرَ نَفسِهِ فَيُنزِلَهَا مَنزِلَتَهَا بِقَلبٍ سَلِيمٍ لَا يُحِبُّ أَن يَأتِيَ إِلَى أَحَدٍ إِلَّا مِثلَ مَا يُؤتَى إِلَيهِ، إِن رَأَى سَيِّئَةً دَرَأَهَا بِالحَسَنَةِ كَاظِمُ الغَيظِ عَافٍ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ المُحسِنِينَ.(4)

3. عن الصادق(علیه السلام): إِنَّ مِنَ [علائم] التَّوَاضُعِ أَن يَرضَى بِالمَجلِسِ دُونَ المَجلِسِ وَأَن يُسَلِّمَ عَلَى مَن يَلقَى وَأَن

ص: 36


1- . الحجر (15)، الآية88.
2- . الشعراء (26)، الآية215.
3- . الکافي، ج2، ص124، ح13؛ وسائل الشیعة، ج15، ص273، ح5 [20497] (الباب 28 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
4- . الکافي، ج2، ص124؛ وسائل الشیعة، ج15، ص273، ح6[20498](الباب28 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

يَترُكَ المِرَاءَ وَإِن كَانَ مُحِقّاً وَلَا تُحِبَّ أَن تُحمَدَ عَلَى التَّقوَى.(1)

4. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): إِنَ التَّوَاضُعَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفعَةً فَتَوَاضَعُوا يَرفَعكُمُ الله.(2)

5. عن الصادق(علیه السلام): إِيَّاكُم والعَظَمَةَ وَالكِبرَ فَإِنَّ الكِبرَ رِدَاءُ الله(عزوجل) فَمَن نَازَعَ الله رِدَاءَهُ قَصَمَهُ الله وَأَذَلَّهُ يَومَ القِيَامَةِ.(3)

6. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): أَكثَرُ أَهلِ جَهَنَّمَ المُتَكَبِّرُونَ.(4)

7. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): إِنَّ أَحَبَّكُم إِلَيَّ وَأَقرَبَكُم مِنِّي يَومَ القِيَامَةِ مَجلِساً أَحسَنُكُم خُلُقاً وَأَشَدُّكُم تَوَاضُعاً وَإِنَّ أَبعَدَكُم مِنِّي يَومَ القِيَامَةِ الثَّرثَارُونَ وَهُمُ المُستَكبِرُونَ.(5)

8. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): أَقبَحُ الخُلُقِ التَّكَبُّرُ * شَرُّ آفَاتِ

ص: 37


1- . معاني الأخبار، ص381، ح9؛ وسائل الشیعة، ج15، ص273، ح9 [20501] (الباب28 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . الأمالي (للطوسيّ)، ص14، ح18 [18] (المجلس الأوّل)؛ وسائل الشیعة، ج15، ص273، ح1 [20502](الباب29 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . الکافي، ج8، ص402؛ وسائل الشیعة، ج15، ص376، ح9[20789](الباب58 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
4- . ثواب الأعمال، ص222؛ وسائل الشیعة، ج15، ص378، ح16[20796] (الباب58 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
5- . قرب الإسناد، ص45، ح148؛ وسائل الشیعة، ج15، ص378، ح17 [20797] (الباب58 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

العَقلِ الكِبرُ * إِيَّاكَ وَالكِبرَ فَإِنَّهُ أَعظَمُ الذُّنُوبِ وَأَلأَمُ العُيُوبِ وَهُوَ حِليَةُ إِبلِيس* التَّوَاضُعُ يَرفَعُ [الإنسان] وَالتَّكَبُّرُ يَضَعُ.(1)

9. قال الصادق(علیه السلام): عَلَيكُم بِحُبِّ المَسَاكِينِ المُسلِمِينَ فَإِنَّ مَن حَقَّرَهُم وَتَكَبَّرَ عَلَيهِم فَقَد زَلَّ عَن دِينِ الله وَاللهُ لَهُ حَاقِرٌ مَاقِت.(2)

10. قال الرضا(علیه السلام) في رسالته إلی المأمون: (الکبائر) هِيَ قَتلُ النَّفسِ الَّتِي حَرَّمَ الله تَعَالَى وَالزِّنَا وَالسَّرِقَةُ وَشُربُ الخَمرِ وَعُقُوقُ الوَالِدَينِ... الكِذبُ وَالكِبرُ وَالإِسرَافُ وَالتَّبذِيرُ وَالخِيَانَة... .(3)

11. عن جعفر بن محمّد(علیهما السلام): وَالكَبَائِرُ مُحَرَّمَةٌ وَهِيَ الشِّركُ بِالله وَقَتلُ النَّفسِ الَّتِي حَرَّمَ الله وَعُقُوقُ الوَالِدَينِ (إلی أن قال(علیه السلام)) وَاستِعمَالُ التَّكَبُّرِ وَالتَّجَبُّرُ وَالكَذِبُ

ص: 38


1- . غرر الحکم، ص188؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص28، ح13422(الباب 58 من أبواب جهاد النفس من کتاب الجهاد).
2- . تحف العقول، ص315؛ بحارالأنوار، ج75، ص294، ح3(الباب 24 من أبواب المواعظ والحکم من کتاب الروضة).
3- . تفسیر کنز الدقائق، ج12، ص501؛ وسائل الشیعة، ج15، ص329، ح31[20660] (الباب 46 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

وَالإِسرَافُ وَالتَّبذِيرُ وَالخِيَانَةُ.(1)

12. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام) في عهد له إلی محمّد بن أبي بکر حین قلّده مصر: فَاخفِض لَهُم جَنَاحَكَ [أي: کن متواضعاً] وَأَلِن لَهُم جَانِبَكَ [أي: عاملهم بالمداراة] وَابسُط لَهُم وَجهَك.(2)

13. قال الرضا(علیه السلام): مَن لَقِيَ فَقِيراً مُسلِماً فَسَلَّمَ عَلَيهِ خِلَافَ سَلَامِهِ عَلَى الغَنِيِّ لَقِيَ اللهَ(عزوجل) يَومَ القِيَامَةِ وَهُوَ عَلَيهِ غَضبَانُ.(3)

ص: 39


1- . الخصال، ج2، ص610، ح9؛ وسائل الشیعة، ج15، ص331، ح34[20663] (الباب 46 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . نهج البلاغة، الرسالة 27، ص383.
3- . الأمالي (للصدوق)، ص442، ح5(المجلس68)؛ وسائل الشیعة، ج12، ص64، ح1[15653](الباب 36 من أبواب الأحکام العشرة... من کتاب الحجّ).

ص: 40

العجب

العجب: الإعجاب بالنفس، الأنانیّة وتعظیم الإنسان نفسه لوصف من الأوصاف النفسانیّة أو لرأيه في الأمور أو للعمل الذي یعمله، من أقبح الحالات وموجب للهلاک، وقد ورد المنع والذمّ عنه في الإسلام.

الروایات

1. قال الصادق(علیه السلام): مَن دَخَلَهُ العُجبُ هَلَكَ.(1)

2. عن أحدهما(علیهما السلام): دَخَلَ رَجُلَانِ المَسجِدَ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالآخَرُ فَاسِقٌ فَخَرَجَا مِنَ المَسجِدِ وَالفَاسِقُ صِدِّيقٌ وَالعَابِدُ فَاسِقٌ وَذَلِكَ أَنَّهُ يَدخُلُ العَابِدُ المَسجِدَ مُدِلّاً بِعِبَادَتِهِ يُدِلُّ بِهَا فَتَكُونُ فِكرَتُهُ فِي ذَلِكَ وَتَكُونُ فِكرَةُ الفَاسِقِ فِي التَّنَدُّمِ عَلَى فِسقِهِ وَيَستَغفِرُ اللَّهَ مِمَّا صَنَعَ مِنَ الذُّنُوبِ.(2)

ص: 41


1- . الوافي، ج5، ص879، ح3206؛ وسائل الشیعة، ج1، ص101، ح8[241](الباب 23 من أبواب مقدّمة العبادات).
2- . الوافي، ج5، ص880، ح3210؛ وسائل الشیعة، ج1، ص101، ح10[243](الباب 23 من أبواب مقدّمة العبادات).

3. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): ثَلَاثٌ مُهلِكَاتٌ: هَوَىً مُتَّبَعٌ وَ شُحٌّ مُطَاعٌ وَإِعجَابُ المَرءِ بِنَفسِهِ.(1)

4. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): حَسبُكَ مِنَ الجَهلِ أَن تُعجِبَ بِعِلمِكَ.(2)

5. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): سَيِّئَةٌ تَسُوؤُكَ خَيرٌ عِندَ الله مِن حَسَنَةٍ تُعجِبُكَ.(3)

6. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): إِعجَابُ المَرءِ بِنَفسِهِ دَلِيلٌ عَلَى ضَعفِ عَقلِهِ.(4)

7. قال الباقر(علیه السلام): ثَلَاثٌ قَاصِمَاتُ الظَّهرِ: رَجُلٌ استَكثَرَ عَمَلَهُ وَنَسِيَ ذُنُوبَهُ وَأُعجِبَ بِرَأيِه.(5)

ص: 42


1- . أعلام الدین في صفات المؤمنین، ص121؛ وسائل الشیعة، ج1، ص105، ح21 [254] (الباب 23 من أبواب مقدّمة العبادات).
2- . الأمالي (للطوسي)، ص56، ح47[78](المجلس الثاني)؛ وسائل الشیعة، ج1، ص105، ح25[258](الباب 23 من أبواب مقدّمة العبادات).
3- . مشکاة الأنوار، ص314؛ وسائل الشیعة، ج1، ص105، ح22[255](الباب 23 من أبواب مقدّمة العبادات).
4- . الکافي، ج1، ص27، ح31؛ وسائل الشیعة، ج1، ص100، ح6[239](الباب 23 من أبواب مقدّمة العبادات).
5- . الخصال، ج1، ص112، ح86؛ وسائل الشیعة، ج1، ص97، ح6[232] (الباب 22 من أبواب مقدّمة العبادات).

8. قال موسی بن جعفر(علیهما السلام): العُجبُ دَرَجَاتٌ: مِنهَا أَن يُزَيَّنَ لِلعَبدِ سُوءُ عَمَلِهِ فَيَرَاهُ حَسَناً فَيُعجِبَهُ وَيَحسَبَ أَنَّهُ يُحسِنُ صُنعاً(1)

وَمِنهَا أَن يُؤمِنَ العَبدُ بِرَبِّهِ فَيَمُنَّ عَلَى اللهِ(عزوجل) وَلِلهِ عَلَيهِ فِيهِ المَنُّ.(2)

إنّ منشأ العجب في الإنسان غالباً یکون بسبب الجهل، فإنّ المعجَب بنفسه لا یعرف حقیقة ذاته ولا یعرف خالقه حقّ المعرفة، وکذا لا یعرف فقره الذاتيّ وعظمة الله(عزوجل) ولهذا یتباهی بکمالاته المادّیّة والبدنیّة والروحیّة وبرأیه وفکره وبأعماله الحسنة، غافلاً عن أنّ الکمالات الروحیّة والنعم المادّیّة من فضل الله(عزوجل)، وأنّ التفکّر الصحیح والرأي الصائب والأعمال الحسنة کلّها بتوفیق الله وتأییده.(3) إذن لا مجال لإعجاب المرء

ص: 43


1- . وهذا القسم أقبح أقسام العجب قال الله تعالی في القرآن الکریم في سورة الکهف (18)، الآیتان103_ 104: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرينَ أَعْمالاً * الَّذينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً».
2- . الکافي، ج2، ص313، ح3؛ وسائل الشیعة، ج1، ص100، ح5 [238] (الباب 22 من أبواب مقدّمة العبادات).
3- . [کما قال الله تعالی في سورة] النحل (16)، الآیة 53: «وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ» وسورة النور (24)، الآیة 21: «وَلَوْ لا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُهُ مَا زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ الله يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَالله سَميعٌ عَليمٌ». وسورة غافر (40)، الآیة61: «إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ». وسورة النساء (4)، الآیة79: «مَا أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ».

بنفسه وربّما یصیر هذا العجب منشأ لتزکیة الإنسان نفسه امام الآخرین.

ص: 44

الفخر بالنفس

الفخر بالنفس أي مدحها وقد ورد الذمّ والمنع عنه في القرآن الکریم والأحادیث.

القرآن الکریم

1. «أَ لَم تَرَ إِلَى الَّذينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم[کیف یعملون عملاً قبیحاً] بَلِ الله [أي: یستطیع أن] يُزَكِّي مَن يَشاءُ [من هو أهل لها] وَلَا يُظلَمُونَ فَتيلاً».(1)

2. «هُوَ أَعلَمُ بِكُم [بحالکم] إِذ أَنشَأَكُم مِنَ [النطفة والنطفة من الطعام والطعام من] الأَرضِ وَإِذ أَنتُم أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُم فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُم [بل، أحمدوا الله علی نعمه علیکم] هُوَ أَعلَمُ بِمَنِ اتَّقى».(2)

3. «وَأَمَّا بِنِعمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث [تکلّم عنها بانتسابها إلی الله]»(3).(4)

ص: 45


1- . النساء (4)، الآیة49.
2- . النجم (53)، الآیة32.
3- . الضحی (93)، الآیة11.
4- . أي: أنّ النعم من الله جلّ وعلا ولا یملک الإنسان شیئاً من نفسه کي یصیر هذا سبباً لمدح نفسه. (المترجم)

الروایات

1. في تفسیر الصافي عن العلل عن الباقر(علیه السلام) في الآية «فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُم هُوَ أَعلَمُ بِمَنِ اتَّقى»، قال: يَقُولُ: لَا يَفتَخِر أَحَدُكُم بِكَثرَةِ صَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ وَنُسُكِهِ [أو سائر عباداته] لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَعلَمُ بِمَنِ اتَّقَى مِنكُم.(1)

2. في الصافي عن المعاني عن الصادق(علیه السلام) أنّه سئل عن هذه الآیة «فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُم...» فقال(علیه السلام): قَولُ الإِنسَانِ [تزکیة لنفسه]: صَلَّيتُ البَارِحَةَ وَصُمتُ أَمسِ وَنَحوُ هَذَا.(2)

3. في الصافي، عن العيّاشيّ عن الصادق(علیه السلام): إِنَّهُ سُئِلَ هَل يَجُوزُ أن يُزَكِّي المَرءُ نَفسَهُ قَالَ: نَعَم إِذَا اضطُرَّ إِلَيهِ [والذي یحلَّل فیه نوعاً کلّ حرام] أَ مَا سَمِعتَ قَولَ يُوسُف: «اجعَلنِي عَلى خَزائِنِ الأَرضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» وَقَولَ العَبدِ الصَّالِح: «وَأَنَا لَكُم ناصِحٌ أَمِينٌ» [أي: إنّ یوسف زکّی نفسه _ عند الضرورة_ قائلاً «إنّي حفیظ علیه»، وکذا النبيّ صالح فقال: «أنا لکم ناصح أمین»].(3)

ص: 46


1- . تفسیر الصافي، ج5، ص94؛ بحارالأنوار، ج5، ص233، ح6(الباب العاشر من أبواب العدل من کتاب العدل والمعاد).
2- . تفسیر الصافي، ج5، ص94؛ بحارالأنوار، ج69، ص323، ح3(الباب 118 من أبواب الکفر ومساوي الأخلاق من کتاب الإیمان والکفر).
3- . تفسیر الصافي، ج5، ص95؛ البرهان في تفسیر القرآن، ج3، ص179، ح5296.

الحسد

إنّ إظهار الحسد من أقبح الرذائل والعیوب وقد ورد النهي عنه في الإسلام وهو ترجّي زوال نعمة من الغیر لکي یُعطی تلک النعمة، أمّا إذا طلب مثلها من الله ولم یأمل زوالها من الآخرین فتُسمّی بالغبطة وهو غیر مذموم، وضدّ الحسد النصح وهو طلب الخیر للناس.

القرآن الکریم

1. «أَم يَحسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ الله مِن فَضلِه».(1)

2. «وَلَا تَتَمَنَّوا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ لِلرِّجالِ نَصيبٌ مِمَّا اكتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصيبٌ مِمَّا اكتَسَبنَ وَاسئَلُوا اللَّهَ مِن فَضلِهِ [کي یعطیکم مثلما أعطی لغیرکم، لا أن یسلب تلک النعمة منهم ویعطیها لکم] إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَي ءٍ عَليماً».(2)

ص: 47


1- . النساء (4)، الآیة54.
2- . النساء (4)، الآیة32.

الروایات

1. عن الصادق(علیه السلام) في تفسیر الآیة: أي لَا يَقُل أحَدُكُم لَيتَ مَا أُعطِي فُلَانٌ مِنَ المَالِ وَالنِّعمَةِ وَالمَرأةِ الحَسنَاءِ كَانَ لِي فِإنَّ ذَلِكَ يُكُونُ حَسَدَاً وَلَكِن يَجُوزُ أن يَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعطِنِي مِثلَهُ.(1)

2. عن الصادق(علیه السلام): آفَةُ الدِّينِ الحَسَدُ وَالعُجبُ وَالفَخرُ.(2)

3. عن الصادق(علیه السلام): إِنَّ الحَسَدَ لَيَأكُلُ الإِيمَانَ كَمَا تَأكُلُ النَّارُ الحَطَبَ.(3)

4. عن الصادق(علیه السلام): إِنَّ المُؤمِنَ يَغبِطُ وَلَا يَحسُدُ، وَالمُنَافِقَ يَحسُدُ وَلَا يَغبِطُ [قد مرّ معنی الغبطة أوّل البحث].(4)

ص: 48


1- . تفسیر الصافي، ج1، ص446؛ البرهان في تفسیر القرآن، ج2، ص72، ح2342.
2- . الکافي، ج2، ص307، ح5؛ وسائل الشیعة، ج15، ص366، ح5[20758] (الباب 55 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . الکافي، ج2، ص306، ح1؛ وسائل الشیعة، ج15، ص365، ح2[20755](الباب 55 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
4- . الکافي، ج2، ص307، ح7؛ وسائل الشیعة، ج15، ص366، ح7[20760](الباب 55 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

5. عن الصادق(علیه السلام): اتَّقُوا الله وَلَا يَحسُد بَعضُكُم بَعضا.(1)

6. قال موسی بن جعفر(علیهما السلام): أَفضَلُ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ العَبدُ إِلَى الله بَعدَ المَعرِفَةِ بِهِ الصَّلَاةُ وَبِرُّ الوَالِدَينِ وَتَركُ الحَسَدِ وَالعُجبِ وَالفَخر.(2)

7. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): الحَسَدُ رَأسُ العُيُوب* الحَسُودُ لَا يَسُود * الحَسُودُ دَائِمُ السُّقمِ وَإِن كَانَ صَحِيحَ الجِسم * ثَمَرَةُ الحَسَدِ شَقَاءُ الدُّنيَا وَالآخِرَة * رَأسُ الرَّذَائِلِ الحَسَد * إِيَّاكَ وَالحَسَدَ فَإِنَّهُ شَرُّ شِيمَةٍ وَأَقبَحُ سَجِيَّة.(3)

ص: 49


1- . الکافي، ج2، ص306، ح3؛ وسائل الشیعة، ج15، ص365، ح3[20756] (الباب 55 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . تحف العقول، ص391؛ بحارالأنوار، ج75، ص306، ح1 (الباب 25 من أبواب المواعظ والحکم من کتاب الروضة).
3- . غرر الحکم، ص38؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص21_23، ح13401 (الباب 55 من أبواب جهاد النفس من کتاب الجهاد).

ص: 50

البخل

إنّ البخل من الصفات الرذیلة المذمومة في الإسلام و هذه الصفة تسبب دنائة الإنسان وتضییع شأنه وشرفه وکذا حرمان المستحقّین من الحقوق التي یجب أداؤها إلیهم.

القرآن الکریم

1. «وَلا يَحسَبَنَّ الَّذينَ يَبخَلُونَ بِما آتاهُمُ الله مِن فَضلِهِ هُوَ خَيراً لَهُم بَل هُوَ شَرٌّ لَهُم».(1)

2. «هَا أَنتُم هؤُلاءِ تُدعَونَ لِتُنفِقُوا في سَبيلِ الله فَمِنكُم مَن يَبخَلُ وَمَن يَبخَل فَإِنَّما يَبخَلُ عَن نَفسِهِ [ویجلب الضرر علی نفسه] وَالله الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقَراءُ».(2)

3. «إِنَّ الله لا يُحِبُّ مَن كانَ مُختالاً فَخُوراً * الَّذينَ يَبخَلُونَ وَيَأمُرُونَ النَّاسَ بِالبُخلِ وَيَكتُمُونَ ما آتاهُمُ الله مِن فَضلِهِ وَأَعتَدنا لِلكافِرينَ [لنقمة الله] عَذاباً مُهيناً».(3)

ص: 51


1- . آل عمران (3)، الآیة180.
2- . محمّد (47)،الآیة38.
3- . النساء (4)، الآیتان 36_ 37.

الروایات

1. عن الرضا(علیه السلام): السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ الله قَرِيبٌ مِنَ الجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، وَالبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ الله بَعِيدٌ مِنَ الجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ.(1)

2. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): إِيَّاكُم وَالشُّحَّ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَن كَانَ قَبلَكُم بِالشُّحِّ أَمَرَهُم بِالكَذِبِ فَكَذَبُوا وَأَمَرَهُم بِالظُّلمِ فَظَلَمُوا وَأَمَرَهُم بِالقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا.(2)

3. عن الباقر(علیه السلام): لَا يَكُونُ المُؤمِنُ جَبَاناً وَلَا حَرِيصاً وَلَا شَحِيحاً.(3)

ص: 52


1- . عیون أخبار الرضا(علیه السلام)، ج2، ص12، ح27(الباب 30)؛ مستدرک الوسائل، ج7، ص16، ح7519(الباب الثاني من أبواب ما تجب فیه الزکاة وما تستحبّ فیه من کتاب الزکاة).
2- . الخصال، ج1، ص176، ح234؛ وسائل الشیعة، ج9، ص42، ح20[11477] (الباب الخامس من أبواب ما تجب فیه الزکاة وما تستحبّ فیه من کتاب الزکاة).
3- . الخصال، ج1، ص83، ح8؛ وسائل الشیعة، ج9، ص40، ح16[11473](الباب الخامس من أبواب ما تجب فیه الزکاة وما تستحبّ فیه من کتاب الزکاة).

حسن الخلق و سوء الخلق

من الخصال الممدوحة کثیراً في الإسلام حسن الخلق وضدّه سوء الخلق الذي ورد الذّمّ عنه کثیرا.

القرآن الکریم

1. «وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضُّوا مِن حَولِكَ».(1)

الروایات

1. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): أَكمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً.(2)

2. عن جعفر بن محمّد(علیهما السلام): أَكمَلُ النَّاسِ عَقلاً أَحسَنُهُم خُلُقاً.(3)

3. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): مَا مِن شَي ءٍ أَثقَلَ فِي المِيزَانِ مِن

ص: 53


1- . آل عمران (3)، الآیة159.
2- . الأمالي (للطوسيّ)، ص140، ح40[227](المجلس الخامس)؛ وسائل الشیعة، ج12، ص156، ح34[15937](الباب 104 من أبواب أحکام العشرة... من کتاب الحجّ).
3- . الکافي، ج1، ص23، ح17؛ وسائل الشیعة، ج12، ص150، ح9[15912] (الباب 104 من أبواب أحکام العشرة... من کتاب الحجّ).

حُسنِ الخُلُقِ.(1)

4. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): عَلَيكُم بِحُسنِ الخُلُقِ فَإِنَّ حُسنَ الخُلُقِ فِي الجَنَّةِ لَا مَحَالَةَ وَإِيَّاكُم وَسُوءَ الخُلُقِ فَإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ فِي النَّارِ لَا مَحَالَةَ.(2)

5. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): مَا يُوضَعُ فِي مِيزَانِ امرِئٍ يَومَ القِيَامَةِ أَفضَلُ مِن حُسنِ الخُلُقِ.(3)

6. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): إِنَّ صَاحِبَ الخُلُقِ الحَسَنِ لَهُ مِثلُ أَجرِ الصَّائِمِ القَائِمِ.(4)

7. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): الخُلُقُ السَّيِّئُ يُفسِدُ العَمَلَ [الصالح] كَمَا يُفسِدُ الخَلُّ العَسَلَ.(5)

ص: 54


1- . عیون أخبار الرضا(علیه السلام)، ج2، ص37، ح98(الباب 31)؛ وسائل الشیعة، ج12، ص152، ح20[15923](الباب 104 من أبواب أحکام العشرة... من کتاب الحجّ).
2- . جامع الأخبار، ص107؛ وسائل الشیعة، ج12، ص152، ح17[15920](الباب 104 من أبواب أحکام العشرة... من کتاب الحجّ).
3- . الکافي، ج2، ص99، ح2؛ وسائل الشیعة، ج12، ص151، ح13[15916](الباب 104 من أبواب أحکام العشرة... من کتاب الحجّ).
4- . الکافي، ج2، ص100، ح5؛ وسائل الشیعة، ج12، ص149، ح3[15906](الباب 104 من أبواب أحکام العشرة... من کتاب الحجّ).
5- . عیون أخبار الرضا(علیه السلام)، ج2، ص37، ح96؛ وسائل الشیعة، ج12، ص152، ح18 [15921] (الباب 104 من أبواب أحکام العشرة... من کتاب الحجّ).

8. عن الصادق(علیه السلام): إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ لَيُفسِدُ العَمَلَ كَمَا يُفسِدُ الخَلُّ العَسَلَ.(1)

9. عن الصادق(علیه السلام): مَن سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفسَهُ.(2)

10. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام): مَا مِن تَائِبٍ إِلَّا وَقَد تَسلَمُ لَهُ تَوبَتُهُ مَا خَلَا السَّيِّئَ

الخُلُقِ لِأَنَّهُ لَا يَتُوبُ مِن ذَنبٍ إِلَّا وَقَعَ فِي غَيرِهِ أَشَرَّ مِنهُ.(3)

11. في بیان حدّ حسن الخلق روي عن الصادق(علیه السلام): تُلِينُ جَنَاحَكَ وَتُطِيبُ كَلَامَكَ وَتَلقَى أَخَاكَ [المسلم] بِبِشرٍ حَسَنٍ.(4)

ص: 55


1- . الکافي، ج2، ص321، ح1؛ وسائل الشیعة، ج16، ص27، ح1 [20875] (الباب 69 من أبواب جهاد النفس ومایناسبه من کتاب الجهاد).
2- . الکافي، ج2، ص321، ح4؛ وسائل الشیعة، ج16، ص28، ح4 [20878] (الباب 69 من أبواب جهاد النفس ومایناسبه من کتاب الجهاد).
3- . قرب الإسناد، ص45، ح147؛ وسائل الشیعة، ج16، ص29، ح8 [20882] (الباب 69 من أبواب جهاد النفس ومایناسبه من کتاب الجهاد).
4- . الکافي، ج2 ،ص102، ح4؛ وسائل الشیعة، ج12، ص160، ح3 [15949] (الباب 107 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

ص: 56

الصبر

قد حرّض الإسلام بشدّة علی الصبر وهو سبب للظفر والنجاح في جمیع الأمور.

القرآن الکریم

1. «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَعينُوا [علی أداء الفرائض وترک المحرّمات وفي المصائب والتقدّم في الأمور] بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرينَ».(1)

2. «وَ [یا أیّها الرسول] بَشِّرِ الصَّابِرينَ* الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالُوا إِنَّا [عباد الله و] لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ».(2)

3. «وَ [یا أیّها الرسول] بَشِّرِ المُخبِتينَ* الَّذينَ إِذا ذُكِرَ الله وَجِلَت قُلُوبُهُم [لعظمته] وَ [بشِّر] الصَّابِرينَ عَلى ما أَصابَهُم وَ [بشِّر] المُقيمِي الصَّلاةِ [بحدودها وشرائطها] وَمِمَّا رَزَقناهُم يُنفِقُونَ».(3)

ص: 57


1- . البقرة (2)، الآیة153.
2- . البقرة (2)، الآیات155_157.
3- . الحجّ (22)، الآیتان34 _ 35.

4. «وَالَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِنَ الجَنَّةِ غُرَفاً تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فِيهَا نِعمَ أَجرُ العامِلينَ* الَّذينَ صَبَرُوا [في المصائب واداء الفرائض وترک المحرّمات] وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ».(1)

5. «إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ».(2)

6. «وَالعَصرِ * إِنَّ الإِنسانَ لَفي خُسرٍ * إِلَّا الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوا بِالحَقِّ وَتَواصَوا بِالصَّبرِ».(3)

7. «وَكَأَيِّن مِن نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وهَنُوا لِمَا أَصابَهُم في سَبيلِ الله وَما ضَعُفُوا وَمَا استَكانُوا وَالله يُحِبُّ الصَّابِرينَ».(4)

الروایات

1. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): الصَّبرُ ثَلَاثَةٌ: صَبرٌ عِندَ المُصِيبَةِ وَصَبرٌ عِندَ الطَّاعَةِ وَصَبرٌ عَنِ المَعصِيَةِ.(5)

ص: 58


1- . العنکبوت (29)، الآیتان58 _ 59.
2- . الزمر (39)، الآیة10.
3- . العصر (103)، الآیات1_3.
4- . آل عمران (3)، الآیة146.
5- . الوافي، ج4، ص336، ح12[2060]؛ وسائل الشیعة، ج15، ص328، ح6 [20373] (الباب 19 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

2. عن الصادق(علیه السلام): الصَّبرُ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الرَّأسِ مِنَ الجَسَدِ فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأسُ ذَهَبَ الجَسَدُ كَذَلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصَّبرُ ذَهَبَ الإِيمَانُ.(1)

3. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام): الصَّبرُ فِي الأُمُورِ بِمَنزِلَةِ الرَّأسِ مِنَ الجَسَدِ فَإِذَا فَارَقَ الرَّأسُ الجَسَدَ فَسَدَ الجَسَدُ وَإِذَا فَارَقَ الصَّبرُ الأُمُورَ فَسَدَتِ الأُمُورُ.(2)

4. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام): الصَّبرُ صَبرَانِ صَبرٌ عِندَ المُصِيبَةِ حَسَنٌ جَمِيلٌ وَأَحسَنُ مِن ذَلِكَ الصَّبرُ عِندَ مَا حَرَّمَ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيك.(3)

5. عن عليّ بن الحسین(علیهما السلام): الصَّبرُ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الرَّأسِ مِنَ الجَسَدِ وَلَا إِيمَانَ لِمَن لَا صَبرَ لَه.(4)

ص: 59


1- . الوافي، ج4، ص333، ح3[2051]؛ وسائل الشیعة، ج3، ص257، ح8[3567] (الباب 76 من أبواب الدفن وما یناسبه من کتاب الطهارة).
2- . الوافي، ج4، ص340، ح29[2077]؛ وسائل الشیعة، ج3، 255، ح2[3561] (الباب 76 من أبواب الدفن وما یناسبه من کتاب الطهارة).
3- . الوافي، ج4، ص335، ح9[2057]؛ وسائل الشیعة، ج15، ص237، ح2[20369] (الباب 19 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
4- . الوافي، ج4، ص333، ح2[2050]؛ وسائل الشیعة، ج3، 258، ح13[3572] (الباب 76 من أبواب الدفن وما یناسبه من کتاب الطهارة).

6. عن الصادق(علیه السلام): عَلَيكَ بِالصَّبرِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ فَإِنَّ اللهَ(عزوجل) بَعَثَ مُحَمَّداً(صلی الله علیه واله) فَأَمَرَهُ بِالصَّبرِ وَالرِّفقِ فَقَالَ: «وَاصبِر عَلى ما يَقُولُونَ وَاهجُرهُم هَجراً جَمِيلاً * وَذَرنِي وَالمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعمَةِ».(1) وَقَالَ: «ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ [فعامل إسائتهم بالاحسان] فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ»(2)... .(3)

7. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): إِنِ استَطَعتَ أَن تَعمَلَ بِالصَّبرِ مَعَ اليَقِينِ [بالمقدّرات ودرجات الصابرین] فَافعَل [أي: اصبر مع مثل هذا الیقین] فَإِن لَم تَستَطِع فَاصبِر فَإِنَّ فِي الصَّبرِ

عَلَى مَا تَكرَهُ خَيراً كَثِيراً وَاعلَم أَنَّ النَّصرَ مَعَ الصَّبرِ وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ [لأنّ الله یقول في القرآن] «فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً * إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً [کرّرت هذه الجملة

ص: 60


1- . المزمّل (73)، الآیتان 10_ 11.
2- . فصّلت (41)، الآیتان 34_ 35
3- . الوافي، ج4، ص341، ح32[2080]؛ وسائل الشیعة، ج15، ص261، ح1[20454] (الباب 25 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

للتأکید]»(1).(2)

8. عن الباقر(علیه السلام): إِنِّي لَأَصبِرُ مِن غُلَامِي هَذَا [وأعماله السیئة] وَمِن أَهلِي، عَلَى مَا هُوَ أَمَرُّ مِنَ الحَنظَلِ، إِنَّهُ مَن صَبَرَ نَالَ بِصَبرِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ وَدَرَجَةَ الشَّهِيدِ الَّذِي قَد ضَرَبَ بِسَيفِهِ قُدَّامَ مُحَمَّدٍ(صلی الله علیه واله).(3)

ص: 61


1- . الشرح (94)، الآیة5_ 6.
2- . کتاب من لایحضره الفقیه، ج4، ص413، ح5900؛ وسائل الشیعة، ج15، ص263، ح4[20457] (الباب 25 من أبواب جهاد النفس... من کتاب الجهاد).
3- . ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، ص198؛ وسائل الشیعة، ج15، ص264، ح5 [20458] (الباب 25 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

ص: 62

التوکّل علی الله

إنّ التوکّل علی الله في الأمور هو الإظهار والاعتراف بالعجز في إتیان الأفعال ونیل المقاصد والاعتماد علی الله وتفویض الأمور إلیه، والتوکّل علی الله في جمیع الأمور من الواجبات علی المؤمن في الشریعة المقدّسة. ویجب أن یعلم أنّ وظیفة العبد في هذا المقام هي أن یتمسّک بالأسباب العادّیّة والطبیعیّة في کلّ حاجة تتیسّر لها تلک الأسباب، ولکن یعلم بأنّ نیل المطلوب في نهایة الأمر مشروط بإذن الله وإرادته التکوینیّة، فحینئذٍ یعمل بکلّ ما یجب علیه من الوظائف الطبیعيّة لکن أمله وإعتماده لیس إلّا علی الله(عزوجل) ولطفه فیصل إلی مقصوده. نعم في الموارد التي لا تتیسّر الأسباب الظاهریّة والطبیعیّة ولم یتمکّن من أداء أيّ شيء، فإنّه یجب أن یتوکّل علی القدیر المتعال فحسب.

القرآن الکریم

1. «الله لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى الله فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنُون»؛(1)

ص: 63


1- . التغابن (64)، الآیة13.

2. «وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى الله فَهُوَ حَسبُه».(1)

3. «إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ الله وَجِلَت قُلُوبُهُم [لعظمته وعصیانه] وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيماناً وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُون».(2)

4. «إِنَّ الله يُحِبُّ المُتَوَكِّلين».(3)

الروایات

1. عن الصادق(علیه السلام): إِنَّ الغِنَى وَالعِزَّ يَجُولَانِ فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوضِعِ [أي في شخص] التَّوَكُّلِ أَوطَنَا.(4)

2. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن أَحَبَّ أَن يَكُونَ أَقوَى النَّاسِ [روحاً] فَليَتَوَكَّل عَلَى اللهِ.(5)

3. وروي عنه(صلی الله علیه واله): مَن أَحَبَّ أَن يَكُونَ أَتقَى النَّاسِ فَليَتَوَكَّل عَلَى اللهِ.(6)

ص: 64


1- . الطلاق (65)، الآیة3.
2- . الأنفال (8)، الآیة2.
3- . آل عمران (3)، الآیة159.
4- . الکافي، ج2، ص65، ح3؛ وسائل الشیعة، ج15، ص212، ح2[20306](الباب 11 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
5- . مستدرک الوسائل، ج11، ص217، ح12786(الباب 11 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد)؛ روضة الواعظین، ج2، ص426 فیه «سرّه» بدل «احبّ».
6- . تفسیر کنز الدقائق، ج12، ص355؛ مستدرک الوسائل، ج11، ص217، ح12784 (الباب 11 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

الاعتصام بالله

الاعتصام بالله هو التشبّث بلطفه و التمسّک به والالتجاء إلیه للحفظ من الضلالة وعصیانه أو من أيّ شرّ ومکروه آخر. إنّ الإسلام علی الرغم من أمره الناس بالسعي والجدّ و الجهد في الحیاة لمعیشة أفضل ونظم في الحیاة یشوّقهم إلی الاعتصام بالله والتوسّل إلیه في جمیع الأحوال.

القرآن الکریم

1. «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَد جاءَكُم بُرهانٌ [عظیم] مِن رَبِّكُم وَأَنزَلنا إِلَيكُم نُوراً مُبيناً * فَأَمَّا الَّذينَ آمَنُوا بِالله وَاعتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدخِلُهُم في رَحمَةٍ مِنهُ وَفَضلٍ [عظیم] وَيَهديهِم إِلَيهِ صِراطاً مُستَقيمَاً».(1)

2. «فَأَقيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعتَصِمُوا بِالله هُوَ مَولاكُم فَنِعمَ المَولى وَنِعمَ النَّصير».(2)

ص: 65


1- . النساء (4)، الآیتان174 _ 175.
2- . الحجّ (22)، الآیة78.

3. «وَمَن يَعتَصِم بِالله فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ».(1)

الروایات

1. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): مَنِ اعتَصَمَ بِالله نَجَاهُ * مَنِ اعتَصَمَ بِالله لَم يَضُرَّهُ

شَيطَانٌ.(2)

2. عن أبی عبدالله(علیه السلام): أَيُّمَا عَبدٍ أَقبَلَ قِبَلَ مَا يُحِبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَقبَلَ اللهُ قِبَلَ مَا يُحِبُّ وَمَنِ اعتَصَمَ بِالله عَصَمَهُ اللهُ وَمَن أَقبَلَ الله قِبَلَهُ وَعَصَمَهُ لَم يُبَالِ لَو سَقَطَتِ السَّمَاءُ عَلَى الأَرضِ أَو كَانَت نَازِلَةٌ نَزَلَت عَلَى أَهلِ الأَرضِ فَشَمِلَتهُم بَلِيَّةٌ كَانَ فِي حِزبِ الله بِالتَّقوَى مِن كُلِّ بَلِيَّةٍ أَ لَيسَ اللهُ يَقُولُ: «إِنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ».(3)

ص: 66


1- . آل عمران (3)، الآیة101.
2- . تصنیف غرر الحکم ودرر الکلم، ص198، ح3921 و3922؛ مستدرک الوسائل، ج11، ص215، ح12778 (الباب العاشر من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . الکافي، ج2، ص65، ح4؛ وسائل الشیعة، ج15، ص211، ح1[20303] (الباب العاشر من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

الخوف و الرجاء و حسن الظنّ بالله تعالی

العبد المؤمن وإن وجب علیه الخوف من عقاب الله تعالی دائماً لذنوبه ومعاصیه لا یری نفسه آمناً من عقابه ومؤاخذته ولکن یجب أن یکون راجیاً لرحمة ربّه الرحیم وفضله وغفرانه أیضاً في هذه الحال، وأن یحسن الظنّ به وأن لا یقنط من رحمة القادر المتعال، ولا یظنّ به سوءاً أبداً فإنّ القنوط من رحمته وسوء الظنّ به کالأمن من عقابه یعدّ عصیاناً للربّ الرحیم.

الروایات

1. عن الباقر(علیه السلام): لَيسَ مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ إِلَّا وَفِي قَلبِهِ نُورَانِ نُورُ خِيفَةٍ [من ذنبه أن یعذّبه القادر المتعال] وَنُورُ رَجَاءٍ [برحمة الله وفضله وغفرانه] لَو وُزِنَ هَذَا لَم يَزِد عَلَى هَذَا وَلَو وُزِنَ هَذَا لَم يَزِد عَلَى هَذَا.(1)

ص: 67


1- . الکافي، ج2، ص71، ح13؛ وسائل الشیعة، ج15، ص217، ح4 [20314] (الباب 13 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

2. عن الصادق(علیه السلام): لَا يَكُونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً [حقیقة] حَتَّى يَكُونَ خَائِفاً [من ذنبه وعقابه] رَاجِياً [برحمة ربّه] وَلَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتَّى يَكُونَ عَامِلاً لِمَا يَخَافُ

وَيَرجُو.(1)

3. عن الصادق(علیه السلام): اُرجُ اللهَ رَجَاءً لَا يُجَرِّئُكَ عَلَى مَعصِيَتِهِ وَخَفِ الله خَوفاً لَا يُؤيِسُكَ مِن رَحمَتِهِ.(2)

4. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): قَالَ اللَّهُ(عزوجل): لَا يَتَّكِلِ العَامِلُونَ لِي عَلَى أَعمَالِهِمُ الَّتِي يَعمَلُونَهَا لِثَوَابِي فَإِنَّهُم لَوِ اجتَهَدُوا وَأَتعَبُوا أَنفُسَهُم وَأفنُوا أَعمَارَهُم فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ غَيرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِم كُنهَ عِبَادَتِي فِيمَا يَطلُبُونَ عِندِي مِن كَرَامَتِي وَالنَّعِيمِ فِي جِنَانِي وَرَفِيعِ الدَّرَجَاتِ العُلَى فِي جِوَارِي، وَلَكِن بِرَحمَتِي فَليَثِقُوا وَفَضلِي فَليَرجُوا وَإِلَى حُسنِ الظَّنِّ بِي فَليَطمَئِنُّوا فَإِنَّ رَحمَتِي عِندَ ذَلِكَ تَدَارَكَهُم وَمَنِّي يُبَلِّغُهُم رِضوَانِي وَمَغفِرَتِي تُلبِسُهُم عَفوِي فَإِنِّي أَنَا اللَّهُ الرَّحمَنُ الرَّحِيمُ

ص: 68


1- . الکافي، ج2، ص71، ح11؛ وسائل الشیعة، ج15، ص217، ح5[20315](الباب 13 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . جامع الأخبار، ص98؛ وسائل الشیعة، ج15، ص218، ح7[20317] ] (الباب 13 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

وَبِذَلِكَ تَسَمَّيتُ.(1)

5. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أُعطِيَ مُؤمِنٌ قَطُّ خَيرَ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا بِحُسنِ ظَنِّهِ بِالله وَرَجَائِهِ لَهُ وَحُسنِ خُلقِهِ وَالكَفِّ عَنِ اغتِيَابِ المُؤمِنِينَ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يُعَذِّبُ الله مُؤمِناً بَعدَ التَّوبَةِ وَالِاستِغفَارِ إِلَّا بِسُوءٍ ظَنِّهِ بِالله وَتَقصِيرٍ مِن رَجَائِهِ لَهُ وَسُوءِ خُلقِهِ وَاغتِيَابِ المُؤمِنِينَ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يَحسُنُ ظَنُّ

عَبدٍ مُؤمِنٍ بِالله إِلَّا كَانَ الله عِندَ ظَنِّ عَبدِهِ المُؤمِنِ لِأَنَّ الله كَرِيمٌ بِيَدِهِ الخَيرُ يَستَحيِي أَن يَكُونَ عَبدُهُ المُؤمِنُ قَد أَحسَنَ بِهِ الظَّنَّ ثُمَّ يُخلِفَ ظَنَّهُ وَرَجَاءَهُ فَأَحسِنُوا بِالله الظَّنَّ وَارغَبُوا إِلَيهِ.(2)

6. قال الصادق(علیه السلام): حُسنُ الظَّنِ بِالله أَن لَا تَرجُوَ إِلَّا الله وَلَا تَخَافَ إِلَّا ذَنبَكَ.(3)

ص: 69


1- . الوافي، ج4، ص295، ح1[1968]؛ الکافي، ج2، ص71، ح1؛ بحارالأنوار، ج69، ص327، ح12(الباب 119 من أبواب الکفر ومساوي الأخلاق من کتاب الإیمان والکفر) وفیها باختلاف یسیر.
2- . الکافي، ج2، ص71، ح2؛ وسائل الشیعة، ج15، ص230، ح3[20350] (الباب 16 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . الکافي، ج2، ص72، ح4؛ وسائل الشیعة، ج15، ص230، ح4[20351] (الباب 16 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

ص: 70

الصدق و الکذب

اهتمّ الإسلام بالصدق اهتماماً بالغاً وأنّه من الفرائض والکذب من الذنوب.(1)

القرآن الکریم

1. «إِنَّ المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ وَالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالقانِتينَ وَالقانِتاتِ وَالصَّادِقينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرينَ وَالصَّابِراتِ وَالخاشِعينَ وَالخاشِعاتِ وَالمُتَصَدِّقينَ وَالمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمينَ وَالصَّائِماتِ وَالحافِظينَ فُرُوجَهُم وَالحافِظاتِ وَالذَّاكِرينَ الله كَثيراً والذَّاكِراتِ أَعَدَّ الله لَهُم مَغفِرَةً وَأَجراً عَظيماً».(2)

ص: 71


1- . نعم، إذا توقّف الإصلاح بین اثنین من المسلمین علی کذبٍ جاز هنا الکذب مع نیّة الإصلاح ورفع الفساد. إذا توقّف المنع من ظلم ظالمٍ ودفع الضرر النفسيّ أو الماليّ المعتنی بهما من نفسه أو أخیه المسلم، توقّف علی کذب جاز هنا کذلک الکذب مع نیّة المنع من الظلم. (راجع: وسائل الشیعة، ج2، ص234 وج3، ص219).
2- . الأحزاب (33)، الآیة35.

الروایات

1. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا فَاصدُقُوا إِنَّ الله مَعَ الصَّادِقِينَ، وَجَانِبُوا الكِذبَ فَإِنَّهُ مُجَانِبٌ لِلإِيمَان.(1)

2. قال الصادق(علیه السلام): عَلَيكُم بِتَقوَى الله وَصِدقِ الحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ.(2)

3. قال الباقر(علیه السلام): الكِذبَ هُوَ خَرَابُ الإِيمَانِ.(3)

4. قال عليّ(علیه السلام): لَا يَجِدُ عَبدٌ طَعمَ الإِيمَانِ حَتَّى يَترُكَ الكِذبَ هَزلَهُ وَجِدَّهُ.(4)

5. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): ثَلَاثُ خِصَالٍ مِن عَلَامَاتِ المُنَافِقِ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا ائتُمِنَ خَانَ وَإِذَا وَعَدَ أَخلَف.(5)

ص: 72


1- . مشکاة الأنوار، ص172؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص83، ح1 [10277] (الباب 120 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . صفات الشیعة، ص28، ح39؛ مستدرک الوسائل، ج8، ص313، ح12 [9530] (الباب الأوّل من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . الکافي، ج2، ص339، ح4؛ وسائل الشیعة، ج12، ص244، ح4 [16207] (الباب 138 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
4- . الکافي، ج2، ص340، ح11؛ وسائل الشیعة، ج12، ص250، ح2[16226] (الباب140 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
5- . مستدرک الوسائل، ج9، ص85، ح9 [10285] (الباب 120 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

6. عن الرضا(علیه السلام) في كتابه إلى المأمون قال: (الكَبَائِرِ) وَهِيَ قَتلُ النَّفسِ الَّتِي حَرَّمَ الله تَعَالَى وَالزِّنَا وَالسَّرِقَةُ وَشُربُ الخَمرِ وَعُقُوقُ الوَالِدَينِ وَالفِرَارُ مِنَ الزَّحفِ وَأَكلُ مَالِ اليَتِيمِ ظُلماً وَأَكلُ المَيتَةِ وَالدَّمِ وَلَحمِ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيرِ الله بِهِ مِن غَيرِ ضَرُورَة (الی أن قال(علیه السلام)) وَالكِذبُ وَالكِبرُ وَالإِسرَافُ وَالتَّبذِيرُ وَالخِيَانَة... .(1)

7. قال الصادق(علیه السلام): وَالكَبَائِرُ مُحَرَّمَةٌ وَهِيَ الشِّركُ بِالله وَقَتلُ النَّفسِ الَّتِي حَرَّمَ الله وَعُقُوقُ الوَالِدَينِ وَالفِرَارُ مِنَ الزَّحفِ وَأَكلُ مَالِ اليَتِيمِ ظُلماً (الی أن قال(علیه السلام)) وَالكِذبُ

وَالإِسرَافُ وَالتَّبذِيرُ وَالخِيَانَة، ... .(2)

8. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقاً وَإِن صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسلِمٌ: مَن إِذَا اؤتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخلَفَ، إِنَّ الله(عزوجل) قال فِي كِتَابِهِ: «إِنَّ الله لا يُحِبُّ الخائِنِينَ» وَقَالَ: «أَن لَعنَتَ الله عَلَيهِ إِن كانَ مِنَ

ص: 73


1- . عیون أخبار الرضا(علیه السلام)، ج2، ص126، ح1(الباب 35)؛ وسائل الشیعة، ج15، ص329، ح31 [20660] (الباب 46 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . الخصال، ج2، ص603، ح9؛ وسائل الشیعة، ج15، ص331، ح34[20663] (الباب 46 من ابواب جهاد النفس وما یناسبه کتاب الجهاد).

الكاذِبِينَ» وَفِي قَولِهِ: «وَاذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً».(1)

ص: 74


1- . تفسیر نور الثقلین، ج3، ص341، ح98؛ وسائل الشیعة، ج15، ص340، ح4 [20687] (الباب 46).

أقبح الأکاذیب

الکذب علی الله(عزوجل) والرسول وأهل بیته(علیهم السلام) هو أقبح الأکاذیب ولهذا قد منع منه منعاً باتّاً.

القرآن الکریم

یقول الله سبحانه وتعالی في مواضع عدیدة في القرآن:

1. «وَمَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَرى عَلَى الله كَذِباً».(1)

ویقول في موضع:

2. «إِنَّ الَّذينَ يَفتَرُونَ عَلَى الله الكَذِبَ لا يُفلِحُونَ* [ولذائذهم في هذه الدنیا] مَتاعٌ قَليلٌ وَلَهُم [في الآخرة] عَذابٌ أَليمٌ».(2)

ص: 75


1- . الأنعام (6)، الآیات21 و93 و144؛ الأعراف (7)، الآیة37؛ یونس (10)، الآیة17؛ هود (11) ، الآیة18؛ الکهف (18) ، الآیة15؛ العنکبوت (29)، الآیة68.
2- . النحل (16)، الآیتان116 _ 117.

الروایات

1. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): من قَالَ عَلَيَّ مَا لَم أَقُل فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ [أي: فلینزل منزلته في جهنّم أو فلیأخذ مکانه من جهنّم].(1)

2. قال الصادق(علیه السلام): مَن كَذَبَ عَلَينَا فِي شَي ءٍ فَقَد كَذَبَ عَلَى رَسُولِ الله(صلی الله علیه واله) وَمَن كَذَبَ عَلَى رَسُولِ الله(صلی الله علیه واله) فَقَد كَذَبَ عَلَى الله وَمَن كَذَبَ عَلَى الله عَذَّبَهُ الله(عزوجل).(2)

3. وعنه(علیه السلام) أیضاً: الكَذِبُ عَلَى الله وَعَلَى رَسُولِهِ مِنَ الكَبَائِرِ.(3)

ص: 76


1- . ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، ص268؛ وسائل الشیعة، ج12، ص249، ح6[16224] (الباب 139 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الکافي، ج4، ص187، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص248، ح4[16222](الباب 139 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . الوافي، ج5، ص929، ح9[3298]؛ وسائل الشیعة، ج12، ص248، ح3[16221] (الباب 139).

الوفاء بالعهد و نقضه

اهتمّ الإسلام بالوفاء بالعهد بالنسبة إلی جمیع الأشخاص اهتماماً بالغاً وقد ورد المنع من نقضه منعاً باتّاً.

القرآن الکریم

1. «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَوفُوا بِالعُقُودِ».(1)

2. «قَد أَفلَحَ المُؤمِنُون... * وَالَّذينَ هُم لِأَماناتِهِم وَعَهدِهِم راعُونَ».(2)

3. «وَأَوفُوا بِالعَهدِ إِنَّ العَهدَ كَانَ مَسؤُلاً [في القیامة]».(3)

4. «إِلَّا الَّذينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكينَ ثُمَّ لَم يَنقُصُوكُم شَيئاً وَلَم يُظاهِرُوا عَلَيكُم أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيهِم عَهدَهُم إِلى مُدَّتِهِم [إذ الوفاء بالعهد هنا من التقوی و] إِنَّ الله يُحِبُّ المُتَّقِينَ».(4)

ص: 77


1- . المائدة (5)، الآیة 1.
2- . المؤمنون (23)، الآیتان 1و8.
3- . الإسراء (17)، الآیة 34.
4- . التوبة (9)، الآیة 4.

یقول تعالی فیمن لم یهاجر من مکّة إلی المدینة:

5. «وَإِنِ استَنصَرُوكُم [أهل المدینة] فِي الدِّينِ فَعَلَيكُمُ النَّصرُ إِلَّا عَلى قَومٍ [من الکفّار] بَينَكُم وَبَينَهُم ميثاقٌ [فلا یجوز

نُصرة المسلمین حتّی في هذه الصورة] وَالله بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ».(1)

الروایات

1. عن الصادق(علیه السلام): ثَلَاثٌ لَم يَجعَلِ الله لِأَحَدٍ فِيهِنَّ رُخصَةً: أَدَاءُ الأَمَانَةِ إِلَى البَرِّ وَالفَاجِرِ، وَالوَفَاءُ بِالعَهدِ لِلبَرِّ وَالفَاجِرِ، وَبِرُّ الوَالِدَينِ بَرَّينِ كَانَا أَو فَاجِرَينِ.(2)

2. عن الباقر(علیه السلام): ثَلَاثٌ لَم يَجعَلِ الله لِأَحَدٍ فِيهِنَّ رُخصَةً أَدَاءُ الأَمَانَةِ إِلَى البَرِّ وَالفَاجِرِ وَالوَفَاءُ بِالعَهدِ لِلبَرِّ وَالفَاجِرِ وَبِرُّ الوَالِدَينِ بَرَّينِ كَانَا أَو فَاجِرَينِ.(3)

ص: 78


1- . الأنفال (8)، الآیة 72.
2- . الخصال، ج1، ص124، ح118؛ وسائل الشیعة، ج21، ص490، ح3[27669] (الباب 93 من أبواب أحکام الأولاد من کتاب النکاح).
3- . الکافي، ج2، ص162، ح15؛ وسائل الشیعة، ج19، ص71، ح1[24176] (الباب الثاني من کتاب الودیعه).

الوفاء بالوعد ونقضه

کما أنّ الوفاء بالوعد ممدوحٌ عند العقلاء ونقضه مذمومٌ عندهم قد رغّب به الإسلام و منع عن نقضه.

القرآن الکریم

1. «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ [وتَعِدُون] مَا لا تَفعَلُونَ* كَبُرَ مَقتاً عِندَ الله [هذا العمل] أَن تَقُولُوا [وتَعِدوا] مَا لَا تَفعَلُونَ».(1)

الروایات

1. عن الصادق(علیه السلام): عِدَةُ المُؤمِنِ أَخَاهُ نَذرٌ لَا كَفَّارَةَ لَهُ [أي أنّه إذا أخلف فلا تکون کفّارة لجبرانه] فَمَن أَخلَفَ فَبِخُلفِ الله بَدَأَ وَلِمَقتِهِ تَعَرَّضَ وَذَلِكَ قَولُهُ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفعَلُونَ كَبُرَ مَقتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفعَلُونَ».(2)

ص: 79


1- . الصفّ (61)، الآیتان 2_3.
2- . الکافي، ج2، ص363، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص165، ح3[15966](الباب 109 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

2. عن أمیرالمؤمنین عليّ(علیه السلام): الخُلفُ يُوجِبُ المَقتَ عِندَ الله وَالنَّاسِ قَالَ الله تَعَالَى: «كَبُرَ مَقتاً عِندَ الله أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفعَلُونَ».(1)

3. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن كَانَ يُؤمِنُ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ فَليَفِ إِذَا وَعَدَ.(2)

4. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقاً وَإِن صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسلِمٌ: مَن إِذَا اؤتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخلَف.(3)

5. عن الصادق(علیه السلام): المُؤمِنُ أَخُو المُؤمِنِ عَينُهُ وَدَلِيلُهُ لَا يَخُونُهُ وَلَا يَظلِمُهُ وَلَا يَغُشُّهُ وَلَا يَعِدُهُ عِدَةً فَيُخلِفَهُ.(4)

6. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن عَامَلَ النَّاسَ فَلَم يَظلِمهُم وحَدَّثَهُم فَلَم يَكذِبهُم وَوَعَدَهُم فَلَم يُخلِفهُم فَهُوَ مِمَّن

ص: 80


1- . نهج البلاغه، الرسالة53، ص444.
2- . الکافي، ج2، ص364، ح2؛ وسائل الشیعة، ج12، ص165، ح2[15965](الباب 109 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . الکافي، ج2، ص290، ح8؛ وسائل الشیعة، ج15، ص340، ح4[20687](الباب 49 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
4- . الکافي، ج2، ص166، ح3؛ وسائل الشیعة، ج12، ص205، ح6[16096](الباب 122 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

كَمُلَت مُرُوءَتُهُ وَظَهَرَت عَدَالَتُهُ وَوَجَبَت أُخُوَّتُهُ وَحَرُمَت غِيبَتُهُ.(1)

ص: 81


1- . الخصال، ج1، ص208، ح28؛ وسائل الشیعة، ج27، ص396، ح15 [34046] (الباب 41 من کتاب الشهادات).

ص: 82

العدل و الظلم

إنّ الإسلام یأمر ویدعو الناس بالقسط والعدل وینهاهم عن الظلم و الجور نهیاً شدیداً.

القرآن الکریم

1. «إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إيتاءِ ذِي القُربى وَ يَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ».(1)

2. «یَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنتُم بِدَينٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكتُبُوهُ وَليَكتُب بَينَكُم كاتِبٌ بِالعَدلِ وَلَا يَأبَ كاتِبٌ أَن يَكتُبَ كَما عَلَّمَهُ الله فَليَكتُب وَليُملِلِ الَّذي عَلَيهِ الحَقُّ وَليَتَّقِ الله رَبَّهُ وَلَا يَبخَس مِنهُ شَيئاً فَإِن كَانَ الَّذي عَلَيهِ الحَقُّ سَفيهاً أَو ضَعيفاً [من حیث الفهم] أَو لَا يَستَطيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ [لمانع آخر کالخَرس أو الاشتغال بعمل لازم] فَليُملِل وَلِيُّهُ بِالعَدل...».(2)

ص: 83


1- . النحل (16)، الآیة90.
2- . البقرة (2)، الآیة282.

3. «إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَمانَاتِ إِلَى أَهلِها وَإِذا حَكَمتُم بَينَ النَّاسِ أَن تَحكُمُوا بِالعَدلِ إِنَّ الله نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَميعاً بَصِيراً».(1)

4. «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامينَ بِالقِسطِ شُهَداءَ لِلّهِ [جلباً لرضاه] وَلَو عَلَى أَنفُسِكُم أَوِ الوالِدَينِ وَالأَقرَبينَ إِن يَكُن غَنِيًّا أَو فَقيراً فَاللهُ أَولى بِهِمَا [في رعایة مصالحهما] فَلَا تَتَّبِعُوا الهَوَى أَن تَعدِلُوا وَإِن تَلوُوا [في أداء الشهادة] أَو تُعرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيراً».(2)

5. «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامينَ لِلّهِ [جلباً لرضاه] شُهَداءَ بِالقِسطِ وَلَا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلى أَلَّا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوى وَاتَّقُوا

اللهَ إِنَّ اللهَ خَبيرٌ بِمَا تَعمَلُونَ».(3)

6. «وَإِن طَائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا فَإِن بَغَت إِحدَاهُما عَلَى الأُخرَى فَقاتِلُوا الَّتي تَبغي حَتَّى تَفي ءَ إِلَى أَمرِ الله فَإِن فاءَت فَأَصلِحُوا بَينَهُما بِالعَدلِ وَأَقسِطُوا إِنَّ الله يُحِبُّ المُقسِطينَ».(4)

ص: 84


1- . النساء (4)، الآیة58.
2- . النساء (4)، الآیة135.
3- . المائدة (5) ،الآیة8.
4- . الحجرات (49) ، الآیة9.

7. «وَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ بِالقِسطِ لَا نُكَلِّفُ نَفساً إِلَّا وُسعَهَا وَإِذا قُلتُم فَاعدِلُوا [لا تأخذوا جانب أحد] ولَو كَانَ ذا قُربى».(1)

8. «وَتَعاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى وَلَا تَعاوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَان».(2)

9. «وَمَن يَظلِم مِنكُم نُذِقهُ عَذاباً كَبيراً».(3)

10. «وَلا تَركَنُوا إِلَى الَّذينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُم مِن دُونِ الله مِن أَولِياءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ».(4)

الروایات

1. عن الصادق(علیه السلام): لَيسَ مِن شِيعَتِنَا مَن يَظلِمُ النَّاسَ.(5)

2. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام): كُونَا لِلظَّالِمِ خَصماً وَلِلمَظلُومِ عَونَاً.(6)

ص: 85


1- . الأنعام (6) ،الآیة152.
2- . المائدة (5)، الآیة2.
3- . الفرقان (25)، الآیة19.
4- . هود (11)، الآیة113.
5- . تحف العقول، ص303؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص103، ح15 [13636] (الباب 77 من أبواب جهاد النفس من کتاب الجهاد).
6- . نهج البلاغه، الرسالة47، ص421.

3. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): إِنَ أَعجَلَ الشَّرِّ عُقُوبَةً [من جزاء سائر الشرور] البَغي.(1)

4. قال الباقر(علیه السلام): الظُّلمُ فِي الدُّنيَا هُوَ الظُّلُمَاتُ فِي الآخِرَةِ.(2)

5. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): خَيرُ النَّاسِ مَنِ انتَفَعَ بِهِ النَّاسُ وَشَرُّ النَّاسِ مَن تَأَذَّى بِهِ النَّاسُ وَشَرٌّ مِن ذَلِكَ مَن أَكرَمَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ.(3)

6. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن مَشَى مَعَ ظَالِمٍ لِيُعِينَهُ وَهُوَ يَعلَمُ أَنَّهُ ظَالِمٌ فَقَد خَرَجَ مِنَ الإِيمَانِ.(4)

7. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن آذَى مُؤمِناً آذَاهُ الله وَمَن أَحزَنَهُ أَحزَنَهُ اللهُ.(5)

ص: 86


1- . الکافي، ج2، ص327، ح1؛ وسائل الشیعة، ج16، ص41، ح11 [20922] (الباب 74 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، ص272؛ وسائل الشیعة، ج16، ص49، ح10 [20949] (الباب 77: باب تحریم الظلم...).
3- . الإختصاص، ص243؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص78، ح4 [13562] (الباب 70 من أبواب جهاد النفس من کتاب الجهاد).
4- . کنز الفوائد، ج1، ص351؛ مستدرک الوسائل، ج13، ص125، ح13 [14966] (الباب 35 من أبواب ما یکتسب به من کتاب التجارة).
5- . المجازات النبویّة، ص365؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص100، ح7 [10341] (الباب 125 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ) منقول من لبّ اللباب. (المخطوط)

8. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام): مَن جَارَ أَهلَكَهُ جَورُه* مَن ظَلَمَ أَفسَدَ أَمرَه* مَن ظَلَمَ عِبَادَ الله كَانَ الله خَصمَهُ دُونَ عِبَادِهِ [المظلومین]* وَمَن يَكُنِ الله خَصمَهُ یُدحِضُ حُجَّتَهُ [لا یقبل عُذره] وَيُعَذِّبُهُ فِي دُنيَاهُ وَمَعَادِه* ابعُدُوا عَنِ الظُّلمِ فَإِنَّهُ أَعظَمُ الجَرَائِمِ وَأَكبَرُ المَآثِم* ظُلمُ المَرءِ فِي الدُّنيَا عُنوَانُ شَقَائِهِ فِي الآخِرَةِ.(1)

ص: 87


1- . تصنیف غرر الحکم ودرر الکلم، ص457؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص99، ح8 [13629 ] (الباب 77 من کتاب جهاد النفس من کتاب الجهاد).

ص: 88

أداء الأمانة و الخیانة

إنّ من الفرائض والواجبات المهمّة فی الإسلام أداء الأمانة بأنواعها بالنسبة إلی البرّ والفاجر وإنّ الخیانة من أقبح المعاصي.

القرآن الکریم

1. «فَإِن أَمِنَ بَعضُكُم بَعضاً فَليُؤَدِّ الَّذِي اؤتُمِنَ أَمانَتَهُ وَليَتَّقِ الله رَبَّهُ [في مخالفته وعصیانه]».(1)

2. «إِنَّ الله يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِها».(2)

3. یقول الله تعالی في وصف المؤمنین المفلحین: «وَالَّذينَ هُم لِأَماناتِهِم [أي: لما أتمنُوا علیه] وَعَهدِهِم راعُونَ».(3)

4. «إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الخَائِنينَ».(4)

ص: 89


1- . البقرة(2)، الآیة283.
2- . النساء (4)، الآیة58.
3- . المؤمنون (23)، الآیات1-8.
4- . الأنفال (8)، الآیة58.

الروایات

1. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): لَا إِيمَانَ لِمَن لَا أَمَانَةَ لَهُ.(1)

2. قال عليّ بن الحسین(علیه السلام): عَلَيكُم بِأَدَاءِ الأَمَانَةِ فَوَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ نَبِيّاً لَو أَنَّ قَاتِلَ أَبِيَ (الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ(علیهما السلام)) ائتَمَنَنِي عَلَى السَّيفِ الَّذِي قَتَلَهُ بِهِ لَأَدَّيتُهُ إِلَيهِ.(2)

3. قال الصادق(علیه السلام): اتَّقُوا الله وَعَلَيكُم بِأَدَاءِ الأَمَانَةِ إِلَى مَنِ ائتَمَنَكُم فَلَو أَنَّ قَاتِلَ عَلِيٍّ(علیه السلام) ائتَمَنَنِي عَلَى أَمَانَةٍ لَأَدَّيتُهَا إِلَيهِ.(3)

4. قال الصادق(علیه السلام): أَدُّوا الأَمَانَةَ وَلَو إِلَى قَاتِلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ(علیهما السلام).(4)

ص: 90


1- . جامع الأخبار، ص74؛ مستدرک الوسائل، ج14، ص6، ح5 [15937] (الباب الأوّل من أبواب الودیعة من کتاب الودیعة).
2- . الأمالي (لصدوق)، ص246، ح6(المجلس 43)؛ وسائل الشیعة، ج19، ص76، ح13 [24188] (الباب الثاني).
3- . الکافي، ج5، ص133، ح4؛ وسائل الشیعة، ج19، ص72، ح2[24177](الباب الثاني من أبواب الودیعة من کتاب الودیعة).
4- . الأمالي (للصدوق)، ص245، ح4؛ وسائل الشیعة، ج19، ص75، ح12[24187] (الباب الثاني).

5. قال الصادق(علیه السلام): عَلَيكُم بِتَقوَى الله وَصِدقِ الحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَة،... .(1)

6. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): مَن خَانَ أَمَانَةً فِي الدُّنيَا وَلَم يَرُدَّهَا إِلَى أَهلِهَا ثُمَّ أَدرَكَهُ المَوتُ مَاتَ عَلَى غَيرِ مِلَّتِي وَيَلقَى الله وَهُوَ عَلَيهِ غَضبَان.(2)

7. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): لَيسَ المُسلِمُ بِالخَائِنِ إِذَا ائتُمِنَ وَلَا بِالمُخلِفِ إِذَا وَعَدَ وَلَا بِالكَذُوبِ إِذَا نَطَقَ... .(3)

8. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): إِيَّاكَ وَالخِيَانَةَ فَإِنَّهَا شَرُّ مَعصِيَةٍ فَإِنَّ الخَائِنَ لَمُعَذَّبٌ بِالنَّارِ عَلَى خِيَانَتِه.(4)

9. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): جَانِبُوا الخِيَانَةَ فَإِنَّهَا مُجَانِبَةُ الإِسلَام.(5)

ص: 91


1- . صفات الشیعة، ص28، ح39؛ مستدرک الوسائل، ج8، ص313، ح12 [9530] (الباب الأوّل من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . مکارم الأخلاق، ص430؛ وسائل الشیعة، ج19، ص77، ح2[24191](الباب الثالث من أبواب الودیعة من کتاب الودیعة).
3- . الأمالي (للمفید)، ص234، ح5؛ مستدرک الوسائل، ج14، ص12، ح3 [15965 ] (الباب الثالث).
4- . غرر الحکم ودرر الکلم، ص168؛ مستدرک الوسائل، ج14، ص14، ح12 [15974] (الباب الثالث من أبواب الودیعة من کتاب الودیعة).
5- . عیون الحکم والمواعظ، ص222، ح4331؛ مستدرک الوسائل، ج14، ص15، ح12 [15974] (الباب الثالث).

10. قال الصادق(علیه السلام): ثَلَاثَةٌ لَابُدَّ [للمسلم] مِن أَدَائِهِنَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ: الأَمَانَةُ إِلَى البَرِّ وَالفَاجِرِ وَالوَفَاءُ بِالعَهدِ إِلَى البَرِّ وَالفَاجِرِ وَبِرُّ الوَالِدَينِ بَرَّينِ كَانَا أَو فَاجِرَين.(1)

11. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): لَا تَخُونَنَّ أَحَداً فِي مَالٍ يَضَعَهُ عِندَكَ وَأَمَانَةٍ ائتَمَنَكَ عَلَيهَا فَإِنَّ الله تَعَالَى يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِهَا».(2)

12. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): يَا كُمَيلُ اعلَم وَافهَم إِنَّا لَا نُرَخِّصُ فِي تَركِ أَدَاءِ الأَمَانَاتِ لِأَحَدٍ مِنَ الخَلقِ فَمَن رَوَى عَنِّي فِي ذَلِكَ رُخصَةً فَقَد أَبطَلَ وَأَثِمَ وَجَزَاؤُهُ النَّارُ بِمَا كَذَبَ، أَقسَمتُ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ الله(صلی الله علیه واله) يَقُولُ لِي قَبلَ وَفَاتِهِ بِسَاعَةٍ مِرَاراً ثَلَاثاً: يَا أَبَا الحَسَنِ أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى البَرِّ وَالفَاجِرِ فِيمَا قَلَّ وَجَلَّ حَتَّى فِي الخَيطِ وَالمِخيَط.(3)

ص: 92


1- . مشکاة الأنوار، ص53؛ مستدرک الوسائل، ج14، ص10، ح10 [159576] (الباب الثاني: باب وجوب ردّ الأمانة).
2- . مکارم الأخلاق، ص455؛ مستدرک الوسائل، ج14، ص14، ح11 [15973] (الباب الثالث: باب تحریم الخیانة).
3- . بشارة المصطفی لشیعة المرتضی(علیه السلام)، ص29؛ مستدرک الوسائل، ج14، ص12، ح15 [15962] (الباب الثاني من أبواب الودیعة من کتاب الودیعة).

العمل و السعي في الإسلام

الإسلام یأمر الناس بتحصیل المعاش وذلک بالعمل والسعي الکثیر. ویمنع بشدّة من البطالة والکسل والإتّکال علی الآخرین.

القرآن الکریم

1. «وَلَقَد مَكَّنَّاكُم فِي الأَرضِ وَجَعَلنا لَكُم فيها مَعايِشَ [کي تستفیدوا من الأرض وما فیها وتشکروا إلّا أنّکم] قَليلاً مَا تَشكُرُونَ».(1)

2. «وَمِن رَحمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ لِتَسكُنُوا فيهِ وَلِتَبتَغُوا مِن فَضلِهِ [في النهار] وَلَعَلَّكُم تَشكُرُونَ».(2)

3. «فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرضِ وَابتَغُوا مِن فَضلِ اللَّهِ».(3)

ص: 93


1- . الأعراف (7)، الآیة10.
2- . القصص (28)، الآیة73.
3- . الجمعة (62)، الآیة10.

الروایات

1. عن الصادق(علیه السلام): إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يُبغِضُ كَثرَةَ النَّومِ وَكَثرَةَ الفَرَاغِ.(1)

2. عن موسی بن جعفر(علیهما السلام): إِيَّاكَ وَالكَسَلَ وَالضَّجَرَ فَإِنَّهُمَا يَمنَعَانِكَ مِن حَظِّكَ مِنَ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ.(2)

3. عن الصادق(علیه السلام): لَا تَكسَلُوا فِي طَلَبِ مَعَايِشِكُم فَإِنَّ آبَاءَنَا كَانُوا يَركُضُونَ فِيهَا وَيَطلُبُونَهَا.(3)

4. عن الصادق(علیه السلام): وَلَا تَكسَل عَن مَعِيشَتِكَ فَتَكُونَ كَلّاً عَلَى غَيرِك.(4)

5. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَلعُونٌ مَن أَلقَى كَلَّهُ عَلَى النَّاسِ.(5)

ص: 94


1- . الکافي، ج5، ص84، ح3؛ وسائل الشیعة، ج17، ص58، ح1 [21969] (الباب17: من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).
2- . الکافي، ج5، ص85، ح2؛ وسائل الشیعة، ج17، ص59، ح5 [21977] (الباب18: باب کراهة الکسل في أمور الدنیا...).
3- . کتاب من لا یحضره الفقیه، ج3، ص157، ح3576؛ وسائل الشیعة، ج17، ص60، ح8 [21980] (الباب 18: باب کراهة الکسل في أمور الدنیا...).
4- . الکافي، ج5، ص86، ح9؛ وسائل الشیعة، ج17، ص59، ح3 [21975] (الباب18: باب کراهة الکسل في أمور الدنیا...).
5- . الکافي، ج5، ص72، ح7؛ وسائل الشیعة، ج17، ص32، ح10 [21906] (الباب السادس من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).

6. عن الصادق(علیه السلام): عَلَيكُم بِتَقوَى الله وَمَا يُنَالُ بِهِ مَا عِندَ الله، إِنِّي وَالله مَا آمُرُكُم إِلَّا بِمَا نَأمُرُ بِهِ أَنفُسَنَا فَعَلَيكُم بِالجِدِّ وَالاجتِهَادِ وَإِذَا صَلَّيتُمُ الصُّبحَ فَانصَرَفتُم فَبَكِّرُوا فِي طَلَبِ الرِّزقِ وَاطلُبُوا الحَلَالَ فَإِنَّ الله سَيَرزُقُكُم وَيُعِينُكُم عَلَيهِ.(1)

7. عن الصادق(علیه السلام): لَا تَدَع طَلَبَ الرِّزقِ مِن حِلِّهِ... وَاعقَل رَاحِلَتَكَ وَتَوَكَّل [أي: لا

تطلب الرزق من دون کسب وبذل الجهد].(2)

8. قال عبد الأعلى: استَقبَلتُ أَبَا عَبدِالله(علیه السلام) فِي بَعضِ طُرُقِ المَدِينَةِ فِي يَومٍ صَائِفٍ شَدِيدِ الحَرِّ فَقُلتُ: جُعِلتُ فِدَاكَ حَالُكَ عِندَ الله(عزوجل) وَقَرَابَتُكَ مِن رَسُولِ الله(صلی الله علیه واله) وَأَنتَ تُجهِدُ نَفسَكَ فِي مِثلِ هَذَا اليَومِ؟ فَقَالَ: يَا عَبدَ الأَعلَى خَرَجتُ فِي طَلَبِ الرِّزقِ لِأَستَغنِيَ عَن مِثلِكَ.(3)

9. قال أبو عمرو الشيبانيّ: رَأَيتُ أبا عَبدِالله(علیه السلام) وَبِيَدِهِ

ص: 95


1- . الکافي، ج5، ص78، ح8؛ وسائل الشیعة، ج17، ص22، ح8[21879](الباب الرابع: باب استحباب طلب الرزق و وجوبه...).
2- . الأمالي (للمفید)، ص172، ح1؛ وسائل الشیعة، ج17، ص34، ح5 [21912] (الباب السابع: باب استحباب جمع المال من الحلال...).
3- . الکافي، ج5، ص74، ح3؛ وسائل الشیعة، ج17، ص20، ح2[21873] (الباب الرابع).

مِسحَاةٌ وَعَلَيهِ إِزَارٌ غَلِيظٌ يَعمَلُ فِي حَائِطٍ لَهُ وَالعَرَقُ يَتَصَابُّ عَن ظَهرِهِ فَقُلتُ: جُعِلتُ فِدَاكَ أَعطِنِي أَكفِكَ. فَقَالَ لِي: إِنِّي أُحِبُّ أَن يَتَأَذَّى الرَّجُلُ بِحَرِّ الشَّمسِ فِي طَلَبِ المَعِيشَةِ.(1)

10. قال الفضل بن أبي قرّة: دَخَلنَا عَلَى أبي عَبدِالله(علیه السلام) فِي حَائِطٍ لَهُ فَقُلنَا: جُعِلنَا فِدَاكَ دَعنَا نَعمَلهُ لَكَ أَو تَعمَلهُ الغِلمَانُ. قَالَ: لَا، دَعُونِي فَإِنِّي أَشتَهِي أَن يَرَانِي الله عَزَّ وَجَلَّ أَعمَلُ بِيَدِي وَأَطلُبُ الحَلَالَ فِي أَذَى نَفسِي.(2)

11. قال عليّ بن أبي حمزة: رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ(علیه السلام) يَعمَلُ فِي أَرضٍ لَهُ قَدِ استَنقَعَت قَدَمَاهُ فِي العَرَقِ فَقُلتُ: جُعِلتُ فِدَاكَ أَينَ الرِّجَالُ؟ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ قَد عَمِلَ بِاليَدِ مَن هُوَ خَيرٌ مِنِّي

وَمِن أَبِي فِي أَرضِهِ فَقُلتُ: وَمَن هُوَ؟ فَقَالَ: رَسُولُ الله(صلی الله علیه واله) وَأَمِيرُ المُؤمِنِينَ(علیه السلام) وَآبَائِي كُلُّهُم كَانُوا قَد عَمِلُوا بِأَيدِيهِم وَهُوَ مِن عَمَلِ النَّبِيِّينَ وَالمُرسَلِينَ

ص: 96


1- . الکافي، ج5، ص76، ح13؛ وسائل الشیعة، ج17، ص39، ح7[21924] (الباب التاسع من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).
2- . کتاب من لا یحضره الفقیه، ج3، ص163، ح3595؛ وسائل الشیعة، ج17، ص40، ح11[21928] (الباب التاسع من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).

وَالأَوصِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ.(1)

12. عن الصادق(علیه السلام): إِن ظَنَنتَ أَو بَلَغَكَ أَنَّ هَذَا الأَمرَ كَائِنٌ فِي غَدٍ فَلَا تَدَعَنَّ طَلَبَ الرِّزق.(2)

13. عن الصادق(علیه السلام): الكَادُّ عَلَى عِيَالِهِ [لجلب ما یحتاجون إلیه] كَالمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله.(3)

14. عن الصادق(علیه السلام): الزَّارِعُونَ كُنُوزُ الله فِي أَرضِهِ وَمَا فِي الأَعمَالِ شَي ءٌ أَحَبَّ إِلَى الله مِنَ الزِّرَاعَة.(4)

15. عن الصادق(علیه السلام): الزَّارِعُونَ كُنُوزُ الأَنَامِ يَزرَعُونَ طَيِّباً أَخرَجَهُ الله(عزوجل) وَهُم يَومَ القِيَامَةِ أَحسَنُ النَّاسِ مَقَاماً وَأَقرَبُهُم مَنزِلَةً يُدعَونَ المُبَارَكِينَ.(5)

ص: 97


1- . الکافي، ج5، ص75، ح10؛ وسائل الشیعة، ج17، ص39، ح6 [21923] (الباب التاسع من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).
2- . الکافي، ج5، ص79، ح9؛ وسائل الشیعة، ج17، ص26، ح5 [21892] (الباب الخامس باب کراهة ترک طلب الرزق...).
3- . الکافي، ج5، ص88، ح1؛ وسائل الشیعة، ج17، ص67، ح1 [22001] (الباب 23: باب وجود الکد علی العیال...).
4- . تهذیب الأحکام، ج6، ص384، ح259؛ وسائل الشیعة، ج17، ص42، ح3[21933] (الباب الثالث من کتاب المزارعة والمساقاة).
5- . الکافي، ج5، ص261، ح7؛ وسائل الشیعة، ج19، ص34، ح7[24090](الباب الثالث من کتاب المزارعة والمساقاة).

16. عن الصادق(علیه السلام): ازرَعُوا وَاغرِسُوا فَلَا وَالله مَا عَمِلَ النَّاسُ عَمَلاً أَحَلَّ وَلَا أَطيَبَ مِنهُ.(1)

17. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): مَا مِن مُسلِمٍ يَغرِسُ غَرساً يَأكُلُ مِنهُ إِنسَانٌ أَو دَابَّةٌ أَو طَيرٌ إِلَّا أَن يُكتَبَ لَهُ صَدَقَةٌ إِلَى يَومِ القِيَامَة.(2)

18. عن أمیرالمؤمنین عليّ(علیه السلام): مَن وَجَدَ مَاءاً وَتُرَاباً ثُمَّ افتَقَرَ فَأَبعَدَهُ الله.(3)

19. عن الصادق(علیه السلام): الكِيمِيَاءُ الأَكبَرُ الزِّرَاعَةُ.(4)

20. عن أمیرالمؤمنین عليّ(علیه السلام): تَعَرَّضُوا لِلتِّجَارَاتِ فَإِنَّ لَكُم فِيهَا غِنًى عَمَّا فِي أَيدِي النَّاسِ وَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ المُحتَرِفَ الأَمِين.(5)

ص: 98


1- . الکافي، ج5، ص260، ح3؛ وسائل الشیعة، ج19، ص33، ح1[24084](الباب الثالث من کتاب المزارعة والمساقاة).
2- . مستدرک الوسائل، ج13، ص26، ح4 [14642] (الباب التاسع من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).
3- . قرب الإسناد، ص115؛ وسائل الشیعة، ج17، ص41، ح13 [21930] (الباب التاسع).
4- . الکافي، ج5، ص261، ذیل ح6؛ وسائل الشیعة، ج19، ص34، ح8 [24091] (الباب الثالث من کتاب المزارعة والمساقاة).
5- . وسائل الشیعة، ج17، ص11، ح6 [21848](الباب الأوّل من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).

21. عن الصادق(علیه السلام): لَا تَدَعُوا التِّجَارَةَ فَتَهُونُوا، اتَّجِرُوا بَارَكَ الله لَكُم.(1)

22. عن الصادق(علیه السلام): لَا تَكُفُّوا عَنِ التِّجَارَةِ وَالتَمِسُوا مِن فَضلِ الله(عزوجل).(2)

23. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): الخَيرُ عَشَرَةُ أَجزَاءٍ أَفضَلُهَا التِّجَارَةُ إِذَا أَخَذَ الحَقَّ وَأَعطَى الحَقّ.(3)

24. عن الصادق(علیه السلام): إنَّ تَارِكَ الطَّلَبِ لَا يُستَجَابُ لَهُ، إِنَّ قَوماً مِن أَصحَابِ رَسُولِ الله(صلی الله علیه واله) لَمَّا نَزَلَت «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ»(4) أَغلَقُوا الأَبوَابَ وَأَقبَلُوا عَلَى العِبَادَةِ وَقَالُوا قَد كُفِينَا فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ(صلی الله علیه واله) فَأَرسَلَ إِلَيهِم فَقَالَ: مَا حَمَلَكُم عَلَى مَا صَنَعتُم؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله تُكُفِّلَ لَنَا بِأَرزَاقِنَا فَأَقبَلنَا عَلَى العِبَادَةِ. فَقَالَ: إِنَّهُ مَن فَعَلَ ذَلِكَ لَم يُستَجَب لَهُ،

ص: 99


1- . الکافي، ج5، ص149، ح8؛ وسائل الشیعة، ج17، ص15، ح6[21861] (الباب الثاني).
2- . الکافي، ج5، ص149، ح11؛ وسائل الشیعة، ج17، ص16، ح8[21863](الباب الثانی).
3- . مستدرک الوسائل، ج13، ص9، ح9 [14572] (الباب الأوّل) منقولاً من ابوالفتوح الرازيّ، ج1، ص470.
4- . الطلاق (65)، الآیتان2_3.

عَلَيكُم بِالطَّلَبِ.(1)

25. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): إِنَّ أَصنَافاً مِن أُمَّتِي لَا يُستَجَابُ لَهُم دُعَاؤُهُم؛ رَجُلٌ يَدعُو عَلَى وَالِدَيهِ وَرَجُلٌ يَدعُو عَلَى غَرِيمٍ ذَهَبَ لَهُ بِمَالِهِ فَلَم يَكتُب عَلَيهِ وَلَم يُشهِد عَلَيهِ وَرَجُلٌ يَدعُو عَلَى امرَأَتِهِ وَقَد جَعَلَ الله(عزوجل) تَخلِيَةَ سَبِيلِهَا بِيَدِهِ وَرَجُلٌ يَقعُدُ فِي بَيتِهِ وَيَقُولُ: يَا رَبِّ ارزُقنِي وَلَا يَخرُجُ وَلَا يَطلُبُ الرِّزقَ فَيَقُولُ الله(عزوجل) لَهُ: عَبدِي أَ لَم أَجعَل لَكَ السَّبِيلَ إِلَى الطَّلَبِ وَالتَّصَرُّفِ فِي الأَرضِ بِجَوَارِحَ صَحِيحَةٍ فَتَكُونَ قَد أَعذَرتَ فِيمَا بَينِي وَبَينَكَ [أي: کي لا یبقی عذر بیني وبینک، أو کي تکون معذوراً] فِي الطَّلَبِ لِاتِّبَاعِ أَمرِي وَلِكَيلَا تَكُونَ كَلّاً عَلَى أَهلِكَ فَإِن شِئتُ رَزَقتُكَ [رزقاً واسعاً] وَإِن شِئتُ قَتَّرتُ عَلَيكَ وَأَنتَ مَعذُورٌ عِندِي وَرَجُلٌ رَزَقَهُ الله مَالاً كَثِيراًفَأَنفَقَهُ ثُمَّ أَقبَلَ يَدعُو يَا رَبِّ ارزُقنِي فَيَقُولُ الله(عزوجل) أَ لَم أَرزُقكَ رِزقاً وَاسِعاً فَهَلَّا اقتَصَدتَ فِيهِ كَمَا أَمَرتُكَ وَلِمَ تُسرِفُ وَقَد نَهَيتُكَ عَنِ الإِسرَاف.(2)

ص: 100


1- . الکافي، ج5، ص84، ح5؛ وسائل الشیعة، ج17، ص27، ح7[21894](الباب الخامس من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).
2- . الکافي، ج5، ص67، ح1؛ وسائل الشیعة، ج17، ص27، ح6[21893](الباب الخامس من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).

تذکرة

إعلم أنّ خَدَمة الدین من الطلاب والخطباء والعلماء الحقیقیین (لا کلّ بطّال طمّاع ولا الذئاب المتلبسة بلباس الشیاة) مع أنّهم لم یشتغلوا بالتجارة والزراعة وسائر الحِرَف إلّا أنّهم لم یکونوا عطّالین عن العمل بل قد تحمّلوا أصعب المشقّات وأدّوا واجبهم تجاه الدین وما هو مقدّمة له بذلک لم یبق لهم مجال بالانشغال بخدمة أخری.

وإن لم نقل أنّهم لا یعیشون أدنی المستویات المادّية إلّا أنّهم لا یملکون أزید من المستوي المتوسط. نعم، المعاندون لله والأنبیاء والأوصیاء والدین والمخالفون لحفظ الدین وانتشاره (عالمین کانوا أو جاهلین) فإنّهم یقیناً في عداء مستمرّ وإفتراء وإشکال علی خدمة الدین، وتفصیل هذا الأمر یحتاج إلی مجال آخر.

ص: 101

ص: 102

الصناعة

إنّ إنشاء المصانع وصنع الوسائل والآلات والأدوات التي تنفع البشر ویحتاجون إلیها في حیاتهم المشروعة (لا کصنع المسکر) مباح وحلال في الإسلام بأنواعه المختلفة.

الروایات

1. عن الصادق(علیه السلام): أَنوَاعُ صُنُوفِ الآلَاتِ الَّتِي يَحتَاجُ إِلَيهَا العِبَادُ مِنهَا مَنَافِعُهُم وَبِهَا قِوَامُهُم وَفِيهَا بُلغَةُ جَمِيعِ حَوَائِجِهِم فَحَلَالٌ فِعلُهُ وَتَعلِيمُهُ وَالعَمَلُ بِهِ وَفِيهِ لِنَفسِهِ أَو لِغَيرِه.(1)

القواعد العامّة في المعاملات

وردت في الشریعة المقدّسة أوامر عامّة تؤکّد علی الصدق والصلاح في المعاملات والاجتناب عن المکر والخدیعة والتدلیس والإضرار

ص: 103


1- . تحف العقول، ص335؛ وسائل الشیعة، ج17، ص85، ح1[22047] (الباب الثاني من أبواب ما یکتسب به من کتاب التجارة).

بالآخرین وعن جمیع أنواع المعاملات المحرّمة.

القرآن الکریم

1. «وَيلٌ لِلمُطَفِّفينَ * الَّذينَ إِذَا اكتَالُوا [أنفسهم] عَلَى النَّاسِ يَستَوفُونَ * وَإِذا كَالُوهُم أَو وَزَنُوهُم يُخسِرُونَ* أَ لَا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُم مَبعُوثُونَ* لِيَومٍ عَظيمٍ [یوم القیامة والحساب]».(1)

الروایات

1. عَن أمیرالمؤمنین عليّ(علیه السلام): يَا مَعشَرَ التُّجَّارِ! الفِقهَ ثُمَّ المَتجَرَ الفِقهَ ثُمَّ المَتجَرَ الفِقهَ ثُمَّ المَتجَرَ وَالله لَلرِّبَا فِي هَذِهِ الأُمَّةِ أَخفَى مِن دَبِيبِ النَّملِ عَلَى الصَّفَا، شُوبُوا إِيمَانَكُم [أو أیمانکم] بِالصِّدقِ، التَّاجِرُ فَاجِرٌ وَالفَاجِرُ فِي النَّارِ إِلَّا مَن أَخَذَ الحَقَّ وَأَعطَى الحَقَّ.(2)

ص: 104


1- . المطفّفین (83)، الآیات1_ 5.
2- . الکافي، ج5، ص150، ح1؛ وسائل الشیعة، ج17، ص381، ح1[22794](الباب الأوّل من أبواب آداب التجارة من کتاب التجارة). ونقل هذه الروایة تکون هکذا في کتاب من لا یحضره الفقیه، ج3، ص195، ح3731: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، الْفِقْهَ ثُمَّ الْمَتْجَرَ الْفِقْهَ ثُمَّ الْمَتْجَرَ وَالله لَلرِّبَا (بکسر اللام) فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ دَبِيبٌ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ عَلَى الصَّفَا صُونُوا (شوبوا_ خ ل) أَمْوَالَكُمْ بِالصَّدَقَةِ التَّاجِرُ فَاجِرٌ وَالْفَاجِرُ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ أَخَذَ الْحَقَّ وَأَعْطَى الْحَقَّ.

2. عن أمیرالمؤمنین عليّ(علیه السلام): يَا مَعشَرَ التُّجَّارِ اتَّقُوا الله [في مخالفته]... تَنَاهَوا عَنِ اليَمِينِ وَجَانِبُوا الكِذبَ وَتَجَافَوا عَنِ الظُّلمِ وَأَنصِفُوا المَظلُومِينَ وَلَا تَقرَبُوا الرِّبَا «وَأَوفُوا الكَيلَ وَالمِيزانَ وَلا تَبخَسُوا النَّاسَ أَشياءَهُم»(1) «وَلَا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ»(2).(3)

3. قال الصادق(علیه السلام): عَلَيكَ بِصِدقِ اللِّسَانِ فِي حَدِيثِكَ وَلَا تَكتُم عَيباً يَكُونُ فِي تِجَارَتِكَ وَلَا تَغبِنِ المُستَرسِلَ فَإِنَّ غَبنَهُ لَا يَحِلُّ وَلَا تَرضَ لِلنَّاسِ إِلَّا مَا تَرضَى لِنَفسِكَ وَأَعطِ الحَقَّ وَخُذهُ وَ لَا تَخَف وَلَا تَخُن فَإِنَّ التَّاجِرَ الصَّدُوقَ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ يَومَ القِيَامَةِ وَاجتَنِبِ الحَلفَ فَإِنَّ اليَمِينَ الفَاجِرَةَ تُورِثُ صَاحِبَهَا النَّارَ وَالتَّاجِرُ فَاجِرٌ إِلَّا مَن أَعطَى الحَقَّ وَأَخَذَهُ.(4)

4. قال موسی بن جعفر(علیهما السلام): إِنَّ البَيعَ فِي الظِّلَالِ غِشٌّ

ص: 105


1- . الأعراف (7)، الآیة85.
2- . البقرة (2)، الآیة60.
3- . الکافي، ج5، ص151، ح3؛ وسائل الشیعة، ج17، ص383، ح1[22798] (الباب الثاني من أبواب آداب التجارة من کتاب التجارة).
4- . فتح الأبواب، ص160؛ وسائل الشیعة، ج17، ص385، ح7 [22804] (الباب الثاني من أبواب آداب التجارة من کتاب التجارة).

وَالغِشُّ لَا يَحِلُّ.(1)

5. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): لَيسَ مِنَّا مَن غَشَّ مُسلِماً أَو ضَرَّهُ أَو مَاكَرَهُ.(2)

6. قال موسی بن جعفر(علیهما السلام): مَلعُونٌ مَن غَشَّ مُسلِماً أَو غَرَّهُ أَو مَاكَرَه.(3)

7. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن غَشَّ مُسلِماً فِي شِرَاءٍ أَو بَيعٍ فَلَيسَ مِنَّا وَيُحشَرُ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ اليَهُودِ لِأَنَّهُم أَغَشُّ الخَلقِ.(4)

8. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن بَاتَ وَفِي قَلبِهِ غِشٌّ لِأَخِيهِ المُسلِمِ بَاتَ فِي سَخَطِ الله وَأَصبَحَ كَذَلِكَ وَهُوَ فِي سَخَطِ الله حَتَّى يَتُوبَ وَيُرَاجِعَ وَإِن مَاتَ كَذَلِكَ مَاتَ عَلَى غَيرِ دِينِ الإِسلَام.(5)

ص: 106


1- . کتاب من لا یحضره الفقیه، ج3، ص271، ح3980؛ وسائل الشیعة، ج17، ص280، ح3[22521](الباب 86 من أبواب ما یکتسب به من کتاب التجارة).
2- . عیون أخبار الرضا(علیه السلام)، ج2، ص29، ح26(الباب 31)؛ وسائل الشیعة، ج17، ص284، ح12[22530](الباب 86 من أبواب ما یکتسب به من کتاب التجارة).
3- . النوادر، ج1، ص17؛ مستدرک الوسائل، ج13، ص202، ح5 [15105] (الباب 69).
4- . مکارم الأخلاق، ص430؛ وسائل الشیعة، ج17، ص282، ح10[22528](الباب 86).
5- . ثواب الأعمال، ص284؛ وسائل الشیعة، ج17، ص283، ح11 [22529] (الباب 86 من أبواب ما یکتسب به من کتاب التجارة).

9. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): المَكرُ وَالخَدِيعَةُ وَالخِيَانَةُ فِي النَّارِ.(1)

10. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن كَانَ مُسلِماً فَلَا يَمكُر وَلَا يَخدَع.(2)

ص: 107


1- . ثواب الأعمال، ص272؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص80، ح1 [10265] (الباب 119 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الأمالي (للصدوق)، ص270، ح5 (المجلس 46)؛ وسائل الشیعة، ج19، ص77، ح3[24192] (الباب الثالث من کتاب الودیعة).

ص: 108

ذو الوجهین وذو اللسانین

إنّ من أقبح الخصال أن یکون الإنسان ذا وجهین وذا لسانین وهو شرّ الناس في الإسلام.

الروایات

1. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِندَ الله يَومَ القِيَامَةِ ذُو الوَجهَينِ.(1)

2. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): شَرُّ النَّاسِ مَن كَانَ ذَا وَجهَينِ وَلِسَانَينِ.(2)

3. عن موسی بن جعفر(علیهما السلام): بِئسَ العَبدُ عَبدٌ يَكُونُ ذَا وَجهَينِ وَلِسَانَينِ يُطرِي أَخَاهُ إِذَا شَاهَدَ وَيَأكُلُ إِذَا غَابَ عَنهُ [أي: یذکره بسوء] إِن أُعطِيَ حَسَدَهُ وَإِنِ ابتُلِيَ خَذَلَهُ.(3)

ص: 109


1- . وسائل الشیعة، ج12، ص259، ح6[16246](الباب 143 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ)؛راجع: الخصال، ج1، ص38، ح16.
2- . مستدرک الوسائل، ج9، ص96،ح2 [10325] (الباب 123)؛ راجع: ثواب الأعمال، ص288.
3- . مستدرک الوسائل، ج9، ص96، ح3 [10326] (الباب 123 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ)؛ تحف العقول، ص395 باختلاف یسیر.

4. عن جعفر بن محمّد الصادق(علیهما السلام): مَن لَقِيَ المُسلِمِينَ بِوَجهَينِ وَلِسَانَينِ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَلَهُ لِسَانَانِ مِن نَارٍ.(1)

ص: 110


1- . الکافي، ج2، ص343، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص256، ح1 [16241] (الباب 143 باب أنّه لا یجوز أن یقال...).

الغضب

قد حذّر الإسلام الناس من الغضب في غیر موضعه (لغیر اللّه) فإنّه مذموم ویُردي صاحبه إلی المهلکة و _ في المقابل _ حرّضهم وشوّقهم إلی الحلم وکظم الغضب کثیراً.

الروایات

1. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): الغَضَبُ يُفسِدُ الإِيمَانَ كَمَا يُفسِدُ الخَلُّ العَسَلَ.(1)

2. عن جعفر بن محمّد الصادق(علیهما السلام): الغَضَبُ مِفتَاحُ كُلِّ شَرٍّ.(2)

3. عن جعفر بن محمّد الصادق(علیهما السلام): مَن لَم يَملِك

ص: 111


1- . الکافي، ج2، ص302، ح1؛ وسائل الشیعة، ج15، ص358، ح2[20732](الباب 53 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . الکافي، ج2، ص303، ح3؛ وسائل الشیعة، ج15، ص358، ح3[20733] (الباب 53).

غَضَبَهُ لَم يَملِك عَقلَهُ.(1)

4. عن أمیر المؤمنین عليّ(علیه السلام): الغَضَبُ شَرٌّ إِن أَطَعتَهُ دَمَّرَ * الغَضَبُ عَدُوٌّ فَلَا تُمَلِّكهُ نَفسَكَ * الغَضَبُ يُفسِدُ الأَلبَابَ وَيُبعِدُ مِنَ الصَّوَابِ * احذَرُوا الغَضَبَ فَإِنَّهُ نَارٌ مُحرِقَةٌ *

إِيَّاكَ وَالغَضَبَ فَأَوَّلُهُ جُنُونٌ وَآخِرُهُ نَدَمٌ * بِئسَ القَرِينُ الغَضَبُ يُبدِي المَعَائِبَ وَيُدنِي الشَّرَّ وَيُبَاعِدُ الخَيرَ * مَن غَلَبَ عَلَيهِ غَضَبُهُ وَشَهوَتُهُ فَهُوَ فِي حَيِّزِ البَهَائِم.(2)

ص: 112


1- . الکافي، ج2، ص305، ح13؛ وسائل الشیعة، ج15، ص360، ح11[20741] (الباب 53 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . مستدرک الوسائل، ج12، ص11، ح19 [13376] (الباب 53 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد)؛ غررالحکم، ص65، ح1265 و ص72، ح138 و ص73، ح1401 و ص160، ح11 و ص165، ح5 و ص310، ح34 و ص636، ح1103.

کظم الغیظ

قال الله تعالی في صفة المتّقین الذین وعدهم بالجنّة الواسعة:

القرآن الکریم

1. «وَسارِعُوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ * الَّذينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكاظِمينَ الغَيظَ وَالعافينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحسِنين».(1)

2. «فَما أُوتيتُم مِن شَي ءٍ فَمَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا وَما عِندَ اللَّهِ [من ثواب الآخرة] خَيرٌ وَأَبقى لِلَّذينَ آمَنُوا وعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ* وَالَّذينَ يَجتَنِبُونَ كَبائِرَ الإِثمِ وَالفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُم يَغفِرُون».(2)

الروایات

1. قال الصادق(علیه السلام): مَا مِن عَبدٍ كَظَمَ غَيظاً إِلَّا زَادَهُ

ص: 113


1- . آل عمران (3)، الآیتان133 _134.
2- . الشوری (42)، الآیتان36 _ 37.

الله(عزوجل) عِزّاً فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ.(1)

2. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن كَظَمَ غَيظاً وَهُوَ يَقدِرُ عَلَى إِنفَاذِهِ وَحَلُمَ عَنهُ أَعطَاهُ الله أَجرَ شَهِيدٍ.(2)

3. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن كَظَمَ غَيظاً وَهُوَ يَقدِرُ عَلَى إِمضَائِهِ أَعقَبَهُ الله أَمناً وَإِيمَاناً يَجِدُ طَعمَه.(3)

4. قال الصادق(علیه السلام): مَن كَظَمَ غَيظاً وَلَو شَاءَ أَن يُمضِيَهُ أَمضَاهُ مَلَأَ اللهُ قَلبَهُ يَومَ القِيَامَةِ رِضَاهُ.(4)

5. قال الصادق(علیه السلام): مَن كَظَمَ غَيظاً وَهُوَ يَقدِرُ عَلَى إِنفَاذِهِ مَلَأَ الله قَلبَهُ أَمناً وَإِيمَاناً إِلَى يَومِ القِيَامَة.(5)

6. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): أَعقَلُ النَّاسِ أَشَدُّهُم مُدَارَاةً لِلنَّاسِ

ص: 114


1- . کتاب من لایحضره الفقیه، ج4، ص15، ح4968؛ وسائل الشیعة، ج12، ص177، ح5[16006](الباب 114 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . جامع الأخبار، ص117؛ وسائل الشیعة، ج12، ص178، ح12[16013](الباب 114 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . الکافي، ج2، ص110، ح7؛ وسائل الشیعة، ج12، ص178، ح11[16012](الباب 114 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
4- . الکافي، ج2، ص110، ح6؛ وسائل الشیعة، ج12، ص177، ح8[16009](الباب 114 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
5- . مشکاة الأنوار، ص217؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص12، 4 [ح10059] (الباب 97).

وَأَحزَمُ النَّاسِ أَكظَمُهُم غَيظاً.(1)

7. عن الباقر(علیه السلام): إِنَ الله يُحِبُّ الحَيِيَّ الحَلِيمَ.(2)

8. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): إِنَ الرَّجُلَ لَيُدرِكُ بِالحِلمِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ.(3)

9. عن الباقر(علیه السلام):مَن كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ كَفَّ الله عَنهُ عَذَابَ يَومِ القِيَامَةِ.(4)

10. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مِن أَحَبِّ السَّبِيلِ إِلَى الله(عزوجل) جُرعَتَانِ: جُرعَةُ غَيظٍ تَرُدُّهَا بِحِلمٍ، وَجُرعَةُ مُصِيبَةٍ تَرُدُّهَا بِصَبرٍ.(5)

ص: 115


1- . روضة الواعظین، ج2، ص379؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص13، ح9 [10064] (الباب 97).
2- . الکافي، ج2، ص112، ح8؛ وسائل الشیعة، ج15، ص266، ح5 [20467](الباب 26 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . مستدرک الوسائل، ج11، ص291، ح18 [13058] (باب 26 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد) منقول من کتاب لب اللباب (المخطوط).
4- . الإختصاص، ص229؛ وسائل الشیعة، ج12، ص298، ح5[16351](الباب 158 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
5- . الکافي، ج2، ص110، ح9؛ وسائل الشیعة، ج12، ص176، ح4[16005](الباب 114 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

ص: 116

حسن القول والبذاءة

الفُحش قبیح ویوجب إیذاء الناس وإثارة غضبهم، وقد ورد المنع عنه فی الأدلّة الشرعیّة، وکذا ورد الأمر بحسن القول.

القرآن الکریم

1. «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسنَاً».(1) [هذا ضمن العهد الذي أخذه الله من بني إسرائیل]

2. «قَولٌ مَعرُوفٌ وَمَغفِرَةٌ [أي: غفران خطأ الفقیر] خَيرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَليمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لَا تُبطِلُوا صَدَقاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذَى».(2)

3. یقول القرآن الکریم عن أولیاء السفهاء: «وَلَا تُؤتُوا السُّفَهاءَ أَموالَكُمُ [أي: أموال السفهاء التي هي في حکم أموال الأولیاء] الَّتي جَعَلَ اللَّهُ لَكُم قِياماً وَارزُقُوهُم فيها وَاكسُوهُم وَقُولُوا لَهُم قَولاً مَعرُوفاً [أي: إذا أساء إلیکم لأخذها علی سبیل المثال، فقولوا في جوابهم قولاً حسناً

ص: 117


1- . البقرة (2)، الآیة83.
2- . البقرة (2)، الآیتان263_ 264.

وعدّوهم وعداً حسناً]».(1)

4. «وَإِذا حَضَرَ القِسمَةَ أُولُوا القُربى [أي: الأقرباء الذین لا یرثون] وَاليَتامى وَالمَسَاكِينُ فَارزُقُوهُم مِنهُ وقُولُوا لَهُم قَولاً

مَعرُوفاً [کالاعتذار منهم أو الدعاء لهم بخیر]».(2)

5. «وَلْيَخْشَ الَّذينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ [ولیتلطفوا مع أولاد وأیتام الآخرین ولیداروهم] وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَديداً [نابعاً عن الشفقة والرحمة]».(3)

6. «وَقُل لِعِبادي يَقُولُوا [لبعضهم البعض وعن بعض] الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوًّا مُبيناً».(4)

الروایات

1. عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: قُولُوا لِلنَّاسِ أَحسَنَ مَا تُحِبُّونَ أَن يُقَالَ لَكُم.(5)

ص: 118


1- . النساء (4)، الآیة5.
2- . النساء (4)، الآیة8.
3- . النساء (4)، الآیة9.
4- . الإسراء(17)، الآیة53.
5- . الکافي، ج2، ص165، ح10 ؛ وسائل الشیعة، ج16، ص341، ح3[21711](الباب 21 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف و...).

2. قال أبو عبدالله(علیه السلام): مَعَاشِرَ الشِّيعَةِ كُونُوا لَنَا زَيناً وَلَا تَكُونُوا عَلَينَا شَيناً قُولُوا لِلنَّاسِ حُسناً وَاحفَظُوا أَلسِنَتَكُم وَكُفُّوهَا عَنِ الفُضُولِ وَقَبِيحِ القَولِ.(1)

3. عن أبي عبدالله(علیه السلام): فَاتَّقُوا الله وَكُفُّوا أَلسِنَتَكُم إِلَّا مِن خَيرٍ.(2)

4. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): إِنَّ مِن أَشَرِّ عِبَادِ الله مَن تُكرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحشِهِ.(3)

5. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: إِنَّ الفُحشَ وَالبَذَاءَ وَالسَّلَاطَةَ مِنَ النِّفَاقِ.(4)

6. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: إِنَ أَبغَضَ خَلقِ الله عَبدٌ اتَّقَى النَّاسُ لِسَانَهُ.(5)

ص: 119


1- . الأمالي (للصدوق)، ص400، ح17؛ وسائل الشیعة، ج12، ص194، ح18[16063] (الباب 119 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الکافي، ج8، ص3 ،ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص196، ح4[16073](الباب 120 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . الزهد، ص9، ح16؛ وسائل الشیعة، ج16، ص33، ح8[20899](الباب 71 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
4- . الکافي، ج2، ص325 ،ح10؛ وسائل الشیعة، ج16، ص32، ح3[20894](الباب 71).
5- . الکافي، ج2، ص323 ،ح4؛ وسائل الشیعة، ج16، ص31، ح6[20888](الباب 70).

7. عن النبيّ(صلی الله علیه واله) قال: إِنَّ الله يُبغِضُ الفَاحِشَ البَذِي ء.(1)

8. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): ... مَن خَافَ النَّاسُ لِسَانَهُ فَهُوَ مِن أَهلِ النَّارِ... شَرُّ النَّاسِ مَن أَكرَمَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحشِهِ وَشَرِّه.(2)

9. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): شَرُّ النَّاسِ عِندَ الله يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُكرَمُونَ اتِّقَاءَ شَرِّهِم.(3)

ص: 120


1- . الکافي، ج2، ص325 ،ح11؛ وسائل الشیعة، ج16، ص33، ح9[20900] (الباب 71).
2- . کتاب من لایحضره الفقیه، ج4، ص352، ح5762؛ وسائل الشیعة، ج16، ص34، ح11[20902](الباب 71 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . الکافي، ج2، ص327، ح2؛ وسائل الشیعة، ج16، ص31، ح8[20890](الباب 70).

العداوة والحقد والهجر والقطع

إنّ من الصفات الرذیلة في الإنسان العداوة والحقد بالنسبة إلی الآخرین، والإسلام قد منع عنهما وذمّهما وقد یکونا منشأً للرذائل والأعمال المهلکة الأخری کالغیبة والکذب والافتراء والشماتة والسخریّة والفحش والإیذاء والظلم والحسد والبخل، ویفسدان عاقبة أمر الإنسان في الدنیا والآخرة.

القرآن الکریم

1. «وَلَا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ أَن صَدُّوكُم عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ أَن تَعتَدُوا».(1)

2. «وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلى أَلَّا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوَى».(2)

الروایات

1. عن أبي عبدالله(علیه السلام): قال: مَن زَرَعَ العَدَاوَةَ حَصَدَ مَا بَذَرَ.(3)

ص: 121


1- . المائدة (5)، الآیة2.
2- . المائدة (5)، الآیة8.
3- . الکافي، ج2، ص302، ح12؛ وسائل الشیعة، ج12، ص239، ح5 [16193] (الباب 136 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

2. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) قال: دَعِ الحَسَدَ وَالكِذبَ وَالحِقدَ فَإِنَّهُنَّ ثَلَاثَةٌ تَشِينُ الدِّينَ وَتُهلِكُ الرَّجُلُ.(1)

3. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): لَا تَقطَع رَحِمَكَ وَإِن قَطَعَتكَ.(2)

4. قال الباقر(علیه السلام): إِذَا تَنَازَعَ اثنَانِ مِن شِيعَتِنَا فَفَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ فَليَرجِعِ المَظلُومُ إِلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يَقُولَ لَهُ: يَا أَخِي أَنَا الظَّالِمُ حَتَّى يَنقَطِعَ الهِجرَانُ فِيمَا بَينَهُمَا، إِنَّ الله تَعَالَى حَكَمٌ عَدلٌ يَأخُذُ لِلمَظلُومِ مِنَ الظَّالِم.(3)

5. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): أَلا إِنَّ فِي التَّبَاغُضِ الحَالِقَةَ لَا أَعنِي حَالِقَةَ الشَّعرِ وَلَكِن حَالِقَةَ الدِّينِ.(4)

6. أبو جعفر(علیه السلام) يَقُولُ: عَظِّمُوا أَصحَابَكُم وَوَقِّرُوهُم وَلَا

ص: 122


1- . غرر الحکم، ص818، ح103؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص23، ح18 [13401] (الباب 55 من أبواب جهاد النفس من کتاب الجهاد).
2- . الکافي، ج2، ص347، ح6؛ وسائل الشیعة، ج12، ص273، ح4 [16290] (الباب 149 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . تحف العقول، ص514؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص98، ح3 [10331] (الباب 124 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ) و راجع: الکافي، ج2، ص344، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص261، ح3 [16253].
4- . الکافي، ج2، ص346، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص240، ح7[16195](الباب 136 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

يَتَهَجَّم بَعضُكُم عَلَى بَعضٍ وَلَا تَضَارُّوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَإِيَّاكُم وَ البُخلَ وَكُونُوا عِبَادَ الله المُخلِصِينَ.(1)

7. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): لَا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أَن يَهجُرَ أَخَاهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَالسَّابِقُ [للوصل وقطع الهجران] يَسبِقُ إِلَى الجَنَّةِ.(2)

8. عن أبي عبدالله(علیه السلام) أنّه قال: المُؤمِنُ هَدِيَّةُ اللهِ(عزوجل) إِلَى أَخِيهِ المُؤمِنِ فَإِن سَرَّهُ وَوَصَلَهُ فَقَد قَبِلَ مِنَ الله(عزوجل) هَدِيَّتَهُ وَإِن قَطَعَهُ وَهَجَرَهُ فَقَد رَدَّ عَلَى الله(عزوجل) هَدِيَّتَه.(3)

9. عن أبي عبدالله(علیه السلام) أنّه قال: لَا يَقبَلُ اللُه مِن مُؤمِنٍ عَمَلاً وَهُوَ مُضمِرٌ عَلَى أَخِيهِ المُؤمِنِ سُوءاً.(4)

ص: 123


1- . الکافي، ج2، ص637، ح4؛ وسائل الشیعة، ج12، ص15، ح2[15519] (من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الأمالي (للطوسيّ)، ص391، ح8 [86] (المجلس14)؛ وسائل الشیعة، ج12، ص263، ح11[16261](الباب 144 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . مستدرک الوسائل، ج12، ص399، ح20 [14411] (الباب 24 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر) المنقول من روضة الشیخ المفید.
4- . الکافي، ج2، ص361، ح8؛ وسائل الشیعة، ج12، ص299، ح2[16353](الباب 159 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

تذکرة

الف: ورد النهي عن «الشحناء» و«المشارة» و«الملاحاة» في الروایات، والمراد من الشحناء العداوة والحقد، ومن المشارة المخاصمة، ومن الملاحاة المنازعة.

ب: ورد النهي عن هجر المؤمن فوق ثلاثة أیّام في الروایات کما ورد عن الرسول الأکرم(صلی الله علیه واله) أنّه قال: «لَا هِجرَةَ فَوقَ ثَلَاث»(1)

أو «لَا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أَن يَهجُرَ أَخَاهُ فَوقَ ثَلَاثَةٍ»،(2)

الظاهر أنّ المراد من هذا الهجر هو التباعد بین المؤمنین بعد وقوع منازعة بینهم.

ج: قد ورد في عدة روایات المنع من حَجب المؤمن، منها روایة أبي حمزة عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: قُلتُ لَهُ: جُعِلتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِي مُسلِمٍ أَتَى مُسلِماً وَهُوَ فِي مَنزِلِهِ فَاستَأذَنَ عَلَيهِ فَلَم

ص: 124


1- . الکافي، ج2، ص344، ح2؛ وسائل الشیعة، ج12، ص262، ح7[16257] (الباب 144 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الأمالي (للطوسيّ)، ص391، ح8[860](المجلس14)؛ وسائل الشیعة، ج12، ص261، ح1[16251] (الباب 144 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

يَأذَن لَهُ وَلَم يَخرُج إِلَيهِ؟ قَالَ: يَا أَبَا حَمزَةَ أَيُّمَا مُسلِمٍ أَتَى مُسلِماً زَائِراً أَو طَالِبَ حَاجَةٍ وَهُوَ فِي مَنزِلِهِ فَاستَأذَنَ عَلَيهِ فَلَم يَأذَن لَهُ وَلَم يَخرُج إِلَيهِ لَم يَزَل فِي لَعنَةِ الله حَتَّى يَلتَقِيَا. قُلتُ: جُعِلتُ فِدَاكَ فِي لَعنَةِ الله حَتَّى يَلتَقِيَا؟ قَالَ: نَعَم.(1)

وفی روایة أخری عن أبي الحسن الرضا(علیه السلام) قال: المُؤمِنُ أَخُو المُؤمِنِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَنِ اتَّهَمَ أَخَاهُ، مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن غَشَّ أَخَاهُ، مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن لَم يَنصَح أَخَاهُ مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَنِ احتَجَبَ عَن أَخِيهِ، مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَنِ اغتَابَ أَخَاهُ.(2)

ص: 125


1- . مجموعة ورّام، ج2، ص163؛ وسائل الشیعة، ج12، ص229، ح1[16161](الباب 130 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . عدّة الداعي، ص187؛ وسائل الشیعة، ج12، ص231، ح5 [16165] (الباب 130 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

ص: 126

الحرص

إنّ من الصفات المذمومة الحرص، فهو سبب للمذلّة والوقوع في المعصیة.

الروایات

1. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام): الحِرصُ مِفتَاحُ التَّعَبِ وَمَطِيَّةُ النَّصَبِ وَدَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ.(1)

2. وقال(علیه السلام): الحِرصُ عَلَامَةُ الأَشقِيَاءِ.(2)

3. وقال(علیه السلام): الحِرصُ يُذِلُّ وَيُشقِي.(3)

ص: 127


1- . تحف العقول، ص90؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص61، ح13510(الباب 64 من أبواب جهاد النفس من کتاب الجهاد).
2- . غرر الحکم، ص40، ح677؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص61، ح13512(الباب 64).
3- . غرر الحکم، ص50، ح919؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص62، ح13512(الباب 64).

4. قال أبو جعفر(علیه السلام): مَثَلُ الحَرِيصِ عَلَى الدُّنيَا مَثَلُ دُودَةِ القَزِّ كُلَّمَا ازدَادَت عَلَى نَفسِهَا لَفّاً كَانَ أَبعَدَ لَهَا مِنَ الخُرُوجِ حَتَّى تَمُوتَ غَمّاً.(1)

5. قال أبو عبدالله(علیه السلام): أَغنَى الغِنَى مَن لَم يَكُن لِلحِرصِ أسِیرَاً.(2)

ص: 128


1- . الکافي، ج2، ص316، ح7؛ وسائل الشیعة، ج16، ص20، ح1[20853](الباب 64 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . الکافي، ج2، ص316، ح7؛ وسائل الشیعة، ج16، ص20، ح1[20853](الباب 64 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

الطمع

إنّ من الصفات المذمومة الأخری الطمع، وهو التوقّع من الناس فإنّه یستوجب الذلّة والحقارة.

الروایات

1. عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: بِئسَ العَبدُ عَبدٌ يَكُونُ لَهُ طَمَعٌ يَقُودُهُ.(1)

2. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) أنّه قال: خَيرُ الأُمُورِ مَا عَرِيَ عَنِ الطَّمَعِ.

3. وقال(علیه السلام): صَلَاحُ الإِيمَانِ الوَرَعُ وَفَسَادُهُ الطَّمَعُ.

4. وقال(علیه السلام): ذُلُّ الرِّجَالِ فِي المَطَامِعِ.

5. وقال(علیه السلام): وَإِيَّاكَ وَ غُرُورَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ وَخِيمُ المَرتَعِ.

6. وقال(علیه السلام): مَن لَم يُنَزِّه نَفسَهُ عَن دَنَاءَةِ المَطَامِعِ فَقَد

ص: 129


1- . الکافي، ج2، ص320، ح2؛ وسائل الشیعة، ج16، ص24، ح2[20865](الباب 67 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

أَذَلَّ نَفسَهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَذَلُّ وَ أَخزَى.(1)

7. قال الباقر(علیه السلام): اطلُب بَقَاءَ العِزِّ بِإِمَاتَةِ الطَّمَعِ.(2)

ص: 130


1- . غرر الحکم، ص355، ح27 وص416، ح7 وص372، ح41 وص446، ح62 وص644، ح1218؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص71، ح13541(الباب 67 من أبواب جهاد النفس من کتاب الجهاد).
2- . تحف العقول، ص286؛ بحارالأنوار، ج75، ص164، ح1(الباب 22 من أبواب المواعظ والحکم من کتاب الروضة).

الحیاء والوقاحة

إنّ الحیاء في الإنسان من الخصال الممدوحة، والمراد منه الحیاء عن اتیان القبیح ومن ترک طاعة الربّ ومن ارتکاب المعصیة، وإنّه حسن وممدوح عقلاً وشرعاً؛ ولکنّ الحیاء في الافعال الحسنة وطاعة الربّ وترک القبیح والمعصیة، مذموم وحماقة. وفي کلّ موضع یکون الحیاء ممدوحاً تکون الوقاحة مذمومة وممنوعة البتّة.

الروایات

1. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ وَالإِيمَانُ فِي الجَنَّةِ.(1)

2. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: لَا إِيمَانَ لِمَن لَا حَيَاءَ لَهُ.(2)

3. عن أحدهما(علیهما السلام) قال: الحَيَاءُ وَالإِيمَانُ مَقرُونَانِ فِي

ص: 131


1- . دلائل الإمامة، ص65، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص166، ح2[15970] (الباب 110 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الکافي، ج2، ص106، ح5؛ وسائل الشیعة، ج12، ص166، ح3[15971] (الباب 110).

قَرَنٍ فَإِذَا ذَهَبَ أَحَدُهُمَا تَبِعَهُ صَاحِبُهُ.(1)

4. قال أبو عبدالله(علیه السلام): رَأسُهُنَّ [المکارم] الحَيَاءُ.(2)

5. قال رسول الله(علیه السلام): رَحِمَ الله عَبداً استَحيَا مِن رَبِّهِ حَقَّ الحَيَاءِ حَفِظَ الرَّأسَ وَمَا حَوَى [العین والاُذن واللسان أو أفکاره] وَالبَطنَ وَمَا وَعَى [من الطعام والشراب] وَذَكَرَ القَبرَ وَالبِلَى [أي: بلی الجسد] وَذَكَرَ أَنَّ لَهُ فِي الآخِرَةِ مَعَادا.(3)

6. عَنِ الكَاظِمِ(علیه السلام): إِنَّ الله حَرَّمَ الجَنَّةَ عَلَى كُلِّ فَاحِشٍ بَذِيٍّ قَلِيلِ الحَيَاءِ لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَلَا مَا قِيلَ فِيه.(4)

7. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) أنّه قال: القِحةُ عُنوَانُ كُلِّ الشَّرّ.(5)

ص: 132


1- . الکافي، ج2، ص106، ح4؛ وسائل الشیعة، ج12، ص166، ح1[15969] (الباب 110).
2- . الکافي، ج2، ص56، ح1؛ وسائل الشیعة، ج15، ص183، ح4[20230](الباب الرابع من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . مشکاة الأنوار، ص234؛ مستدرک الوسائل، ج8، ص462، ح10014(الباب 93 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
4- . تحف العقول، ص394؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص33، ح10126(الباب 103).
5- . مستدرک الوسائل، ج12، ص84، ح13582(الباب 72 من أبواب جهاد النفس من کتاب الجهاد).

8. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): الحَيَاءُ حَيَاءَانِ حَيَاءُ عَقلٍ وَحَيَاءُ حُمقٍ فَحَيَاءُ العَقلِ هُوَ العِلمُ وَحَيَاءُ الحُمقِ هُوَ الجَهلُ [علی سبیل المثال الحیاء الذي یکون لدی الإنسان من القول أو الفعل القبیح فهو حیاء العقل والعلم، وأمّا الحیاء لفعل الحسن أو السؤال عن المسائل العلميّة وتعلّم أحکام الدین فهو حیاء الحمق والجهل].(1)

9. عن عليّ بن الحسين(علیهما السلام) قال: المُؤمِنُ لَا يَعمَلُ شَيئاً مِنَ الخَيرِ رِيَاءً وَلَا

يَترُكُهُ حَيَاءا.(2)

10. عن الصادق(علیه السلام): لَا تَدَعهُ [العلم]... استِحيَاءً مِنَ النَّاسِ.(3)

ص: 133


1- . الکافي، ج2، ص106، ح6؛ وسائل الشیعة، ج12، ص169، ح2[15982](الباب 111 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الکافي، ج2، ص231، ح3؛ وسائل الشیعة، ج15، ص186، ح12[20283](الباب الرابع من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . تحف العقول، ص313؛ بحارالأنوار، ج75، ص295، ح2(الباب 24 من أبواب المواعظ والحکم من کتاب الروضة).

ص: 134

سوء الظنّ والتهمة بالمؤمنین والتجسّس عن عیوبهم وزلّاتهم

قد منع الإسلام عن سوء الظنّ بالمؤمنین وتتبّع عیوبهم وزلّاتهم.

القرآن الکریم

1. «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا [عن عیوب الناس وزلّاتهم]».(1)

الروایات

1. قال أميرالمؤمنين(علیه السلام): ضَع أَمرَ أَخِيكَ عَلَى أَحسَنِهِ حَتَّى يَأتِيَكَ مَا يَغلِبُكَ مِنهُ(2) وَلَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَت مِن أَخِيكَ سُوءاً وَأَنتَ تَجِدُ لَهَا فِي الخَيرِ مَحمِلاً.(3)

ص: 135


1- . الحجرات (49)، الآیة12.
2- . في بعض الکتب وردت هذه العبارة هکذا «حتی یأتیک منه ما یغلبک» وفي تفسیر الصافي، ج5، ص53 «یأتیک ما یتطلبک منه» وفي تفسیر البرهان، ج5، ص111، ح3 [9970] «حتّی یأتیک ما یطلبک».
3- . الکافي، ج2، ص362، ح3؛ وسائل الشیعة، ج12، ص302، ح3[16361] (الباب 162 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

2. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) أنّه قال: اطرَحُوا سُوءَ الظَّنِّ بَينَكُم فَإِنَّ الله(عزوجل) نَهَى عَن ذَلِكَ.(1)

3. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: إِذَا اتَّهَمَ المُؤمِنُ أَخَاهُ انمَاثَ الإِيمَانُ فِي قَلبِهِ كَمَا يَنمَاثُ المِلحُ فِي المَاءِ.(2)

4. عن أبي الحسن الرضا(علیه السلام) قال: مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَنِ اتَّهَمَ أَخَاهُ، مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن غَشَّ أَخَاهُ، مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن لَم يَنصَح أَخَاهُ، مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَنِ احتَجَبَ عَن أَخِيهِ، مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَنِ اغتَابَ أَخَاهُ.(3)

5. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): لَا تَطلُبُوا عَورَاتِ المُؤمِنِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَثَرَاتِهِم فَإِنَّ مَنِ اتَّبَعَ عَثرَةَ أَخِيهِ اتَّبَعَ الله عَثرَتَهُ وَمَنِ اتَّبَعَ الله عَثرَتَهُ فَضَحَهُ وَلَو فِي جَوفِ بَيتِه.(4)

ص: 136


1- . الخصال، ج2، ص624، ح10؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص144، ح10501(الباب 141 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الکافي، ج2، ص361، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص302، ح1[16359](الباب 161 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . عدة الداعي، ص187؛ وسائل الشیعة، ج12، ص231، ح5[16165](الباب 130).
4- . المؤمن، ص71، ح194؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص109، ح10375(الباب 130).

النمیمة

النمیمة من الأفعال القبیحة جدّاً وورد المنع عنها بشدّة في الإسلام، وقد تصیر سبباً في إشعال الفتنة وإثارة الفوضی العارمة.

الروایات

1. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): أَ لَا أُنَبِّئُكُم بِشِرَارِكُم؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله. قَالَ: المَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، المُفَرِّقُونَ بَينَ الأَحِبَّةِ، البَاغُونَ لِلبُرَآءِ المَعَايِبَ.(1)

2. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): شِرَارُ النَّاسِ مَن يُبغِضُ المُؤمِنِينَ وَتُبغِضُهُ قُلُوبُهُم، المَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ المُفَرِّقُونَ بَينَ الأَحِبَّةِ البَاغُونَ لِلنَّاسِ العَيبَ، أُولَئِكَ لَا يَنظُرُ اللهُ إِلَيهِم [نظر رحمة] وَلَا يُزَكِّيهِم.(2)

ص: 137


1- . الکافي، ج2، ص369، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص306، ح1[16369](الباب 164 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الأمالي (للطوسيّ)، ص462، ح36 [1030] (المجلس 16)؛ وسائل الشیعة، ج12، ص18، ح8[15528] (الباب السابع من أبواب احکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

3. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: لَا يَدخُلُ الجَنَّةَ سَفَّاكُ الدَّمِ وَلَا مُدمِنُ الخَمرِ وَلَا مَشَّاءٌ بِنَمِيمَةٍ.(1)

4. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): لَا يَدخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتُ... صَاحِبُ النَّمِيمَةِ لَا يَستَرِيحُ مِن عَذَابِ الله فِي الآخِرَِة.(2)

5. عن أبي الحسن الرضا(علیه السلام) قال: حَرُمَتِ الجَنَّةُ عَلَى ثَلَاثَةٍ: النَّمَّامِ وَمُدمِنِ الخَمرِ وَالدَّيُّوثِ وَهُوَ الفَاجِرُ.(3)

6. عن أبي عبدالله الصادق(علیه السلام) قال: أَربَعَةٌ لَا يَدخُلُونَ الجَنَّةَ الكَاهِنُ وَالمُنَافِقُ وَمُدمِنُ الخَمرِ وَالقَتَّاتُ وَهُوَ النَّمَّامُ.(4)

7. عن الصادق(علیه السلام) قال: إِنَّ النَّمَّامَ شَاهِدُ زُورٍ وَشَرِيكُ

ص: 138


1- . ثواب الأعمال، ص270؛ وسائل الشیعة، ج12، ص308، ح7[16375](الباب 164 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الأمالي (للطوسيّ)، ص525، ح1[1162](المجلس 19)؛ وسائل الشیعة، ج12، ص307، ح4[16372](الباب 164 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . ثواب الأعمال، ص698؛ وسائل الشیعة، ج12، ص309، ح9[16377](الباب 164 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
4- . الأمالي (للصدوق)، ص404، ح5(المجلس 63)؛ سفینة البحار، ج8، ص333؛ وسائل الشیعة، ج12، ص309، ح11[16379](الباب 164).

إِبلِيسَ فِي الإِغرَاءِ بَينَ النَّاس.(1)

8. عن رَسُولَ الله(صلی الله علیه واله): [إِنَّهُ] نَهَى عَنِ النَّمِيمَةِ وَالاستِمَاعِ إِلَيهَا.(2)

ص: 139


1- . الأمالي (للصدوق)، ص613، ح9(المجلس 89)؛ سفینة البحار، ج8، ص333؛ وسائل الشیعة، ج12، ص309، ح10[16380](الباب 164).
2- . الأمالي (للصدوق)، ص424، ح1(المجلس 66)؛ سفینة البحار، ج8، ص333؛ وسائل الشیعة، ج12، ص282، ح13[16312](الباب 152).

ص: 140

البهتان

إنّ من الأمور التي نهی عنها الإسلام نهیاً باتّاً (کما سیأتي في الفصل الآتي) غیبة المؤمن وهي: إظهار عیب المؤمن وزلّته المستورتان مع عدم رضایته بإظهارهما والبوح بهما؛ وأسوأ منها البهتان، وهو: رمي المؤمن بعیب أو زلّةٍ کذباً وافتراءاً.

ومن الواضح أنّ اغتیاب المؤمن أو اتّهامه تستلزم انتهاک عرض المؤمن وشرفه وکرامته وایذائه وهذا ظلم عظیم علیه، ویعتبرهما العقلاء الشرفاء ظلماً أشدُّ من الظلم المالي إذ تراهم یصرفون الأموال لوقایة عرضهم وشرفهم.

القرآن الکریم

1. «وَمَن يَكسِب خَطيئَةً أَو إِثماً ثُمَّ يَرمِ بِهِ بَريئاً فَقَدِ احتَمَلَ بُهتاناً وَإِثماً مُبيناً».(1)

2. «وَالَّذينَ يُؤذُونَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبُوا فَقَدِ احتَمَلُوا بُهتاناً وَإِثماً مُبيناً».(2)

ص: 141


1- . النساء (4)، الآیة112.
2- . الأحزاب (33)، الآیة58.

الروایات

1. عَنِ النبيّ(صلی الله علیه واله): الغِيبَةُ: ذِكرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكرَهُ (ثمّ قال) اعلَم أَنَّكَ إِذَا ذَكَرتَهُ بِمَا هُوَ فِيهِ فَقَدِ اغتَبتَهُ وَإِذَا ذَكَرتَهُ بِمَا لَيسَ فِيهِ فَقَد بَهَتَّهُ.(1)

2. قال أبو عبدالله(علیه السلام): الغِيبَةُ أَن تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا سَتَرَهُ الله عَلَيهِ، وَأَمَّا الأَمرُ الظَّاهِرُ مِثلَ الحِدَّةِ وَالعَجَلَةِ فَلَا [فلا تکون غیبة محرّمة] والبُهتَانُ أَن تَقُولَ فِيهِ مَا لَيسَ فِيهِ.(2)

3. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: مَن بَهَتَ مُؤمِناً أَو مُؤمِنَةً بِمَا لَيسَ فِيهِ بَعَثَهُ الله فِي طِينَةِ خَبَالٍ حَتَّى يَخرُجَ مِمَّا قَالَ. [قال الراوي] قُلتُ: وَمَا طِينَةُ خَبَالٍ؟ قَالَ: صَدِيدٌ يَخرُجُ مِن فُرُوجِ المُومِسَاتِ.(3)

4. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: مَن قَالَ فِي مُؤمِنٍ مَا لَيسَ

ص: 142


1- . مکارم الأخلاق، ص470؛ وسائل الشیعة، ج12، ص281، ح9[16308](الباب 152 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الکافي، ج2، ص385، ح7؛ وسائل الشیعة، ج12، ص288، ح2[16325] (الباب 154 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . الکافي، ج2، ص357، ح5؛ وسائل الشیعة، ج12، ص287، ح1[16322] (الباب 153).

فِيهِ حَبَسَهُ الله فِي طِينَةِ خَبَالٍ حَتَّى يَخرُجَ مِمَّا قَالَ فِيهِ وَقَالَ: إِنَّمَا الغِيبَةُ أَن تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا هُوَ فِيهِ مِمَّا قَد سَتَرَهُ الله(عزوجل)، فَإِذَا قُلتَ فِيهِ مَا لَيسَ فِيهِ فَذَلِكَ قَولُ الله(عزوجل) فِي كِتَابِهِ: «فَقَدِ احتَمَلَ بُهتاناً وَإِثماً مُبِيناً»(1).(2)

ص: 143


1- . النساء (4)، الآیة112.
2- . المؤمن، ص70، ح191؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص127، ح2 [10455] (الباب 133 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

ص: 144

الغیبة

من الأمور التي نهی عنها الإسلام نهیاً باتّاً غیبة المؤمن، وهي (کما ذکر في بحث البهتان) إظهار عیب المؤمن أو زلّته المستورتین من الناس مع عدم رضایته بإظهاره. أمّا ذکر الأمر الظاهر فیه أو الفسق الذي یرتکبه علناً ولا یستره عن الناس فهو غیر منهيّ وغیر محرّم.(1)

القرآن الکریم

1. «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثمٌ وَلا تَجَسَّسُوا [عن بواطن البعض] وَلا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخيهِ مَيتاً [فاعلموا أنّ الغیبة في حکم ذلک] فَكَرِهتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ

ص: 145


1- . کما تجوز بحسب الأدلّة غیبة المظلوم للظالم في مظلمته، وغیبة أهل البدع، وبعض الموارد الأخری المذکورة في الکتب الفقهیّة. ولا یخفی أنّه ورد النهي عن استماع الغیبة أیضاً ومن استمع إلی غیبة المؤمن، وجب علیه إعانته وردّ الغیبة عنه عند القدرة. (المؤلّف)

[عن عصیانه] إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحيمٌ».(1)

2. «إِنَّ الَّذينَ يُحِبُّونَ أَن تَشيعَ الفاحِشَةُ فِي الَّذينَ آمَنُوا لَهُم عَذابٌ أَليمٌ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ».(2)

الروایات

1. عن النبيّ(صلی الله علیه واله) قال: الغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله وَلِمَ ذَلِكَ؟

قَالَ(صلی الله علیه واله): أَمَّا صَاحِبُ الزِّنَا فَيَتُوبُ فَيَتُوبُ الله عَلَيهِ وَأَمَّا صَاحِبُ الغِيبَةِ فَيَتُوبُ فَلَا يَتُوبُ الله عَلَيهِ حَتَّى يَكُونَ صَاحِبُهُ الَّذِي يُحِلُّهُ.(3)

2. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: مَن قَالَ فِي مُؤمِنٍ مَا رَأَتهُ عَينَاهُ وَسَمِعَتهُ أُذُنَاهُ [ممّا یستلزم من إظهاره غیبته] فَهُوَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ الله(عزوجل): «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنيا وَالآخِرَة»(4).(5)

ص: 146


1- . الحجرات (49)، الآیة12.
2- . النور (24)، الآیة19.
3- . الخصال، ج1، ص63، ح90؛ وسائل الشیعة، ج12، ص284، ح12[16317] (الباب 152 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
4- . النور (24)، الآیة19.
5- . الکافي، ج2، ص357، ح2؛ وسائل الشیعة، ج12، ص280، ح6[16305](الباب 152).

3. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): وَالله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أُعطِيَ مُؤمِنٌ قَطُّ خَيرَ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا بِحُسنِ ظَنِّهِ بِالله(عزوجل) وَالكَفِّ عَنِ اغتِيَابِ المُؤمِنِ، وَالله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يُعَذِّبُ الله(عزوجل) مُؤمِناً بِعَذَابٍ بَعدَ التَّوبَةِ وَالاستِغفَارِ إِلَّا بِسُوءِ ظَنِّهِ [بِالله(عزوجل)] وَاغتِيَابِهِ لِلمُؤمِنِينَ.(1)

ص: 147


1- . الإختصاص، ص227؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص115، ح11 [10399] (الباب 132 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

ص: 148

السخریّة والتنابز بالألقاب

ورد في الإسلام النهي عن السخریّة والتنابز بالألقاب القبیحة.

القرآن الکریم

1. «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لَا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسى أَن يَكُونُوا خَيراً مِنهُم وَلَا نِساءٌ مِن نِساءٍ عَسى أَن يَكُنَّ خَيراً مِنهُنَّ وَلا تَلمِزُوا أَنفُسَكُم وَلا تَنابَزُوا بِالأَلقابِ».(1)

ص: 149


1- . الحجرات (49)، الآیة11.

ص: 150

الإستخفاف بالمؤمن وإهانته وتحقیره وإیذاءه وتخویفه

ورد النهي والإنذار لمن یرتکب هذه الأمور (مع کونها من أقسام الظلم وهو قبیح جدّاً عقلاً وشرعاً)، کلّاً علی حدته في الأدلّة الشرعیّة؛ نذکر نماذج منها:

الروایات

1. عن رسول الله(صلی الله علیه واله): وَمَنِ استَخَفَّ بِفَقِيرٍ مُسلِمٍ فَقَدِ استَخَفَّ بِحَقِّ الله وَالله يَستَخِفُّ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ إِلَّا أَن يَتُوبَ [في الدنیا].(1)

2. وقال(صلی الله علیه واله): مَن أَكرَمَ فَقِيراً مُسلِماً لَقِيَ الله يَومَ القِيَامَةِ وَهُوَ عَنهُ رَاضٍ، أَلَا وَمَن أَكرَمَ أَخَاهُ المُسلِمَ فَإِنَّمَا يُكرِمُ

ص: 151


1- . الأمالي (للصدوق)، ص429، ح1(المجلس 66)؛ وسائل الشیعة، ج12، ص266، ح4 [16269](الباب 146 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

الله(عزوجل).(1)

3. عن رسول الله(صلی الله علیه واله) أنّه قال: مَن أَهَانَ فَقِيراً مُسلِماً مِن أَجلِ فَقرِهِ وَاستَخَفَّ بِهِ فَقَدِ

استَخَفَّ بِالله وَلَم يَزَل فِي غَضَبِ الله(عزوجل) وَسَخَطِهِ حَتَّى يُرضِيَهُ.(2)

4. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): قَالَ الله(عزوجل): مَنِ استَذَلَّ عَبدِيَ المُؤمِنَ فَقَد بَارَزَنِي بِالمُحَارَبَة.(3)

5. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: لَا تُحَقِّرُوا مُؤمِناً فَقِيراً فَإِنَّ مَن حَقَّرَ مُؤمِناً أَوِ استَخَفَّ بِهِ حَقَّرَهُ اللهُ.(4)

6. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: مَن حَقَّرَ مُؤمِناً مِسكِيناً أَو غَيرَ مِسكِينٍ لَم يَزَلِ الله(عزوجل) حَاقِراً لَهُ مَاقِتاً حَتَّى يَرجِعَ

ص: 152


1- . وسائل الشیعة، ج12، ص266، ح5[16270] (الباب 146 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ)؛ کتاب من لا یحضره الفقیه، ج4، ص13 و16، ح4968 (عَنْهُ رَاضٍ... أَلَا وَمَنْ أَكْرَمَ).
2- . ثواب الأعمال، ص283؛ وسائل الشیعة، ج12، ص268، ح10[16275](الباب 146 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . الکافي، ج2، ص354، ح11؛ وسائل الشیعة، ج12، ص270، ح3[16280](الباب 147 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
4- . ثواب الأعمال، ص250؛ وسائل الشیعة، ج12، ص267، ح8[16273](الباب 146 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

عَن مَحقَرَتِهِ إِيَّاهُ.(1)

7. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن آذَى مُؤمِناً آذَاهُ الله وَمَن أَحزَنَهُ أَحزَنَهُ اللهُ.(2)

8. عن أبي عبدالله(علیه السلام): قَالَ الله(عزوجل): لِيَأذَن بِحَربٍ مِنِّي مَن آذَى عَبدِيَ المُؤمِنَ

وَليَأمَن غَضَبِي مَن أَكرَمَ عَبدِيَ المُؤمِنَ.(3)

9. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن نَظَرَ إِلَى مُؤمِنٍ نَظرَةً لِيُخِيفَهُ بِهَا أَخَافَهُ الله(عزوجل) يَومَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ.(4)

ص: 153


1- . الکافي، ج2، ص351، ح4؛ وسائل الشیعة، ج12، ص271، ح5[16282](الباب 147 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . مستدرک الوسائل، ج9، ص100، ح7 [10341] (الباب 125) المنقول من کتاب لبّ اللباب للروانديّ (المخطوط).
3- . الکافي، ج2، ص350، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص264، ح1[16263](الباب 145 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
4- . الکافي، ج2، ص 368، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص303، ح1[16362] (الباب162 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

ص: 154

سبّ المؤمن والطعن فیه ولعنه وتعییره وتکفیره

هذه الأمور مضافاً إلی أنّها من مصادیق ظلم المؤمن وإیذائه وهما قبیحان ومحرّمان عقلاً وشرعاً، ورد النهي والتوعید علیها بعناوینها الخاصّة.

الروایات

1. قال النبيّ(صلی الله علیه واله): المُؤمِنُ حَرَامٌ كُلُّهُ عِرضُهُ وَمَالُهُ وَدَمُهُ.(1)

2. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): سِبَابُ المُؤمِنِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفرٌ وَأَكلُ لَحمِهِ [أي: غیبته] مَعصِيَةٌ لِله وَحُرمَةُ مَالِهِ كَحُرمَةِ دَمِهِ.(2)

3. عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: إِيَّاكُم وَالطَّعنَ عَلَى المُؤمِنِينَ.(3)

4. عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: مَا مِن إِنسَانٍ يَطعُنُ فِي عَينِ

ص: 155


1- . المؤمن، ص72، ح199؛ مستدرک الوسائل، ج9، ص136، ح1 [10478] (الباب 138 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . وسائل الشیعة، ج12،ص282، ح12[16311](الباب 152)؛ الزهد، ص11، ح23. باختلاف یسیرة.
3- . الکافي، ج2، ص360، ح5؛ وسائل الشیعة، ج12،ص299، ح1 [16352] (الباب 159).

مُؤمِنٍ إِلَّا مَاتَ بِشَرِّ مِيتَةٍ وَكَانَ قَمِناً أَن لَا يَرجِعَ إِلَى خَيرٍ.(1)

5. قال أبو عبدالله(علیه السلام): إِنَّ اللَّعنَةَ إِذَا خَرَجَت مِن صَاحِبِهَا تَرَدَّدَت بَينَهُ وَبَينَ الَّذِي

يُلعَنُ فَإِن وَجَدَت مَسَاغاً وَإِلَّا رَجَعَت إِلَى صَاحِبِهَا وَكَانَ أَحَقَّ بِهَا فَاحذَرُوا أَن تَلعَنُوا مُؤمِناً فَيَحِلَّ بِكُم.(2)

6. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن عَيَّرَ مُؤمِناً بِشَي ءٍ لَم يَمُت حَتَّى يَركَبَهُ.(3)

7. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: مَن أَنَّبَ مُؤمِناً أَنَّبَهُ الله(عزوجل) فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ.(4)

8. عن الصادق جعفر بن محمّد(علیهما السلام): مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن رَمَى مُؤمِناً بِكُفرٍ، وَمَن رَمَى مُؤمِناً بِكُفرٍ فَهُوَ كَقَاتِلِه.(5)

ص: 156


1- . الکافي، ج2، ص361، ح9؛ وسائل الشیعة، ج12،ص299، ح3[16354] (الباب 159).
2- . قرب الإسناد، ص10، ح31؛ وسائل الشیعة، ج12،ص299، ح1[16357] (الباب 160 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . الکافي، ج2، ص356، ح2؛ وسائل الشیعة، ج12،ص277، ح2[16296](الباب 151).
4- . الکافي، ج2، ص356، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12،ص277، ح3 [16397] (الباب 151).
5- . کنز الفوائد، ج1، ص150؛ وسائل الشیعة، ج12، ص280، ح7[21555](الباب 41 من أبواب الأمر والنهي و...من کتاب الأمر بالمعروف و...).

[الرؤیة الإسلامیّة]

الصلح والمداراة: إنّ الإسلام لا یمنع ولا ینهی بشدةٍ من أيّ ظلم وتعدٍّ وإیذاء وإضرار بالناس بعضهم بعضاً (کما ذکر في کثیر من المباحث السابقة في هذا الکتاب) فحسب، بل یقول: إنّ آحاد المجتمع بعضهم لبعض إخوة وعلیهم أن یصلحوا فیما بینهم وأن یتعاونوا في جمیع الأمور الحسنة في المادّیّات والمعنويّات.

وتارة یقول: إنّ المجتمع بمنزلة الأسرة الواحدة؛ الشیوخ والعجائز بمنزلة الأب والأمّ، والشباب بمنزلة الأخ والأخت، والأطفال بمنزلة الأولاد. بل تکون نسبة بعضهم ببعضٍ في الإحسان والرأفة والعطف والمساعدة کأعضاء البدن الواحد فإذا اشتکی عضو منه تداعی له سائر الأعضاء بالسهر والحمّی.

الإسلام یقول: علی المؤمنین أن یتحابّوا فیما بینهم وأن یهدي بعضهم الآخر، ویهتمّوا بأمورهم وینصح وینفع ویخدم ویقضي حوائج بعضهم البعض ویوصي کلّ واحد منهم الآخر

ص: 157

إلی فعل الخیر والمعروف وترک القبیح والمنکر والفساد؛ وأن یحبّ کلّ واحد منهم للآخر ما یحبّ لنفسه ویکره له ما یکره لنفسه.

الإسلام یقول: یجب علی الناس أن یکونوا صفّاً واحداً کالبنیان المرصوص في مجابهة العدوّ الظالم متّحدین بمنزلة ید واحدة، ومضافاً إلی الوحدة التي تعتبر من أعظم عوامل التقدّم والنجاح یجب أن یکون المسلمون علی أتمّ الإستعداد علی کافّة الأصعدة العلميّة والحربيّة الحدیثة إرعاباً للعدوّ.

إنّ الإسلام یقول: إنّ أفراد المجتمع متساوون قبال القانون والحقوق کأسنان المشط، والامتیازات الجاهلیّة کالعنصریّة ملغیة فیما بین الناس. نعم یکون الامتیاز (أي الامتیاز في الکرامة لا في الحقوق) بکثرة التقوی والعلم.

قد أوصی الإسلام الناس برعایة الضعفاء وحمایتهم بالعناوین والبیانات المتعدّدة.

نذکر لکلّ قسم من الأقسام المتقدّمة نموذجاً من الأدلّة الشرعیّة إن شاء الله.

ص: 158

الصلح والمداراة

الإسلام یقول: إنّ المؤمنین إخوة؛ فعلیهم بالإصلاح فیما بینهم وأن یُعین بعضهم الآخر علی تقوی الله والإحسان إلی الآخرین، بل اعتبرهم کأعضاء الأسرة الواحدة بل کأعضاء الجسد الواحد.

القرآن الکریم

1. «إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحُوا بَينَ أَخَوَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ».(1)

2. «لَا خَيرَ في كَثيرٍ مِن نَجواهُم إِلَّا [نجوی] مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعرُوفٍ أَو إِصلاحٍ بَينَ النَّاسِ وَمَن يَفعَل ذلِكَ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ فَسَوفَ نُؤتيهِ أَجراً عَظيماً».(2)

3. «وَتَعاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ [من المعاصي] إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ».(3)

ص: 159


1- . الحجرات (49)، الآیة 10.
2- . النساء (4)، الآیة114.
3- . المائدة (5)، الآیة2.

الروایات

1. عن رَسُولِ الله(صلی الله علیه واله) قال: وَمَن مَشَى فِي صُلحٍ بَينَ اثنَينِ صَلَّى عَلَيهِ مَلَائِكَةُ الله، حَتَّى يَرجِعَ وَأُعطِيَ ثَوَابَ لَيلَةِ القَدر.(1)

2. عن الإمام زین العابدين(علیه السلام) قال: وَحَقُ أَهلِ مِلَّتِكَ إِضمَارُ السَّلَامَةِ وَالرَّحمَةِ لَهُم... أَن تَكُونَ شُيُوخُهُم بِمَنزِلَةِ أَبِيكَ وَشَبَابُهُم بِمَنزِلَةِ إِخوَتِكَ وَعَجَائِزُهُم بِمَنزِلِ أُمِّكَ والصِّغَارُ مِنهُم بِمَنزِلَةِ أَولَادِك.(2)

3. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: المُؤمِنُونَ فِي تَبَارِّهِم وَتَرَاحُمِهِم وَتَعَاطُفِهِم كَمَثَلِ الجَسَدِ إِذَا اشتَكَى تَدَاعَى لَهُ سَائِرُهُ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى.(3)

ص: 160


1- . ثواب الأعمال، ص288؛ وسائل الشیعة، ج18، ص441، ح7[24006](الباب الأوّل من کتاب الصلح).
2- . کتاب من لا یحضره الفقیه، ج2، ص625، ح3214؛ وسائل الشیعة، ج15، ص179، ح1[20226] (الباب الثالث من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . المؤمن، ص39، ح92؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص424، ح10 [14506] (الباب 32 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر).

الاهتمام بأمور المسلمین

الإسلام یقول: یجب أن یکون المؤمنون بعضهم معیناً ومحبّاً وعیناً ودلیلاً للبعض الآخر، وأن یهتمّوا بأمور المسلمین وأن یکونوا نافعین وناصحین وساعین في رفع حوائجهم.

القرآن الکریم

1. «وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ [ومحبین] بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكاةَ وَيُطيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ».(1)

الروایات

1. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: المُؤمِنُ أَخُو المُؤمِنِ عَينُهُ وَدَلِيلُهُ لَا يَخُونُهُ وَلَا يَظلِمُهُ وَلَا يَغُشُّهُ وَلَا يَعِدُهُ عِدَةً فَيُخلِفَهُ.(2)

ص: 161


1- . التوبة (9)، الآیة71.
2- . الکافي، ج2، ص166، ح3؛ وسائل الشیعة، ج12، ص205، ح6[16096](الباب 122 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

2. قال أبو عبدالله(علیه السلام): المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ هُوَ عَينُهُ وَمِرآتُهُ وَدَلِيلُهُ لَا يَخُونُهُ وَلَا يَخدَعُهُ وَلَا يَظلِمُهُ وَلَا يَكذِبُهُ وَلَا يَغتَابُهُ.(1)

3. إنَّ النبيّ(صلی الله علیه واله) قال: مَن أَصبَحَ لَا يَهتَمُّ بِأُمُورِ المُسلِمِينَ فَلَيسَ مِنهُم [أي: لیس بمسلم کامل في إسلامه] وَمَن سَمِعَ رَجُلاً يُنَادِي يَا لَلمُسلِمِينَ فَلَم يُجِبهُ فَلَيسَ بِمُسلِمٍ [أي: لیس بمسلم کامل في إسلامه].(2)

4. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): الخَلقُ عِيَالُ الله فَأَحَبُّ الخَلقِ إِلَى الله مَن نَفَعَ عِيَالَ الله.(3)

5. عن أبي عبدالله(علیه السلام) يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ الله(صلی الله علیه واله) مَن أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى الله؟ قَالَ: أَنفَعُ النَّاسِ لِلنَّاسِ.(4)

ص: 162


1- . الکافي، ج2، ص166، ح5؛ وسائل الشیعة، ج12، ص204، ح4[16094](الباب 122 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الکافي، ج2، ص164، ح5؛ وسائل الشیعة، ج16، ص337، ح3[21702](الباب 18 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).
3- . الکافي، ج2، ص164، ح6؛ وسائل الشیعة، ج16، ص341، ح1[21712](الباب 22 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).
4- . الکافي، ج2، ص164، ح7؛ وسائل الشیعة، ج16، ص342، ح2[21713](الباب 22 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).

6. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): الخَلقُ كُلُّهُم عِيَالُ الله فَأَحَبُّهُم إِلَى الله(عزوجل) أَنفَعُهُم لِعِيَالِهِ.(1)

7. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): خَيرُ النَّاسِ مَنِ انتَفَعَ بِهِ النَّاس.(2)

8. عَنِ العَسكَرِيِّ(علیه السلام) أنّه قال: خَصلَتَانِ لَيسَ فَوقَهُمَا شَي ءٌ الإِيمَانُ بِالله وَنَفعُ الإِخوَانِ [المؤمنین].(3)

9. قَالَ رسول الله(صلی الله علیه واله): إِنَّ أَعظَمَ النَّاسِ مَنزِلَةً عِندَ الله يَومَ القِيَامَةِ أَمشَاهُم فِي أَرضِهِ بِالنَّصِيحَةِ لِخَلقِهِ.(4)

10. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): لِيَنصَحِ الرَّجُلُ مِنكُم أَخَاهُ كَنَصِيحَتِهِ لِنَفسِهِ.(5)

ص: 163


1- . قرب الإسناد، ص120، ح421؛ وسائل الشیعة، ج16، ص344، ح9[21720](الباب 22 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).
2- . الأمالي (للصدوق)، ص21، ح4(المجلس السادس)؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص388، ح3 [14371] (الباب 22 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).
3- . تحف العقول، ص489؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص391، ح11 [14379] (الباب 22 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).
4- . الکافي، ج2، ص208، ح5؛ وسائل الشیعة، ج16، ص389، ح5[21821](الباب 35 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).
5- . الکافي، ج2، ص208، ح4؛ وسائل الشیعة، ج16، ص382، ح4[21820](الباب 35 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).

11. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: عَلَيكُم بِالنُّصحِ لِله فِي خَلقِهِ فَلَن تَلقَاهُ بِعَمَلٍ أَفضَلَ مِنهُ.(1)

12. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: يَجِبُ لِلمُؤمِنِ عَلَى المُؤمِنِ النَّصِيحَةُ لَهُ فِي المَشهَدِ

وَالمَغِيبِ.(2)

13. عن الصادق(علیه السلام) قال: المُؤمِنُونَ خَدَمٌ بَعضُهُم لِبَعضٍ. [قال الراوي] قُلتُ: وَكَيفَ يَكُونُ خَدَمٌ بَعضُهُم لِبَعضٍ؟ قَالَ: يُفِيدُ بَعضُهُم بَعضاً.(3)

14. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ يَقضِي بَعضُهُم حَوَائِجَ بَعضٍ فَبِقضَاءِ بَعضِهِم حَوَائِجَ بَعضٍ يَقضِي الله حَوَائِجَهُم يَومَ القِيَامَةِ.(4)

15. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: مَشيُ المُسلِمِ فِي حَاجَةِ

ص: 164


1- . الکافي، ج2، ص208، ح6؛ وسائل الشیعة، ج16، ص382، ح6[21822](الباب 35 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).
2- . الکافي، ج2، ص208، ح2؛ وسائل الشیعة، ج16، ص381، ح2[21818](الباب 35 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).
3- . مصادقة الإخوان، ص48، ح1؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص427، ح2 [14518] (الباب 34 ن أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).
4- . الأمالي (للمفید)، ص150، ح8؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص403، ح9 [14425 (الباب 25 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).

أَخِيهِ المُسلِمِ خَيرٌ مِن سَبعِينَ طَوَافاً بِالبَيتِ.(1)

16. قال أبو عبدالله(علیه السلام): لَقَضَاءُ حَاجَةِ امرِئٍ مُؤمِنٍ أَحَبُّ إِلَى الله مِن عِشرِينَ حِجَّةً كُلُّ حِجَّةٍ يُنفِقُ فِيهَا صَاحِبُهَا مِائَةَ أَلفٍ.(2)

17. عن أبي الحسن الکاظم(علیه السلام): إِنَّ لِله عِبَاداً فِي الأَرضِ يَسعَونَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ هُمُ الآمِنُونَ يَومَ القِيَامَةِ وَمَن أَدخَلَ عَلَى مُؤمِنٍ سُرُوراً فَرَّحَ الله قَلبَهُ يَومَ القِيَامَةِ.(3)

18. قَالَ أبو عبدالله(علیه السلام): قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: الخَلقُ عِيَالِي فَأَحَبُّهُم إِلَيَّ أَلطَفُهُم بِهِم وَأَسعَاهُم فِي حَوَائِجِهِم.(4)

19. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قَالَ: مَن سَعَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ المُسلِمِ فَاجتَهَدَ فِيهَا فَأَجرَى الله عَلَى يَدَيهِ قَضَاءَهَا

ص: 165


1- . مصادقة الأخوان، ص66، ح1؛ وسائل الشیعة، ج16، ص365، ح7[21774] (الباب 26 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).
2- . الکافي، ج2، ص193، ح4؛ وسائل الشیعة، ج16، ص363، ح2[21769](الباب 26 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف...).
3- . الکافي، ج2، ص197، ح2؛ وسائل الشیعة، ج16، ص366، ح2[21776](الباب 27 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف و...).
4- . الکافي، ج2، ص199، ح10؛ وسائل الشیعة، ج16، ص367، ح7[21781] (الباب27).

كَتَبَ الله(عزوجل) لَهُ حِجَّةً وَعُمرَةً وَاعتِكَافَ شَهرَينِ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ وَصِيَامَهُمَا وَإِنِ اجتَهَدَ وَلَم يُجرِ الله قَضَاءَهَا عَلَى يَدَيهِ كَتَبَ الله(عزوجل) لَهُ حِجَّةً وَعُمرَةً.(1)

20. قَالَ رَسُولَ الله(صلی الله علیه واله):... وَمَشيٌ مَعَ أَخٍ مُسلِمٍ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَى الله تَعَالَى مِنِ اعتِكَافِ شَهرَينِ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ.(2)

ص: 166


1- . الکافي، ج2، ص198، ح7؛ وسائل الشیعة، ج16، ص369، ح2[21787] (الباب 28).
2- . النوادر، ص11؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص410، ح1 [14454] (الباب 28).

الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر

إنّ من الأوامر والفرائض المهمّة الاجتماعیّة في الإسلام التي تکون سبباً لسعادة الناس ولجلب الخیر لهم في الدنیا والآخرة وبها تقام سائر الفرائض والقوانین الإلهیّة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر.

الإسلام یقول: علی الناس أن یأمر بعضهم الآخر بأعمال الخیر والمعروف ویتناهوا عن المنکر والقبائح.(1)

ص: 167


1- . ینبغي الالتفات إلی أنّه قد ذکر الفقهاء شرائط لوجوب الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر مذکورة في الکتب الفقهیّة تفصیلاً ومجملها هذه: الف: أن یکون الآمر والناهي عالمَین بالمعروف والمنکر. وفي الأحکام الاختلافیّة لا یجب علی المکلّف أن یأمر غیره وفقاً لنظره أو مقلّده ولا أن ینهاه. ب: احتمال التأثیر في الطرف المقابل مع الأمر والنهي. ج: لا یخاف المفسدة؛ کالخوف من الضرر البدني أو العرفي أو المالي المعتنی به علی نفسه أو علی غیره من الأقرباء أو سائر المؤمنین (نعم اذا توقّف الدفاع عن بیضة الإسلام وأساسه أو عن المجتمع الإسلاميّ علی بذل الأموال بل علی بذل النفوس فإنّه یجب علی المسلمین الدفاع عن الإسلام والمجتمع ببذل أموالهم وأنفسهم). د: عدم إصرار العاصي علی ترک الواجب أو فعل الحرام. وهناک مراتب للأمر والنهي وإنکار المعصیة أیضاً وقد قال بوجوب رعایة الترتیب بینها المشهور من الفقهاء: الف: الإنکار بالقلب وهو أن یظهر انزجاره القلبيّ من ترک الواجب أو فعل الحرام بغیر اللسان والید (کانقباض الوجه أو قطع الارتباط معه) عسی أن یترک العاصی معصیته. ب: الإنکار باللسان ج: الإنکار بالید ولکلّ هذه المراتب الثلاثة درجات، وقد ذکر الفقهاء إذا أمکن المنع عن المعصیة بالدرجات الدانیة لا یبقی مجال للدرجة العالیة. وقال بعض الأعاظم: إنّ من أفضل أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر وأحکمها وأشرفها للآمر والناهي هو لبس رداء المعروف ونزع رداء المنکر من نفسه، حتّی یدعو بذلک الناس في المجتمع إلی فعل المعروف وترک المنکر بأعماله وأخلاقه الحسنة وفي الحدیث الشریف: قَالَ الصادق(علیه السلام): كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ لِيَرَوْا مِنْكُمُ الْوَرَعَ وَالِاجْتِهَادَ وَالصَّلَاةَ وَالْخَيْرَ فَإِنَّ ذَلِكَ دَاعِيَةٌ. الکافي، ج2، ص78، ح14؛ وسائل الشیعة، ج1، ص76، ح2[171](الباب 16 من أبواب مقدّمات العبادات).

ذکرنا في الفصل السابق آیة تشیر إلی هذا البحث علی سبیل المثال.

ص: 168

القرآن الکریم

1. «وَلتَكُن مِنكُم أُمَّةٌ [مستعدّة بشکل تامّ] يَدعُونَ إِلَى الخَيرِ [الدین] وَيَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ».(1)

2. «مِن أَهلِ الكِتابِ [من آمن بمحمّد(صلی الله علیه واله)] أُمَّةٌ قائِمَةٌ [علی الحقّ وأداء الأوامر والنواهي الإلهيّة] يَتلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيلِ وَهُم يَسجُدُونَ* يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَيَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَأُولئِكَ

مِنَ الصَّالِحينَ».(2)

3. «لَو لا يَنهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحبارُ عَن قَولِهِمُ الإِثمَ وَأَكلِهِمُ السُّحتَ لَبِئسَ مَا كانُوا يَصنَعُونَ».(3)

4. «وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ [أي: ینصر دینه] إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ * [الناصرون لدین الله أو المأذونون بالقتال الذین ذکروا في الآیة السابقة] الَّذينَ إِن مَكَّنَّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ [مع حدودها وشرائطها] وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا

ص: 169


1- . آل عمران (3)، الآیة104.
2- . آل عمران (3)، الآیتان113_ 114.
3- . المائدة (5)، الآیة63.

[الناس] بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ».(1)

الروایات

1. عن أبي جعفر و أبي عبدالله(علیهما السلام) قالا: وَيلٌ لِقَومٍ لَا يَدِينُونَ الله بِالأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ.(2)

2. قال أبو جعفر(علیه السلام): بِئسَ القَومُ قَومٌ يَعِيبُونَ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ.(3)

3. رسول الله(صلی الله علیه واله): إِذَا أُمَّتِي تَوَاكَلَتِ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ فَليَأذَنُوا

بِوِقَاعٍ مِنَ الله تَعَالَى.(4)

4. قال النبيّ(صلی الله علیه واله): إِنَّ الله يُبغِضُ المُؤمِنَ الضَّعِيفَ الَّذِي لَا زَبرَ لَهُ. وَقَالَ: هُوَ الَّذِي لَا يَنهَى عَنِ المُنكَرِ.(5)

5. قال النبيّ(صلی الله علیه واله): لَا يَحِلُّ لِعَينٍ مُؤمِنَةٍ تَرَى الله يُعصَى

ص: 170


1- . الحجّ (22)، الآیتان40 _ 41.
2- . الکافي، ج5، ص56، ح4؛ وسائل الشیعة، ج16، ص117، ح1[21127](الباب الأوّل من أبواب الأمر والنهی و...من کتاب الأمر بالمعروف و...).
3- . الکافي، ج5، ص57، ح5؛ وسائل الشیعة، ج16، ص117، ح2[21128](الباب الأوّل).
4- . الکافي، ج5، ص59، ح13؛ وسائل الشیعة، ج16، ص118، ح5[21131](الباب الأوّل).
5- . معاني الأخبار، ص344، ح1؛ وسائل الشیعة، ج16، ص125، ح23[21149] (الباب الأوّل من باب وجوبهما و تحریم ترکهما... من کتاب أبواب الأمر والنهي...).

فَتَطرِفَ حَتَّى تُغَيِّرَهُ.(1)

6. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): لَتَأمُرُنَّ بِالمَعرُوفِ وَلَتَنهُنَّ عَنِ المُنكَرِ أَو لَيَعُمَّنَكُم عَذَابُ الله.(2)

7. عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: إِنَّ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ سَبِيلُ الأَنبِيَاءِ وَمِنهَاجُ الصُّلَحَاءِ فَرِيضَةٌ عَظِيمَةٌ بِهَا تُقَامُ الفَرَائِضُ وَتَأمَنُ المَذَاهِبُ وَتَحِلُّ المَكَاسِبُ وَتُرَدُّ المَظَالِمُ وَتُعمَرُ الأَرضُ وَيُنتَصَفُ مِنَ الأَعدَاءِ وَيَستَقِيمُ الأَمرُ فَأَنكِرُوا بِقُلُوبِكُم [الأعمال القبیحة] وَالفِظُوا بِأَلسِنَتِكُم وَصُكُّوا بِهَا جِبَاهَهُم وَلَا تَخَافُوا فِي الله لَومَةَ لَائِمٍ فَإِنِ اتَّعَظُوا وَإِلَى الحَقِّ رَجَعُوا فَلَا سَبِيلَ عَلَيهِم «إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظلِمُونَ النَّاسَ وَيَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ»(3)

ص: 171


1- . الأمالي (للطوسيّ)، ص55، ح44[75](المجلس الثاني)؛ وسائل الشیعة، ج16، ص126، ح25[21151](الباب الأوّل من أبواب الأمر والنهي و... من کتاب الأمر بالمعروف و...).
2- . التفسیر المنسوب إلی الإمام الحسن العسکريّ(علیه السلام)، ص480، ح307؛ وسائل الشیعة، ج16، ص135، ح12[21173](الباب الثالث من باب وجوبهما و تحریم ترکهما... من کتاب أبواب الأمر والنهي...).
3- . الشوری (42)، الآیة42.

هُنَالِكَ فَجَاهِدُوهُم بِأَبدَانِكُم وَأَبغِضُوهُم بِقُلُوبِكُم غَيرَ طَالِبِينَ سُلطَاناً وَلَا بَاغِينَ مَالاً وَلَا مُرِيدِينَ بِظُلمٍ ظَفَراً حَتَّى يَفِيئُوا إِلَى أَمرِ الله وَيَمضُوا عَلَى طَاعَتِهِ.(1)

8. عن النبيّ(صلی الله علیه واله) أنّه قال: لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيرٍ مَا أَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ، فَإِذَا لَم يَفعَلُوا ذَلِكَ نُزِعَت مِنهُمُ البَرَكَاتُ وَسُلِّطَ بَعضُهُم عَلَى بَعضٍ وَلَم يَكُن لَهُم نَاصِرٌ فِي الأَرضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ.(2)

9. عن أمیر المؤمنین(علیه السلام): لَا تَترُكُوا الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيكُم أَشرَارُكُم ثُمَّ تَدعُونَ فَلَا يُستَجَابُ لَكُم.(3)

10. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله(صلی الله علیه واله) فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي لَا تَدفَعُ يَدَ لَامِسٍ. فَقَالَ: فَاحبِسهَا [في البیت]. قَالَ: قَد فَعَلتُ [ولم أستطع منها]. قَالَ: فَامنَع مَن يَدخُلُ عَلَيهَا. قَالَ: قَد فَعَلتُ قَالَ: قَيِّدهَا

ص: 172


1- . الکافي، ج5، ص56، ح1؛ وسائل الشیعة، ج16، ص119، ح6[21132](الباب الأوّل من أبواب الأمر والنهي و... من کتاب الأمر بالمعروف و...).
2- . مشکاة الأنوار، ص51؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص182، ح13828(الباب الأوّل).
3- . نهج البلاغة، الرسالة47، ص422.

فَإِنَّكَ لَا تَبَرُّهَا بِشَي ءٍ أَفضَلَ مِن أَن تَمنَعَهَا مِن مَحَارِمِ الله عَزَّ وَجَلَّ.(1)

أیّها القرّاء الکرام التفتوا جیداً؛ یُفهم من هذا الحدیث الشریف جیّداً أنّ أفضل ما یمکن تقدیمه للمجتمع هو أن یزجر الفرد ذلک المجتمع وینهاه عن المنکرات والمعاصي فیکون بذلک قد أنجاه من الهلاکة والشقاوة في الدنیا والآخرة.

ص: 173


1- . کتاب من لا یحضره الفقیه، ج4، ص72، ح5140؛ وسائل الشیعة، ج28، ص150، ح1 [34442] (الباب 48 من أبواب حدّ الزنا من کتاب الحدود والتعزیرات).

ص: 174

طلب الخیر للناس

الإسلام یقول: علی کلّ فرد في المجتمع أن یحبّ للناس ما یحبّه لنفسه، وأن یکره لهم ما یکره لنفسه.

الروایات

1. روي عن النبيّ(صلی الله علیه واله) أنّه قال: مَن سَرَّهُ أَن يُزَحزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدخُلَ الجَنَّةَ فَلتَأتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُو يَشهَدُ أن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأنَّ مُحمَّداً(صلی الله علیه واله) رَسُولُ الله ويُحِبُّ أن يَأتِيَ إِلَى النّاسِ مَا يُحِبُّ أن يُؤتِيَ إلَيهِ.(1)

2. [من حقوق المسلم علی أخیه] قال(صلی الله علیه واله): وَيُحِبُّ لَهُ مِنَ الخَيرِ مَا يُحِبُّ لِنَفسِهِ وَيَكرَهُ لَهُ مِنَ الشَّرِّ مَا يَكرَهُ لِنَفسِهِ.(2)

3. قال الإمام زین العابدین(علیه السلام): وَحَقُ أَهلِ مِلَّتِكَ

ص: 175


1- . مجمع البیان في تفسیر القرآن، ج3، ص21.
2- . کنز الفوائد، ج1، ص306؛ وسائل الشیعة، ج12، ص213، ح24[16114](الباب 122 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

إِضمَارُ السَّلَامَةِ وَالرَّحمَةِ لَهُم ... وَتُحِبَّ لَهُم مَا تُحِبُّ لِنَفسِكَ وَتَكرَهَ لَهُم مَا تَكرَهُ لِنَفسِكَ.(1)

4. عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر(علیهما السلام) أنّه قال: أَحِبَّ أَخَاكَ المُسلِمَ وَأَحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفسِكَ وَاكرَه لَهُ مَا تَكرَهُ لِنَفسِكَ.(2)

5. عن أبي عبدالله(علیه السلام): أُوصِيكَ بِتَقوَى الله وَبِرِّ أَخِيكَ المُسلِمِ وَأَحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفسِكَ وَاكرَه لَهُ مَا تَكرَهُ لِنَفسِكَ.(3)

ص: 176


1- . کتاب من لا یحضره الفقیه، ج2، ص625، ح3214؛ وسائل الشیعة، ج15، ص179، ح1[20226] (الباب الثالث من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . الأمالي (للصدوق)، ص323، ح12(المجلس 52)؛ وسائل الشیعة، ج12، ص210، ح19[16109] (الباب 122 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
3- . الأمالي (للطوسيّ)، ص97، ح2[147](المجلس الرابع)؛ وسائل الشیعة، ج12، ص211، ح22[16112] (الباب 122 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

الاتّحاد أمام الأعداء

الإسلام یقول: علی الناس في مجابهة العدوّ الظالم أن یکونوا صفّاً کالبنیان المرصوص وأن یتّحدوا بمنزلة ید واحدة وأن یدافعوا عن دینهم وحقوقهم؛ ومضافاً إلی حفظ الوحدة التي هي أهمّ عامل للتقدّم والنجاح أمام العدوّ، علی المسلمین تطویر معدّاتهم العلميّة والحربیّة الحدیثة في کلّ عصر کي یرعبوا أعداءهم حتّی من لم یتبیّن عداءه لهم بعد.

القرآن الکریم

1. «وَأَطيعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ وَلَا تَنازَعُوا [في الأمور] فَتَفشَلُوا وَتَذهَبَ ريحُكُم [بل اتّحدوا مع بعض أمام العدوّ] وَاصبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرينَ [فیحفظهم من عدوّهم وینصرهم]».(1)

2. «فَمَنِ اعتَدى عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدَى عَلَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ وَ اعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقينِ».(2)

ص: 177


1- . الأنفال (8)، الآیة46.
2- . البقرة (2)، الآیة194.

3. «وَقاتِلُوا فِي سَبيلِ اللَّهِ الَّذينَ يُقاتِلُونَكُم وَلَا تَعتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ المُعتَدِينَ».(1)

4. «[أيّها المؤمنون] وَأَعِدُّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دُونِهِم لَا تَعلَمُونَهُمُ [ولا تعرفونهم] اللَّهُ يَعلَمُهُم [ویعرفهم] وَما تُنفِقُوا مِن شَي ءٍ في سَبيلِ اللَّهِ [لمجابهة العدوّ] يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لا تُظلَمُونَ».(2)

5. «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقاتِلُونَ في سَبيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيانٌ مَرصُوصٌ».(3)

الروایات

1. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ تَتَكَافَى دِمَاؤُهُم وَهُم يَدٌ عَلَى مَن سِوَاهُم.(4)

ص: 178


1- . البقرة (2)، الآیة190.
2- . الأنفال (8)، الآیة60.
3- . الصفّ (61)،الآیة4.
4- . الوافي، ج2، ص100، ح2(552)؛ الأمالي (للمفید)، ص187، ح13 (المجلس 23)؛ بحارالأنوار، ج47، ص365، ح82(الباب 11 من أبواب تاریخ الإمام الهمام مظهر الحقائق... من کتاب تاریخ عليّ بن الحسین ومحمّد بن عليّ(علیهم السلام)...).

2. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام): فَالجُنُودُ بِإِذنِ اللهِ حُصُونُ الرَّعِيَّةِ وَزَينُ الوُلَاةِ وَعِزُّ الدِّينِ وَسُبُلُ الأَمنِ وَلَيسَ تَقُومُ الرَّعِيَّةُ إِلَّا بِهِم.(1)

3. عن جعفر عن أَبِيهِ(علیهما السلام) قال: إِنَّ اللهَ لَيَمقُتُ العَبدَ يُدخَلُ عَلَيهِ فِي بَيتِهِ فَلَا يُقَاتِلُ.(2)

ص: 179


1- . نهج البلاغة، الرسالة53، ص432.
2- . تهذیب الأحکام، ج6، ص157، ح3؛ وسائل الشیعة، ج15، ص119، ح2[20111] (الباب 46 من أبواب جهاد العدوّ وما یناسبه من کتاب الجهاد).

ص: 180

التفوّق بالتقوی والإیمان والعلم

الإسلام یقول: الامتیازات والمفاخر الجاهلیّة کالعنصریّة ملغیّة فیما بین الناس؛ بل إنّ الامتیاز بالإیمان والتقوی والعلم وهو امتیاز من حیث الکرامة لا من حیث الحقوق وفي قبال القانون.

القرآن الکریم

1. «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثى وَجَعَلناكُم شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقاكُم إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ».(1)

2. «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامينَ بِالقِسطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَو عَلى أَنفُسِكُم أَوِ الوالِدَينِ وَالأَقرَبينَ إِن يَكُن [من تَشهدون علیه أو تشهدون له] غَنِيًّا أَو فَقيراً فَاللَّهُ أَولى بِهِما [من جمیع الناس] فَلَا تَتَّبِعُوا الهَوى أَن تَعدِلُوا وَإِن تَلوُوا [ألسنتکم في أداء الشهادة] أَو تُعرِضُوا [عن الحقّ أو عن

ص: 181


1- . الحجرات (49)، الآیة13.

الشهادة أو أدائها] فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِما تَعمَلُونَ خَبيراً».(1)

3. «قُل هَل يَستَوِي الَّذينَ يَعلَمُونَ وَالَّذينَ لَا يَعلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلبابِ».(2)

4. «أَ فَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً لَا يَستَوُونَ».(3)

الروایات

1. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): إِنَّ الله قَد أَذهَبَ بِالإِسلَامِ نَخوَةَ الجَاهِلِيَّةِ وَتَفَاخُرَهَا بِآبَائِهَا أَلَا إِنَّ النَّاسَ مِن آدَمَ وَآدَمَ مِن تُرَابٍ وَأَكرَمَهُم عِندَ الله أَتقَاهُم.(4)

2. عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: لَمَّا كَانَ يَومُ فَتحِ مَكَّةَ قَامَ رَسُولُ الله(صلی الله علیه واله) فِي النَّاسِ خَطِيباً فَحَمِدَ الله وَأَثنَى عَلَيهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ لِيُبلِغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ أَنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَد أَذهَبَ عَنكُم نَخوَةَ الجَاهِلِيَّةِ وَالتَّفَاخُرَ بِآبَائِهَا

ص: 182


1- . النساء (4)، الایة135.
2- . الزمر (39)، الآیة9.
3- . السجدة (32)، الآیة9.
4- . کتاب من لا یحضره الفقیه، ج4، ص357 وص363، ح5762؛ وسائل الشیعة، ج16، ص43، ح6[20929] (الباب 75 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

وَعَشَائِرِهَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُم مِن آدَمَ وَآدَمُ مِن طِينٍ أَلَا وَإِنَّ خَيرَكُم عِندَ الله وَأَكرَمَكُم عَلَيهِ أَتقَاكُم وَأَطوَعُكُم لَهُ.(1)

3. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): إِنَّ النَّاسَ مِن عَهدِ آدَمَ إِلَى يَومِنَا هَذَا مِثلُ أَسنَانِ المِشطِ لَا فَضلَ لِلعَرَبِيِّ عَلَى العَجَمِيِّ وَلَا لِلأَحمَرِ عَلَى الأَسوَدِ إِلَّا بِالتَّقوَى.(2)

ص: 183


1- . الزهد، ص56، ح150؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص89، ح4 [13596] (الباب 75 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . الإختصاص، ص341، ح64؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص89، ح6 [13598] (الباب 75 من أبواب جهاد النفس من کتاب الجهاد).

ص: 184

الإنفاق

أوصی الإسلام الناس بحمایة الضعفاء ورعایتهم بتأکیدات کثیرة وبالعناوین والبیانات المتعدّدة. الإسلام ولأجل رعاية الضعفاء والمساکین قد شرّع وجوب الإنفاق بعناوین وشرائط خاصّة مذکورة في الکتب الفقهیّة بالتفصیل، کزکاة المال وزکاة البدن والخمس والکفّارات وأداء النذور، ومضافاً إلی ذلک أوصاهم ورغّبهم وحرّضهم بشدّة إلی أنواع الإحسان والإنفاق ورفع حوائج الضعفاء والمحتاجین؛ وإنّ أصحاب الشریعة المقدّسة (أي النبيّ الأکرم(صلی الله علیه واله) وأئمّة الهدی(علیهم السلام)) کانوا السبّاقین إلی هذا الأمر حیث أصبحوا قدوة کاملة.

القرآن الکریم

1. «لَيسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ(1)

ص: 185


1- . بحارالأنوار، ج81، ص45 (الباب العاشر من أبواب مکان المصلّي من کتاب الصلاة): قیل الخطاب لأهل الکتاب فإنّهم أكثروا الخوض في أمر القبلة حين حولت و ادعى كلّ طائفة أن البرّ هو التوجّه إلى قبلته فردّ الله عليهم وقال: ليس البرّ ما أنتم عليه.

ولكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المالَ عَلى حُبِّهِ [محبّةً لله عزّ وجلّ] ذَوِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينَ [الذین لا یسألون الناس] وَابنَ السَّبيلِ وَالسَّائِلينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرينَ فِي البَأساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحينَ البَأسِ أُولئِكَ الَّذينَ صَدَقُوا [في إتّباع الحقّ] وَأُولئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ».(1)

2. «الَّذينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ [للمحتاجین] سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ [یوم القیامة]».(2)

3. یقول الله تعالی في أوّل سورة البقرة في وصف المتّقین: «الَّذينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ وَيُقيمُونَ الصَّلاةَ [مع شرائطها] وَمِمَّا رَزَقناهُم [کالعلم والقدرة والمقام والمال] يُنفِقُونَ [علی المحتاجین]* وَالَّذينَ يُؤمِنُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَما أُنزِلَ

ص: 186


1- . البقرة (2)، الآیة 177.
2- . البقرة (2)، الآیة274. ورد في الكافي، ج 3، ص499 (باب فرض الزکاة وما یجب في المال...) وتفسیر العیّاشي، ج1، ص151، عن الإمام الصادق(علیه السلام) في تفسیر هذه الآیة، أنّه قال: «إنّها لیست من الزکاة» أي إنّه لیس المراد من الإنفاق في هذه الآیة الزکاة الواجبة، بل المراد الإنفاق المستحبّ. (المؤلّف)

مِن قَبلِكَ [علی سائر الأنبیاء] وَبِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ * أُولئِكَ عَلى هُدىً مِن رَبِّهِم وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ».(1)

4. «وَاعبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَبِالوالِدَينِ إِحساناً وَبِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَالجارِ ذِي القُربى وَالجارِ الجُنُبِ [أو الجار من الأرحام وغیر الأرحام] وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وابنِ السَّبيلِ وَما مَلَكَت أَيمانُكُم [من العبید] إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُختالاً فَخُوراً [فإنّ التکبّر والإختیال مانعان عن الإحسان والإعتناء بالناس]* الَّذينَ يَبخَلُونَ وَيَأمُرُونَ النَّاسَ بِالبُخلِ وَيَكتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَأَعتَدنا لِلكافِرينَ عَذاباً مُهيناً». (2)

5. «وَسارِعُوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ* الَّذينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكاظِمينَ الغَيظَ وَالعافينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحسِنينَ».(3)

6. «مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ

ص: 187


1- . البقرة (2)، الآیات2_ 5.
2- . النساء (4)، الآیتان36_37.
3- . آل عمران (3)، الآیتان133 _ 134.

أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ [کثیر العطاء] عَليمٌ* الَّذينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتبِعُونَ ما أَنفَقُوا مَنًّا [علی من أنفقوا علیه] وَلا أَذىً لَهُم أَجرُهُم عِندَ

رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنُونَ [في یوم القیامة]* قَولٌ مَعرُوفٌ [للمحتاج] وَمَغفِرَةٌ خَيرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتبَعُها أَذىً [علی من أنفقوا علیه] وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَليمٌ».(1)

7. «إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيماناً وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ* الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقناهُم يُنفِقُونَ* أُولئِكَ هُمُ المُؤمِنُونَ حَقًّا لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ».(2)

8. «إِنَّ الَّذينَ يَتلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرجُونَ تِجارَةً لَن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُم أُجُورَهُم وَيَزيدَهُم مِن فَضلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ».(3)

9. «إِنَّ المُتَّقينَ في جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [یوم القیامة]* آخِذينَ ما

ص: 188


1- . البقرة (2)، الآیات261_263.
2- . الأنفال (8)، الآیات2_4.
3- . فاطر (35)، الآیتان29 _ 30.

آتاهُم رَبُّهُم [من النِعَم] إِنَّهُم كانُوا قَبلَ ذلِكَ مُحسِنينَ* كانُوا [في الدنیا] قَليلاً مِنَ اللَّيلِ ما يَهجَعُونَ [قلّما ینامون لیلة من دون عبادة أو قلّما ینامون في اللیل]* وَبِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرُونَ* وَفِي أَموالِهِم حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالمَحرُومِ».(1)

10. «كُلُّ نَفسٍ بِمَا كَسَبَت رَهينَةٌ* إِلَّا أَصحابَ اليَمينِ [فإنّهم غیر مرهونین بسبب أعمالهم الصالحة وإنّهم في الآخرة]* في جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ* عَنِ المُجرِمينَ* ما سَلَكَكُم في سَقَرَ* قالُوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ [لم نک من أتباع الأئمّة المعصومین(علیهم السلام)]* وَ لَم نَكُ نُطعِمُ المِسكينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضينَ* وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَومِ الدِّينِ* حَتَّى أَتانَا اليَقينُ».(2)

11. «فَأَمَّا الإِنسانُ إِذا مَا ابتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكرَمَهُ وَنَعَّمَهُ [یغترّ بنفسه ویری نفسه مستحقّاً للإکرام] فَيَقُولُ رَبِّي أَكرَمَنِ* وَأَمَّا إِذا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُ [فلا یرضی تقدیر ربّه ویشتکي] فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ* كَلاَّ بَل [هذه السعة والقتر للإمتحان وإنّکم] لَا تُكرِمُونَ اليَتيمَ* وَلَا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ المِسكينِ* وَتَأكُلُونَ التُّراثَ أَكلاً لَمّاً [تأکلون

ص: 189


1- . الذاریات (51)، الآیات15_19.
2- . المدّثّر (74)، الآیات38_47.

الحلال والحرام ونصیبکم ونصیب الآخرین]* وَتُحِبُّونَ المالَ حُبًّا جَمًّا* كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الأَرضُ دَكّاً دَكّاً* وَجاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفّاً صَفّاً* وَجي ءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَومَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكرى* یًقُولُ يا لَيتَني قَدَّمتُ [من الإنفاق وسائر الأعمال الحسنة] لِحَياتي [لحیاة الآخرة التي لا انقطاع لها]».(1)

12. «أَ لَم نَجعَل لَهُ عَينَينِ* وَلِساناً وَشَفَتَينِ* وَهَدَيناهُ النَّجدَينِ* فَلَا اقتَحَمَ العَقَبَةَ [عقبة التکلیف]* وَما أَدراكَ مَا العَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ [من العبوديّة]* أَو إِطعامٌ في يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ* يَتيماً ذا مَقرَبَةٍ*أَو مِسكيناً ذا مَترَبَةٍ* ثُمَّ [بعد أن عقّ العبید وأطعم الیتیم والمسکین] كانَ مِنَ الَّذينَ آمَنُوا وَتَواصَوا بِالصَّبرِ وَتَواصَوا بِالمَرحَمَةِ* أُولئِكَ أَصحابُ المَيمَنَةِ [یوم القیامة]».(2)

13. «أَ رَأَيتَ الَّذي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذلِكَ الَّذي يَدُعُّ اليَتيمَ* وَلَا يَحُضُّ عَلى طَعامِ المِسكينِ».(3)

ص: 190


1- . الفجر (89)، الآیات15_ 24.
2- . البلد (90)، الآیات8_ 18.
3- . الماعون (107)، الآیات1_3.

الروایات

1. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَا آمَنَ بِي مَن بَاتَ شَبعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ. قَالَ: وَمَا مِن أَهلِ قَريَةٍ يَبِيتُ فِيهِم جَائِعٌ يَنظُرُ الله إِلَيهِم يَومَ القِيَامَةِ [نظر رحمة].(1)

2. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: مِن أَحَبِّ الأَعمَالِ إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِدخَالُ السُّرُورِ عَلَى المُؤمِنِ، إِشبَاعُ جَوعَتِهِ أَو تَنفِيسُ كُربَتِهِ أَو قَضَاءُ دَينِهِ.(2)

3. عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: مِن حَقِّ المُؤمِنِ عَلَى أَخِيهِ المُؤمِنِ أَن يُشبِعَ جَوعَتَهُ وَيُوَارِيَ عَورَتَهُ وَيُفَرِّجَ عَنهُ كُربَتَهُ وَيَقضِيَ دَينَهُ فَإِذَا مَاتَ خَلَفَهُ [في الکفالة وإدارة أمورهم] فِي أَهلِهِ وَوُلدِهِ.(3)

4. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: مِن حَقِّ المُؤمِنِ عَلَى المُؤمِنِ المَوَدَّةُ لَهُ فِي صَدرِهِ وَالمُوَاسَاةُ لَهُ فِي مَالِهِ

ص: 191


1- . الکافي، ج2، ص668، ح14؛ وسائل الشیعة، ج12، ص130، ح1[15849](الباب 88 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الکافي، ج2، ص192، ح16؛ وسائل الشیعة، ج16، ص350، ح6[21738] (الباب 24 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف و...).
3- . الکافي، ج2، ص169، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص204، ح5[16095](الباب 122 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).

وَالخَلَفُ لَهُ فِي أَهلِهِ وَالنُّصرَةُ لَهُ عَلَى مَن ظَلَمَهُ.(1)

5. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَا مَحَقَ الإِسلَامَ مَحقَ الشُّحِّ [البخل المقرون بالحرص] شَي ء.(2)

6. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: أَيُّمَا مُؤمِنٍ حَبَسَ مُؤمِناً عَن مَالِهِ وَهُوَ مُحتَاجٌ إِلَيهِ لَم يُذِقهُ الله مِن طَعَامِ الجَنَّةِ وَلَا يَشرَبُ مِنَ الرَّحِيقِ المَختُومِ [وهو شراب في الجنّة موضوع

في کؤوس مغطاة بالمشک].(3)

7. قال أبو عبدالله(علیه السلام): مَن كَانَت لَهُ دَارٌ [زائدة علی احتیاجه] فَاحتَاجَ مُؤمِنٌ إِلَى سُكنَاهَا فَمَنَعَهُ إِيَّاهَا [ولم یعطه عاریة أو یؤجره] قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: مَلَائِكَتِي أَ بَخِلَ عَبدِي عَلَى عَبدِي بِسُكنَى الدُّنيَا؛ وَعِزَّتِي لَا يَسكُنُ جِنَانِي أَبَداً.(4)

ص: 192


1- . الکافي، ج2، ص171، ح7؛ وسائل الشیعة، ج12، ص207، ح10[16100](الباب 122 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الکافي، ج4، ص45، ح5؛ وسائل الشیعة، ج9، ص37، ح6[11463](الباب الخامس من أبواب ما تجب فیه الزکاة وما تستحبّ فیه من کتاب الزکاة).
3- . ثواب الأعمال، ص240؛ وسائل الشیعة، ج16، ص389، ح6[21841](الباب 39 من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف و...).
4- . الکافي، ج2، ص367، ح3؛ وسائل الشیعة، ج16، ص389، ح3[21838] (الباب 39).

8. قال أبو عبدالله(علیه السلام): إِنَّمَا أَعطَاكُمُ الله هَذِهِ الفُضُولَ مِنَ الأَموَالِ لِتُوَجِّهُوهَا حَيثُ وَجَّهَهَا الله [أي ما أمر الله بصرفه فیها] وَلَم يُعطِكُمُوهَا لِتَكنِزُوهَا.(1)

9. قال أبو عبدالله(علیه السلام): إِنَّ مِن بَقَاءِ المُسلِمِينَ وَبَقَاءِ الإِسلَامِ أَن تَصِيرَ الأَموَالُ عِندَ مَن يَعرِفُ فِيهَا الحَقَّ وَيَصنَعُ فِيهَا المَعرُوفَ، وَإِنَّ مِن فَنَاءِ الإِسلَامِ وَفَنَاءِ المُسلِمِينَ أَن تَصِيرَ الأَموَالُ فِي أَيدِي مَن لَا يَعرِفُ فِيهَا الحَقَّ وَلَا يَصنَعُ فِيهَا المَعرُوفَ.(2)

10. قال أبو عبدالله(علیه السلام): المَعرُوفُ شَي ءٌ سِوَى الزَّكَاةِ فَتَقَرَّبُوا إِلَى الله بِالبِرِّ وَصِلَةِ الرَّحِمِ.(3)

11. عن أبي عبدالله الصادق(علیه السلام) قال: مَن أَرَادَ أَن يُدخِلَهُ الله فِي رَحمَتِهِ وَيُسكِنَهُ جَنَّتَهُ فَليُحسِّن خُلقَهُ وَليُعطِ

ص: 193


1- . الکافي، ج4، ص32، ح5؛ وسائل الشیعة، ج16، ص297، ح4[21594](الباب الرابع من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف و...).
2- . الکافي، ج4، ص25، ح1؛ وسائل الشیعة، ج16، ص285، ح1[21557](الباب الأوّل من أبواب فعل المعروف من کتاب الأمر بالمعروف و...).
3- . الکافي، ج4، ص27، ح5؛ وسائل الشیعة، ج9، ص51، ح13[11498](الباب السابع من أبواب ما تجب فیه الزکاة وما تستحبّ فیه من کتاب الزکاة).

النَّصَفَ مِن نَفسِهِ وَليَرحَمِ اليَتِيمَ وَليُعِنِ الضَّعِيفَ وَليَتَوَاضَع لِله الَّذِي خَلَقَهُ.(1)

12. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن وَاسَى الفَقِيرَ مِن مَالِهِ وَأَنصَفَ النَّاسَ مِن نَفسِهِ فَذَلِكَ المُؤمِنُ حَقّاً.(2)

ص: 194


1- . الأمالي (للصدوق)، ص389، ح15(المجلس 61)؛ وسائل الشیعة، ج12، ص156، ح32[15935] (الباب 104 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
2- . الکافي، ج2، ص147، ح17؛ وسائل الشیعة، ج15، ص284، ح5[20527] (الباب 34 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

الإحسان إلی الوالدین والأقربین

قد أمر الإسلام بالإحسان إلی الناس واهتمّ به کثیراً، لا سیّما الإحسان إلی الوالدین ومن بعدهما سائر الأرحام والأقرباء؛ وقدّمهم علی الآخرین وأوصی بهم أکثر، حتّی عدّ العمل المخالف للبرّ والإحسان (أو مجرّد ترکهما) من المحرّمات الشدیدة والمعاصی الکبیرة بالنسبة إلیهم، وعبّر عنه بعقوق الوالدین وقطع الرحم. علی المسلم أن لا یقطع والدیه أو سائر أرحامه وأقاربه ولا یؤذیهم، لأنّ بهذا یکون قد ارتکب معصیة کبیرة ویکون مستحقّاً للعقوبة في الدنیا والآخرة.

القرآن الکریم

1. «وَاعبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وبِالوالِدَينِ إِحساناً وَبِذِي القُربى...».(1)

2. «وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحساناً [تامّاً

ص: 195


1- . النساء (4)، الآیة 36.

کاملاً] إِمَّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلَاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ [إن تألّمت منهما] وَلَا تَنهَرهُما وَ [إن ضرباک علی سبیل المثال] قُل لَهُما قَولاً كَريماً [مثل: غفر الله لکما]* وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل [في دعائک لهما] رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيراً».(1)

3. «وَكَانَ تَقِيّاً* وَبَرّاً بِوالِدَيهِ وَلَم يَكُن جَبَّاراً عَصِيًّاً».(2)

4. «إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ [الناس] بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى».(3)

5. «وَاتَّقُوا اللَّهَ [في عصیانه] الَّذي تَسائَلُونَ بِهِ [أي تقسمون به] وَالأَرحامَ [من قطعهم] إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقيباً».(4)

الروایات

1. عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: ثَلَاثٌ لَم يَجعَلِ الله لِأَحَدٍ فِيهِنَّ رُخصَةً: أَدَاءُ الأَمَانَةِ إِلَى البَرِّ وَالفَاجِرِ وَالوَفَاءُ

ص: 196


1- . الإسراء (17)، الآیتان23_ 24.
2- . مریم (19)، الآیتان13_14.
3- . النحل (16)، الآیة 90.
4- . النساء (4)، الآیة 1.

بِالعَهدِ لِلبَرِّ وَالفَاجِرِ وَبِرُّ الوَالِدَينِ بَرَّينِ كَانَا أَو فَاجِرَينِ.(1)

2. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: أَكبَرُ الكَبَائِرِ سَبعٌ: الشِّركُ بِالله العَظِيمِ وَقَتلُ النَّفسِ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالحَقِّ وَأَكلُ أَموَالِ اليَتَامَى وَعُقُوقُ الوَالِدَينِ وقَذفُ المُحصَنَاتِ وَالفِرَارُ مِنَ الزَّحفِ وَإِنكَارُ مَا أَنزَلَ الله(عزوجل).(2)

3. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: ثَلَاثَةٌ لَا بُدَّ مِن أَدَائِهِنَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ الأَمَانَةُ إِلَى البَرِّ وَالفَاجِرِ وَالوَفَاءُ بِالعَهدِ إِلَى البَرِّ وَالفَاجِرِ وَبِرُّ الوَالِدَينِ بَرَّينِ كَانَا أَو فَاجِرَينِ.(3)

4. عن جميل بن درّاج قال: سَأَلتُ أَبَا عَبدِاللهِ(علیه السلام) عَن قَولِ الله(عزوجل): «وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالأَرحامَ...»(4) قَالَ: فَقَالَ(علیه السلام): هِيَ أَرحَامُ النَّاسِ إِنَّ الله أَمَرَ بِصِلَتِهَا وَعَظَّمَهَا

ص: 197


1- . الکافي، ج2، ص162، ح15؛ وسائل الشیعة، ج21، ص490، ح3[27669](الباب 93 من أبواب أحکام الأولاد من کتاب النکاح).
2- . تهذیب الأحکام، ج4، ص149، ح39[417]؛ وسائل الشیعة، ج15، ص326، ح18[20647](الباب 46 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . مشکاة الأنوار، ص53؛ مستدرک الوسائل، ج14، ص10، ح159576(الباب الثاني من أبواب کتاب الودیعة من کتاب الودیعة).
4- . النساء (4)، الآیة1.

أَ لَا تَرَى أَنَّهُ جَعَلَهَا مِنهُ.(1)

5. عن أبي الحسن الرضا(علیه السلام) قال: أَمَرَ بِاتِّقَاءِ الله وَصِلَةِ الرَّحِمِ فَمَن لَم يَصِل رَحِمَهُ لَم يَتَّقِ الله.(2)

6. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): لَا تَقطَع رَحِمَكَ وَإِن قَطَعَتكَ.(3)

7. إنّ رسول الله(صلی الله علیه واله) قال: إِذَا قَطَعُوا(یعنی أمّتي) أَرحَامَهُم جُعِلَتِ الأَموَالُ فِي أَيدِي الأَرَاذِلِ مِنهُم.(4)

8. قال أميرالمُؤمِنِينَ(علیه السلام): إِذَا قَطَّعُوا الأَرحَامَ جُعِلَتِ الأَموَالُ فِي أَيدِي الأَشرَارِ.(5)

9. في حدیث عدّ فیه المعاصي الکبیرة، فقال أبو عبدالله(علیه السلام): وَنَقضُ العَهدِ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ لِأَنَّ الله(عزوجل)

ص: 198


1- . الکافي، ج2، ص150، ح1؛ وسائل الشیعة، ج21، ص533، ح1[27785](الباب 17 من أبواب النفقات من کتاب النکاح).
2- . تفسیر الصافي، ج1، ص419؛ وسائل الشیعة، ج9، ص25، ح10[11429](الباب الثالث من أبواب ما تجب فیه الزکاة وما تستحبّ فیه من کتاب الزکاة).
3- . الکافي، ج2، ص347، ح6؛ وسائل الشیعة، ج12، ص273، ح4[16290](الباب 149 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
4- . مستدرک الوسائل، ج9، ص107، ح5 [10367] (الباب 129 من أبواب أحکام العشرة... من کتاب الحجّ).
5- . الکافي، ج2، ص348، ح8؛ وسائل الشیعة، ج12، ص273، ح1[16287].

يَقُولُ: «لَهُمُ اللَّعنَةُ وَلَهُم سُوءُ الدَّارِ»(1).(2)

10. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام): إنَّ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تُعَجِّلُ الفَنَاءَ قَطِيعَةَ الرَّحِمِ.(3)

11. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): إِيَّاكُم وَعُقُوقَ الوَالِدَينِ فَإِنَّ رِيحَ الجَنَّةِ يُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ أَلفِ عَامٍ وَلَا يَجِدُهَا عَاقٌّ وَلَا قَاطِعٌ وَلَا شَيخٌ زَانٍ وَلَا جَارٌّ إِزَارَهُ خُيَلَاءَ، إِنَّمَا الكِبرِيَاءُ لِله رَبِّ العَالَمِينَ.(4)

12. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): إِنَّ المَرءَ لَيَصِلُ رَحِمَهُ وَمَا بَقِيَ مِن عُمُرِهِ إِلَّا ثَلَاثُ سِنِينَ فَيَمُدُّهَا الله إِلَى ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَإِنَّ المَرءَ لَيَقطَعُ رَحِمَهُ وَقَد بَقِيَ مِن عُمُرِهِ ثَلَاثٌ

وَثَلَاثُونَ سَنَةً فَصَيَّرَهَا الله إِلَى ثَلَاثِ سِنِينَ أَو أَدنَى.(5)

ص: 199


1- . الرعد (13)،الآیة 25؛ غافر (40)، الآیة 52.
2- . الکافي، ج2، ص287، ح24؛ وسائل الشیعة، ج15، ص318، ح2 [20629] (الباب 46 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . الکافي، ج2، ص447، ح1؛ وسائل الشیعة، ج12، ص273، ح2[16288] (الباب 149 من أبواب أحکام العشرة في السفر والحضر من کتاب الحجّ).
4- . مشکاة الأنوار، ص161؛ وسائل الشیعة، ج21، ص501، ح6[27697] (الباب 104 من أبواب أحکام الأولاد من کتاب النکاح).
5- . تفسیر العیاشي، ج2، ص220، ح75؛ وسائل الشیعة، ج21، ص537، ح15 [27799] (الباب 17 من أبواب النفقات من کتاب النکاح).

ص: 200

حبّ الدنیا

حبّ الدنیا (1)

من الأمور التي ورد الذمّ عنها في الإسلام کثیراً حبّ الدنیا لأجل الدنیا، أمّا حبّها محبّة لله وطلباً لرضاه أو محبّة للآخرة وطلباً للثواب الأخرويّ وصوناً من العذاب الإلهيّ فلا یعدّ محبّة للدنیا وطلبا لها، بل هو حبّ لله وللآخرة وطلب لهما.

وبعبارة أخری: حبّ الدنیا لأجل کونها محبوبة بالذات مذموم في الإسلام وأما حبّها بالعرض بأن تکون الدنیا محبوبة بالعرض للإنسان ویکون المحبوب بالذات رضی الله أو النعیم والثواب الأخروی فلا یکون مذموماً بل ممدوحاً. إنّ حبّ الدنیا لنفسها یستلزم أنواع الفتن والفساد والشرور وبالعکس حبّها لرضی الله أو لتحصیل الآخرة منشأ لجمیع الخیرات ویوجب صیانة الإنسان من الأفکار والعقائد الباطلة والأخلاق والأعمال الفاسدة.

ورد ذمّ الدنیا في الأدلّة الشرعیّة بتعابیر مختلفة، فتارة بذمّ

ص: 201


1- . یرتبط هذا البحث مع بحث«إصلاح النیّة» المذکور في أوّل الکتاب.

الدنیا وشؤونها کالرئاسة والمقام والزوجة والولد والمال (حتّی لا یحبّ المؤمن الدنیا وشؤونها بالذات) وتارة یکون الذمّ عن «حبّ» الدنیا و «حبّ» شؤونها.

القرآن الکریم

1. «أَ رَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيل».(1)

2. «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعدَ اللَّهِ [بالنسبة إلی یوم القیامة] حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَياةُ الدُّنيا [فتصدّکم عن نِعَم الآخرة]».(2)

3. «اعلَمُوا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا [لا أهمّيّة لها وسریعة الزوال] لَعِبٌ وَلَهوٌ [تُبعد الإنسان عن ربّه والآخرة] وَزينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَينَكُم وَتَكاثُرٌ فِي الأَموالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَديدٌ [لمن طلب الدنیا وغفل عن الآخرة] وَمَغفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضوانٌ [لمن کانت دنیاه دنیا بلاغ وللآخرة] وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلَّا مَتاعُ الغُرُورِ».(3)

ص: 202


1- . التوبة (9)، الآیة38.
2- . فاطر (35)، الآیة 5.
3- . الحدید (57)، الآیة 20.

4. «كَلَّا بَل تُحِبُّونَ العاجِلَة* وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ».(1)

5. «وَيلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ *يَحسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخلَدَهُ * كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الحُطَمَةِ».(2)

6. «فَأَمَّا مَن طَغى* وَآثَرَ الحَياةَ الدُّنيا* فَإِنَّ الجَحيمَ هِيَ المَأوى».(3)

الروایات

1. عن النبيّ(صلی الله علیه واله): يا ابن مسعود قول الله تعالى: «لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا»(4) يَعنِي أَيُّكُم أَزهَدُ فِي الدُّنيَا إِنَّهَا دَارُ الغُرُورِ وَدَارُ مَن لَا دَارَ لَهُ [في الآخرة] وَلَهَا يَجمَعُ مَن لَا عَقلَ لَهُ إِنَّ أَحمَقَ النَّاسِ مَن طَلَبَ الدُّنيَا [للدنیا] قَالَ الله تَعَالَى «اعلَمُوا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَينَكُم وَتَكاثُرٌ فِي الأَموالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً

ص: 203


1- . القیامة (75)، الآیتان20_ 21.
2- . الهمزة (104)، الآیات1_4.
3- . النازعات (79)، الآیات37_ 39
4- . هود (11)، الآیة7.

وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ»(1).(2)

2. في تفسیر آیة: «وَلا تُخزِنِي يَومَ يُبعَثُونَ يَومَ لَا يَنفَعُ مالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَلِيم»، (هو من کلام إبراهیم(علیه السلام)) عن الصادق(علیه السلام) أنّه قال: هُوَ القَلبُ الَّذِي سَلِمَ مِن حُبِّ الدُّنيَا.(3)

3. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: القَلبُ السَّلِيمُ الَّذِي يَلقَى رَبَّهُ وَلَيسَ فِيهِ أَحَدٌ سِوَاه.(4)

4. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: رَأسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ حُبُّ الدُّنيَا.(5)

(وفي روایة أخری) حُبُّ الدُّنيَا رَأسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ.(6)

ص: 204


1- . الحدید (57)، الآیة20.
2- . مکارم الأخلاق، ص447؛ بحارالأنوار، ج74، ص93، ح1(الباب الخامس من أبواب المواعظ والحکم من کتاب الروضة).
3- . مجمع البیان في تفسیر القرآن، ج7، ص305؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص40، ح15 [13460] (الباب 61 من أبواب جهاد النفس من کتاب الجهاد).
4- . تفسیر الصافي، ج4، ص41؛ الکافي، ج2، ص16، ح5؛ بحارالأنوار، ج67، ص239، ح7(الباب 54 من أبواب مکارم الأخلاق من کتاب الإیمان والکفر).
5- . الکافي، ج2، ص315، ح1؛ وسائل الشیعة، ج16، ص8، ح1[20821](الباب 61 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
6- . الکافي، ج2، ص131، ح11؛ وسائل الشیعة، ج16، ص9، ح4[20824](الباب 61 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

5. قال عليّ بن الحسين(علیهما السلام): مَا مِن عَمَلٍ بَعدَ مَعرِفَةِ الله وَمَعرِفَةِ رَسُولِ الله(صلی الله علیه واله) أَفضَلَ مِن بُغضِ الدُّنيَا.(1)

6. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): مَن أَحَبَّ دُنيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ.(2)

7. عن أبي عبدالله(علیه السلام): إِنَّمَا مَثَلُ الدُّنيَا كَمَثَلِ الحَيَّةِ مَا أَليَنَ مَسَّهَا وَفِي جَوفِهَا السَّمُّ النَّاقِعُ يَحذَرُهَا الرَّجُلُ العَاقِلُ وَيَهوِي إِلَيهَا الصَّبِيُّ الجَاهِلُ.(3)

8. عن أبي عبدالله(علیه السلام): وَالله مَا أَحَبَّ الله مَن أَحَبَّ الدُّنيَا... .(4)

9. عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) أنّه قال: أَعظَمُ الخَطَايَا حُبُّ الدُّنيَا* إِن كُنتُم تُحِبُّونَ الله فَأَخرِجُوا مِن قُلُوبِكُم حُبَّ الدُّنيَا* إِنَّكَ لَن تَلقَى الله سُبحَانَهُ بِعَمَلٍ أَضَرَّ عَلَيكَ مِن

ص: 205


1- . الکافي، ج2، ص130، ح11؛ وسائل الشیعة، ج16، ص8، ح2[20822](الباب 61 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
2- . کنزالفوائد، ج1، ص61؛ وسائل الشیعة، ج16، ص9، ح5[20825](الباب 61 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . الکافي، ج2، ص136، ح22؛ وسائل الشیعة، ج16، ص17، ح3 [20845] (الباب 63 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
4- . الکافي، ج8، ص129، ح98؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص39، ح12 [13457] (الباب 61 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).

حُبِّ الدُّنيَا * حُبُّ الدُّنيَا رَأسُ الفِتَنِ وَأَصلُ المِحَن* حُبُّ الدُّنيَا يُفسِدُ العَقلَ وَيُصِمُّ القَلبَ عَن سَمَاعِ الحِكمَةِ وَيُوجِبُ أَلِيمَ العِقَاب.(1)

10. قال أميرالمؤمنين(علیه السلام): إِنَّ الدُّنيَا وَالآخِرَةَ عَدُوَّانِ مُتَقَابِلَانِ وَسَبِيلَانِ مُختَلِفَانِ فَمَن أَحَبَّ الدُّنيَا وَتَوَلَّاهَا أَبغَضَ الآخِرَةَ وَعَادَاهَا وَهُمَا بِمَنزِلَةِ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَمَاشٍ بَينَهُمَا كُلَّمَا قَرُبَ مِن وَاحِدٍ بَعُدَ مِنَ الآخَرِ وَهُمَا ضَرَّتَان.(2)

11. عن رسول الله(صلی الله علیه واله) أنّه قال: مَن أَحَبَّ الدُّنيَا ذَهَبَ خَوفُ الآخِرَةِ مِن قَلبِهِ وَمَا أُوتَيَ عَبدٌ عِلماً فَازدَادَ لِلدُّنيَا حُبّاً إِلَّا ازدَادَ الله عَلَيهِ غَضَباً.(3)

ص: 206


1- . مستدرک الوسائل، ج12، ص40، ح18 [13463] (الباب 61 من أبواب جهاد النفس من کتاب الجهاد)، وقد ورد في الغرر في مواطن کثیرة.
2- . نهج البلاغة، الحکمة 103، ص486 وفیه «متفاوتان» بدل «متقابلان»؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص37، ح6 [13451] (الباب 61 من أبواب جهاد النفس وما یناسبه من کتاب الجهاد).
3- . دعائم الإسلام، ج1، ص82؛ مستدرک الوسائل، ج12، ص40، ح16 [13461] (الباب 61 من أبواب الجهاد من کتاب الجهاد).

نماذج من الأدلّة الدالّة علی مدح الدنیا وحبّها لتحصیل رضی الله أو الثواب الأخرويّ

1. قال رسول الله(صلی الله علیه واله): نِعمَ العَونُ عَلَى تَقوَى الله الغِنَى.(1)

2. عن أبي عبدالله(علیه السلام) قال: نِعمَ العَونُ عَلَى الآخِرَةِ الدُّنيَا؛(2)

(أو) نِعمَ العَونُ الدُّنيَا عَلَى الآخِرَةِ.(3)

3. عن أبي جعفر(علیه السلام) قال: نِعمَ العَونُ الدُّنيَا عَلَى طَلَبِ الآخِرَةِ.(4)

4. قال أبو عبدالله(علیه السلام): لَا خَيرَ فِيمَن لَا يُحِبُّ جَمعَ المَالِ مِن حَلَالٍ يَكُفُّ بِهِ وَجهَهُ وَيَقضِي بِهِ دَينَهُ وَيَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ.(5)

ص: 207


1- . الکافي، ج5، ص71، ح1؛ وسائل الشیعة، ج17، ص29، ح1 [21897] (الباب السادس من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).
2- . الکافي، ج5، ص72، ح9؛ وسائل الشیعة، ج17، ص29، ح2[21898] (الباب السادس من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).
3- . الکافي، ج5، ص72، ح8؛ وسائل الشیعة، ج17، ص30، ح3[21899] (الباب السادس من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).
4- . الکافي، ج5، ص73، ح14؛ وسائل الشیعة، ج17، ص30، ح5[21901](الباب السادس من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).
5- . الکافي، ج5، ص72، ح5؛ وسائل الشیعة، ج17، ص33، ح1[21908](الباب السابع من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).

5. قال رجل لأبي عبدالله(علیه السلام): وَالله إِنَّا لَنَطلُبُ الدُّنيَا وَنُحِبُّ أَن نُؤتَاهَا. فَقَالَ: تُحِبُّ أَن تَصنَعَ بِهَا مَاذَا؟ قَالَ: أَعُودُ بِهَا عَلَى نَفسِي وَعِيَالِي وأَصِلُ بِهَا وَأَتَصَدَّقُ بِهَا وَأَحُجُّ وَأَعتَمِرُ. فَقَالَ أَبُو عَبدِالله(علیه السلام): لَيسَ هَذَا طَلَبَ الدُّنيَا، هَذَا طَلَبُ الآخِرَةِ.(1)

6. من وصیّة النبيّ(صلی الله علیه واله) لأبي ذرّ: يَا أباذَرٍّ إِنَّ الدُّنيَا مَلعُونَةٌ مَلعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَن ابتَغَی بِهِ وَجهَ الله وَمَا مِن شَي ءٍ أَبغَضُ إِلَى الله تَعَالَى مِنَ الدُّنيَا... وَمَا مِن شَي ءٍ أَحَبُّ إِلَى الله مِنَ الإِيمَانِ بِهِ وَتَركِ مَا أَمَرَ بِتَركِهِ، يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوحَى إِلَى أَخِي عِيسَى(علیه السلام): يَا عِيسَى لَا تُحِبَّ الدُّنيَا فَإِنِّي لَستُ أُحِبُّهَا وَأَحِبَّ الآخِرَةَ

فَإِنَّمَا هِيَ دَارُ المَعَاد.(2)

7. من وصیّة النبيّ(صلی الله علیه واله) لابن مسعود: وَلَا تُؤثِرَنَّ الحَيَاةَ الدُّنيَا عَلَى الآخِرَةِ بِاللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ

ص: 208


1- . الکافي، ج5، ص72، ح10؛ وسائل الشیعة، ج17، ص34، ح3[21910](الباب السابع من أبواب مقدّماتها من کتاب التجارة).
2- . مکارم الأخلاق، ص462؛ بحارالأنوار، ج74، ص80، ح3(الباب الرابع من أبواب المواعظ والحکم من کتاب الروضة) و فیه «من ابتغی» بدل «ما ابتغی».

فِي كِتَابِهِ «فَأَمَّا مَن طَغى وَآثَرَ الحَياةَ الدُّنيا فَإِنَّ الجَحِيمَ هِيَ المَأوى»(1) يَعنِي الدُّنيَا المَلعُونَةَ وَالمَلعُونُ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ لِله.(2)

8. قال أمیرالمؤمنین(علیه السلام): دَارُ غِنًى لِمَن تَزَوَّدَ مِنهَا وَدَارُ مَوعِظَةٍ لِمَنِ اتَّعَظَ بِهَا، مَسجِدُ أَحِبَّاءِ الله وَمُصَلَّى مَلَائِكَةِ الله وَمَهبِطُ وَحيِ الله وَمَتجَرُ أَولِيَاءِ الله اكتَسَبُوا فِيهَا الرَّحمَةَ وَرَبِحُوا فِيهَا الجَنَّة.(3)

ص: 209


1- . النازعات (79)، الآیات37_ 39.
2- . مکارم الأخلاق، ص455؛ بحارالأنوار، ج74، ص105، ح1(الباب الخامس من أبواب المواعظ و الحکم... من کتاب الروضة).
3- . نهج البلاغة، الحکمة 131، ص493.

ص: 210

المصادر

· قرآن کریم.

· نهج البلاغة.

· التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري(علیه السلام).

1. الأمالي. الطوسيّ، محمّد بن الحسن (ت460ق). قم: دار الثقافة. الطبعة الأولی: 1414ق .

2. مستدرک الوسائل ومستنبط المسائل. النوريّ الطبرسيّ، المیرزا حسین (ت1320ق). قم: مؤسّسة آل البیت(علیهم السلام) لإحیاء التراث. الطبعة الأولی: 1408 ق.

3. الاحتجاج علی أهل اللجاج. الطبرسيّ، أحمد بن عليّ (ت588ق). التحقیق: محمّد باقر الخرسان. مشهد: نشر المرتضی. الطبعة الأولی: 1403ق.

4. الکافي. الکلینيّ، محمّد بن یعقوب (ت329ق). التحقیق: علی أکبر الغفاريّ. طهران: منشورات دارالکتب الاسلامیّة. الطبعة الرابعة: 1407 ق.

ص: 211

5.تفصیل وسائل الشیعة إلی تحصیل مسائل الشریعة. الحرّ العامليّ، محمّد بن الحسن (ت1104ق). قم: مؤسّسة آل البیت(علیهم السلام) لإحیاء التراث. الطبعة الأولی: 1409ق.

6.الوافي. الفيض الكاشانيّ، ملّا محسن (ت1091ق). أصفهان: مكتبة الإمام أميرالمؤمنين(علیه السلام). الطبعة الأولی: 1406ق.

7.بحارالأنوار الجامعة لدرر الأخبار الأئمّة الأطهار(علیهم السلام). المجلسيّ، محمّد باقر (ت1110ق). بيروت: دار إحياء التراث العربيّ. الطبعة الثانیة: 1403 ق.

8.تفسیر الصافي. الفیض الکاشانيّ، ملّا محسن (ت1091ق). التحقیق: حسین الأعلميّ. طهران: منشورات مکتبة الصدر. الطبعة الثانیة: 1415 ق.

9.روضة الواعظين وبصيرة المتعظين. فتال النيشابوريّ، محمد بن أحمد (ت508ق). قم: منشورات الرضيّ. الطبعة الأولى: 1417ق.

10.المحاسن. البرقيّ، أحمد بن محمّد بن خالد (ت280ق). قم: منشورات دارالکتب الاسلامیّة. الطبعة الثانیة: 1371ق.

ص: 212

11.تفسیر القمّيّ. القمّيّ، عليّ بن ابراهیم (ت307ق). التحقیق: السیّد الطیّب الموسويّ الجزائريّ. قم: منشورات دار الکتاب. الطبعة الثانیة: 1404ق.

12.الأمالي. المفيد، محمّد بن محمّد (ت413ق). قم: مؤتمر الشيخ المفيد(رحمة الله) الطبعة الأولی: 1413ق.

13.الأمالي. ابن بابويه، محمّد بن عليّ (ت381ق). طهران: منشورات كتابچي. الطبعة السادسة: 1376ش.

14.عیون أخبار الرضا(علیه السلام). ابن بابويه، محمّد بن عليّ (ت381ق). التحقیق: مهديّ اللاجورديّ. طهران: منشورات جهان. الطبعة الأولی: 1378 ق.

15.تفسير نور الثقلين. العروسيّ الحويزيّ، عبد عليّ بن جمعة (ت1112ق). التحقیق: سيّد هاشم الرسوليّ المحلاتيّ. قم: منشورات اسماعيليان. الطبعة الرابعة: 1415 ق.

16.دعائم الإسلام. ابن حيون، نعمان بن محمّد مغربيّ (ت363ق). التحقیق: آصف الفيضيّ. قم: مؤسّسة آل البيت(علیهم السلام) لإحیاء التراث. الطبعة الثاني: 1385 ق.

17.عدّة الداعي ونجاح الساعي. ابن فهد الحلّيّ، أحمد بن محمّد (ت841ق). منشورات دار الكتب الإسلاميّ. الطبعة الأولى: 1407 ق.

ص: 213

18.معاني الأخبار. ابن بابويه، محمّد بن عليّ (ت381ق). قم: مؤسّسة النشر الاسلاميّ. الطبعة الأولى: 1361ش.

19.ثواب الأعمال وعقاب الأعمال. ابن بابويه، محمّد بن علي (381ق). قم: منشورات دار الشريف الرضي. الطبعة الثانية: 1406ق.

20.قرب الإسناد. الحميريّ، عبد الله بن جعفر (القرن الثالث). قم: مؤسّسة آل البيت(علیهم السلام) لإحیاء التراث. الطبعة الأولى: 1413ق.

21.غرر الحكم ودرر الكلم. التميميّ الآمديّ، عبد الواحد بن محمّد (ت550ق). قم: دار الكتاب الإسلاميّ. الطبعة الثانية: 1410ق.

22.تحف العقول. الحرانيّ، حسن بن شعبة (القرن الرابع). قم: مؤسّسة النشر الاسلاميّ. الطبعة الثانية: 1404ق.

23.تفسیر کنز الدقائق وبحر الغرائب. القمّيّ المشهديّ، محمّد بن محمّد رضا (ت1125ق). التحقیق: حسین الدرگاهيّ. طهران: وزارة الثقافیّة والإرشاد الاسلاميّ. الطبعة الأولی: 1368 ش.

ص: 214

24.الخصال. ابن بابويه، محمّد بن عليّ (ت381ق). قم: مؤسسة النشر الاسلاميّ. الطبعة الأولی: 1362 ش.

25.أعلام الدين في صفات المؤمنين. الديلميّ، حسن بن محمّد (ت841ق). قم: مؤسّسة آل البيت(علیهم السلام) لإحیاء التراث. الطبعة الأولی: 1408ق.

26.مشكاة الأنوار في غرر الأخبار. الطبرسيّ، عليّ بن الحسن (ت600ق). نجف: منشورات المكتبة الحيدريّة. الطبعة الثاني: 1385 ق.

27.البرهان في تفسیر القرآن. البحرانيّ، السیّد هاشم (ت1107ق). قم: منشورات مؤسّسة البعثة. الطبعة الأولی: 1374 ش.

28.جامع الأخبار. الشعيري، محمّد بن محمّد (القرن السادس). النجف: المطبعة الحيدريّة. الطبعة الأولى.

29.کتاب من لا يحضره الفقيه. ابن بابويه، محمّد بن علي (ت381ق). التحقیق: علي اكبر الغفاريّ، قم: مؤسّسة نشر الإسلاميّ. الطبعة الثاني: 1413 ق.

30.تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم. التميميّ الآمديّ، عبد الواحد بن محمّد (ت550ق). التحقیق: مصطفى الدرايتيّ. قم: مؤسّسة نشر الإسلاميّ. الطبعة الأولى: 1366ش.

ص: 215

31.صفات الشيعة. ابن بابويه، محمّد بن عليّ (ت381ق). طهران: منشورات الأعلمي. الطبعة الأولى: 1403 ق.

32.الاختصاص. المفيد، محمّد بن محمّد (ت413ق)، قم: المؤتمر العالميّ لألفية الشيخ المفيد. الطبعة الأولی: 1413ق.

33.کنز الفوائد. الكراجكيّ، محمّد بن عليّ (ت449ق). التحقیق: عبداللّه نعمة. قم: دارالذخائر. الطبعة الأولى: 1410ق.

34.المجازات النبويّة. شريف الرضي، محمّد بن حسين (ت406ق). التحقیق: مهديّ الهوشمند. قم: منشورات دار الحديث. الطبعة الأولی: 1422ق.

35.مكارم الأخلاق. الطبرسيّ، حسن بن فضل (القرن السادس). قم: منشورات الشريف الرضيّ. الطبعة الرابعة: 1412ق.

36.عيون الحكم والمواعظ. الليثيّ الواسطيّ، عليّ بن محمّد (القرن السادس). التحقیق: حسين الحسنيّ البيرجنديّ. قم: منشورات دار الحديث. الطبعة الأولی: 1376 ش.

37.بشارة المصطفى لشيعة المرتضى. الطبريّ الآملي، عماد الدين (ت553ق). نجف: منشورات المكتبة الحيدريّة. الطبعة الثانیة: 1383ق.

ص: 216

38.تهذيب الأحكام. الطوسيّ، محمّد بن الحسن (ت460ق). التحقیق: حسن الموسويّ الخرسان .طهران: منشورات دار الكتب الإسلاميّة. الطبعة الرابعة: 1407 ق.

39.فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب. ابن طاووس، عليّ بن موسى (ت664ق). التحقیق: حامد الخفاف. قم: مؤسّسة آل البيت(علیهم السلام) لإحیاء التراث. الطبعة الأولی: 1409 ق.

40.النوادر. الاشعريّ القمّيّ، احمد بن محمّد (القرن الثالث). قم: منشورات مؤسّسة الإمام المهديّ(عجل الله تعالی فرجه الشریف). الطبعة الأولی: 1408ق.

41.الزهد. الكوفيّ الاهوازيّ، حسين بن سعيد (القرن الثالث). التحقیق: غلام رضا العرفانيان اليزديّ. قم: منشورات المطبعة العلميّة. الطبعة الثانیة: 1402 ق.

42.تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (المعروف بمجموعة ورّام). ورّام بن أبي فراس، مسعود بن عيسى (ت605ق). قم: مكتبة الفقية. الطبعة الأولی: 1410ق .

43.دلائل الإمامة. الطبريّ الآمليّ صغير، محمّد بن جرير بن رستم (القرن الخامس). قم: مؤسّسة البعثة. الطبعة الأولی: 1413ق.

ص: 217

44.المؤمن. الكوفيّ الاهوازيّ، حسين بن سعيد (القرن الثالث). قم: منشورات مؤسّسة الإمام المهدي(عجل الله تعالی فرجه الشریف). الطبعة: 1404ق.

45.مصادقة الإخوان. ابن بابويه، محمّد بن عليّ (ت381ق). التحقیق: سيّد علي الخراسانيّ الكاظميّ. الكاظميّة: منشورات مكتبة الإمام صاحب الزمان(عجل الله تعالی فرجه الشریف) العامّة. الطبعة الأولی: 1402ق.

46.مجمع البیان في تفسیر القرآن. الطبرسيّ، فضل بن الحسن (ت548ق). طهران: منشورات ناصر خسرو. الطبعة الثالثة: 1372 ش.

47.تفسیر العیاشيّ. العیّاشيّ، محمّد بن مسعود (ت320ق). التحقیق: السیّد هاشم الرسوليّ المحلاتيّ. طهران: منشورات المطبعة العلمیّة. الطبعة الأولی: 1380ش.

48.خصائص الأئمّة(علیهم السلام). شريف الرضي، محمّد بن حسين (ت406ق). التحقیق: محمّد هادي الأمينيّ. مشهد: مجمع البحوث الإسلامیّة التابعة للآستانة الرضویّة(علیه السلام) المقدّسة. الطبعة الأولی: 1406ق.

ص: 218

آیین زندگی و درس های اخلاق اسلامی

آیة الله میرزا جواد آقا تهرانی(رحمة الله علیه)

تحقیق: مرتضی أعدادی خراسانی

انتشارات ولایت

1398_ 1441

ص: 219

چکیده

آیت الله حاج میرزا جواد آقا تهرانی از فقها و علمای مشهور قرن اخیر می­باشند؛ که در سال 1322قمری در تهران دیده به جهان گشود.

وی از حوزه­های تهران، قم و نجف استفاده نمود؛ اما آن­چه او را از تهران به مشهد کشاند دیدگاه علمی مرحوم آیت الله میرزا مهدی اصفهانی(رحمة الله) بود که با پرورش یافتن در سلوک علمی استاد موفق به ادامه تدریس درس استاد شد. ایشان از لحاظ مشی علمی و معنوی بسیار تحت تاثیر آرای عالیه و معارف الهیه استاد خویش بود تا به آن­جا که عمر خویش را در راه تفسیر قرآن (بر اساس روش تعقل در روایات) و ترویج معارف وحیانی وخدمت به خلق خدا سپری نمود.

هفت اثر از ایشان برجای مانده است که در موضوعات نقد مارکیسم، بهاییت، فلسفه و تصوف می باشد.

كتاب حاضر از مؤلفات اخلاقی مرحوم استاد بوده است كه توسط مؤسسۀ عالم آل محمد(علیهم السلام) المعارفية تعريب شده است.

مطالعۀ اين كتاب برای كسانی كه دوست دارند زندگی بر اساس دستورات وحيانی داشته باشند لازم می باشد.

---------------------

انتشارات ولايت

ایران _ مشهد مقدس _ خیابان آخوند خراسانی 1/20_ جنب مسجد الزهراء(علیها السلام)

تلفن:

00989151162907 _ 00989151576003 _ 05138555947

ص: 220

BOOK SUMMARY

Ayatollah Mirza Jawad Tehrani is an illustrious jurist and scholar of the last century. He is a graduate of the Islamic Seminary of Tehran, Qom and Najaf, but eventually settled in Mashhad when he was drawn to the classes of Late Ayatollah Mirza Mahdi Esfahani and succeeded his teacher in assuming his seat at the seminary. He was heavily influenced by his teacher and in the pursuit of divine sciences and the service to Islamic scholarship.

Ayatollah Tehrani has left seven valuable treatise which include critical analysis of the schools of thought of Marxism, Bahaism, Mysticsm, and Philosophy.

The present book is among the works which revolve around morality and ethics, published by Alem Aal-Mohammad Institute.

_______________________________________________

The publisher

Velayat publishers

Address: Iran, Mashhad, central bazaar, Velayat publisher.

Tel: 00989151576003 _ 00989151162907

ص: 221

The Way Of Life

Ayatollah Mirza Jawad Tehrani

Translator:

Hamid Khabiri

Auditing and Assessment:

Shaikh Morteza Aadadi Khorasani

Velayat Publishers

2020 _ 1398

ص: 222

بسم اللّه الرحمن الرحیم

«اُدعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَة»

علم و معرفت بزرگترین و بهترین نعمت الهی است که خداوند متعال آن را به بندگان صالح خویش عطا می فرماید و آن ها را در مسیر عبودیت و کمال بندگی به سوی خود با آن یاری می کند. بزرگ ترین افتخار بندگان خدا برخورداری آن ها از این نعمت گرانسنگ است. عالمان ربانی و عارفان حقیقی کسانی هستند که در راه بندگی خدا همواره پیامبران الهی و امامان معصوم(علیهم السلام) را چراغ راه خویش قرار داده واز سلوک طریق علمی و عملی آن ها هیچ وقت احساس خستگی به خود راه نداده و از هر طریق دیگری غیر از راه امامان معصوم(علیهم السلام) دوری و بیزاری می جویند.

این بنیاد با هدف احیای آثار چنین بزرگانی که در طول تاریخ تشیع همواره مدافع و پشتیبان معارف اصیل وحیانی و علوم راستین اهل بیت(علیهم السلام) بوده اند تشکل می یابد.

امید است با توجهات خاص حضرات معصومین(علیهم السلام) در این راه توفیق یارشان باشد تا بتوانند قدم های مثبت مهمی در احیای آثار ارزشمند آن بزرگان با شرایط روز بردارند.

ص: 223

بسم الله الرحمن الرحیم

«اُدعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَة»

Call on to the way of your lord with wisdom and good preaching

Knowledge is arguably God's most precious blessing given to humanity, with which they can understand, worship, and submit to the Almighty's commandments. It is indeed the greatest of His gifts for both in this life and the afterlife.

And those with divine understanding are the true inheritors of the prophets and their successors. Those are the people of wisdom who stop at nithing in carrying on their endeavor in seeking knowledge from its one and only source; The messengers of Allah.

ص: 224

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.